ارشيف من : 2005-2008
لو اعتُمد «تقسيم الدوحة» في انتخابات 2005 لتراجعت الموالاة إلى 61 نائباً... ولتقدمت المعارضة إلى 65 نائباً!
المسيحي في دائرة، وموازنة شيعية ارمنية سنية في دائرة، فإن لهذا التقسيم آثارا مماثلة في سائر الدوائر، ولا سيما لجهة تحرير صيدا وجزين في الجنوب من الصوت الشيعي، وحصر الاولى للمنافسة السنية السنية، وكذلك الحال في جزين حصرها بالمنافسة المسيحية المسيحية. مع بقاء الصوت الشيعي هو الغالب في سائر دوائر الجنوب وطبعا لـ"حزب الله" وحركة "امل".
والحال نفسها في الشمال، بتحرير بشري وزغرتا والكورة والبترون من الصوت السني الغالب وحصر المنافسة الانتخابية فيها مسيحية مسيحية، فيما بقي الصوت السني غالبا في عكار والغلبة الحقيقية هنا لفريق الحريري. بينما فتح التقسيم الجديد طرابلس على منافسة قاسية، مع امكانية ان تتحول الانتخابات الطرابلسية الى اغلى انتخابات في ظل صراع "المليارديريين" على المدينة، فيما حصر المنافسة سنية سنية في المنية والضنية.
ولا يغير "تقسيم الدوحة" من حال البقاع شيئا، بحيث ترك القرار للصوت الشيعي (حزب الله وامل) في بعلبك الهرمل، كما ترك امكانية المنافسة الشديدة من مذاهب مختلفة في زحلة والبقاع الغربي وراشيا، والحسم فيها تحدده تحالفات كل فريق. اما في جبل لبنان، فيدخل هذا التقسيم تعديلين في الدوائر الانتخابية لجهة الفصل بين بعبدا وعاليه، وبين كسروان وجبيل، بما يفتح كل هذه الدوائر على المنافسة الشديدة، بحيث تكون المنافسة مسيحية مسيحية في المتن وكسروان، ومنافسة اسلامية مسيحية ـ اسلامية مسيحية في الشوف وبعبدا وعاليه وجبيل، وذلك نظراً للتنوع الطائفي في هذه الدوائر. والحسم هنا تحدده تحالفات كل فريق.
على أن الأهم في هذا التقسيم أنه من حيث النتائج المتوقعة لانتخابات 2009 إذا ما أجريت على أساسه، لا يمكن فريق الموالاة تكرار الأكثرية التي يتمتع بها حالياً، والتي تولدت في جانبها الاساسي عن «التحالف الرباعي» الذي حكم انتخابات 2005 بين حزب الله وحركة امل والحزب التقدمي الاشتراكي وتيار الحريري، والذي يبدو ان الوقائع السياسية التي حكمت العلاقة بين اطراف التحالف منذ انتخابات 2005 ولغـاية اليوم، تؤكد استحالة العودة الى تكراره، او بالاحرى تكرار هذه التجربة المكلفة، ما يعني ان الخريطة المجلسية المقبلة، اذا ما قدر لاتفاق الدوحة ان يترســخ بما يفضي الى انتخابات في وضع طبيعي، ستختلف جذريا عما هي في المجلس الحالي. و«اكثرية اليوم»، قد تتحول الى « اقلية الغد»، وهذا ما تحدده طبعا تحالفات .2009
وستبدو تباشير هذا التغيير في الخريطة المجلسية واضحة بلا لبس، اذا ما اسقطنا نتائج انتخابات العام 2005 على الدوائر بحسب تقسيم الدوحة، اي النتائج التي تأتت عن التحالف الرباعي، (التي ستتغير حكما في انتخابات 2009). فإن الفوز سيكون للموالاة: في البقاع الغربي، عكار، طرابلس، المنية الضنية، الشوف وعاليه. بينما ستخسر الموالاة في زغرتا 3 مقاعد مارونية بحيث يربح سليمان فرنجية واسطفان الدويهي وسليم كرم ويخسر النواب الحاليون سمير فرنجية ونايلة معوّض وجواد بولس، بفارق كبير من الاصوات. وفي البترون تخسر الموالاة مقعدا واحدا، بحيث يخسر انطوان زهرا وفوز جبران باسيل بفارق يزيد عن الفي صوت. وفي الكورة تخسر الموالاة مقعد النائب نقولا غصن ويفوز فايز غصن، اما في بعبدا فتخسر الموالاة مقعدي النائبين ايمن شقير وعبد الله فرحات ويفوز بيار دكاش( الذي فاز لاحقا في انتخابات الفرعية خلفا للنائب الراحل ادمون نعيم). وإذا ما اعتمدنا هذه النتائج في ارض الواقع فإنها ستؤدي الى كسر الأكثرية وهبوطها من 68 نائبا الى 61 نائبا، وترتفع نسبة المعارضة من 59 او 58 (اذا ما اخرجنا الرئيس حسين الحسيني ) الى 65 نائبا. ويظهر ذلك في الجداول ادناه.