ارشيف من : 2005-2008

جزيرة أرواد (ارادوس) بين أسطورتين

جزيرة أرواد (ارادوس) بين أسطورتين

خط الاستواء وتبلغ مساحتها حوالى 20 هكتارا ويوجد فيها مرفأ مزدوج على الشاطىء الشمالي الشرقي وفي الشمال الغربي من الجزيرة توجد صخرة جرداء تسمى بنت أرواد كانت فيما مضى متصلة بها وفصلت عنها عن طريق الحت البحري أو الخسف.‏

وأطلقت على الجزيرة تسميات عدة منها "ارادوس" "ارفاد" "ارواد" "اراد" وتعنى بالفينيقية الملجأ وهذا ما يؤكد بأن الارواديين يعودون بنسبهم الى الفينيقيين الذين أتوا من البحر الاحمر.‏

ويقول مسؤول في متحف طرطوس ان نشوء أ"رواد" يعود الى أسطورتين الاولى تقول ان شابا ركب البحر في طلب الرزق ومرت الايام فلم يرجع فقلقت عليه خطيبته الحسناء وراحت تسال عنه كل غاد ورائح حتى التقت برفيق له فأنبأها أنه ذهب ضحية جنيات البحر اللواتي أحطن ذات يوم بمركبه وأخذن يتجاذبنه حتى غرق ولكن الفتاة لم تصدق وأخذت تبتهل للالهة أن تعيد اليها حبيبها ومضت الايام وهي تندب حظها وتنشد أغانى الحنين وتنتظر الغائب الذى لا يعود.‏

وأضاف ان الصياد كان الشاب أسيرا لدى عرائس البحر الماجنات فسمعت ملكتهم بحزن الخطيبة المسكينة ولهفتها فرثت لحالها وبعثت لها مع طير الماء رسالة تقول لها ان غائبها سيعود اليها قريبا ثم طلبت الملكة الى اله البحر أن يصنع للخطيبين مكانا يلجأان اليه في مأمن من حوادث الزمن فصنع لهما الاله الرحيم جزيرة جميلة جدا وهكذا وجدت أرواد على مقربة من الشاطىء السورى الجميل.‏

أما الاسطورة الفينيقية حول أرواد فتقول ان أرواد كانت ابنة شرعية لبعل اله البر وكان هناك "يم" اله البحر وكان الصراع قائم بين الالهين وأعجبت ارواد بـ "يم" فهربت اليه وارتمت في أحضانه مؤثرة البقاء عنده ومازال أبوها يناديها حتى النهاية دون ان تجيب.‏

ويرى الباحثون و المؤرخون انه نظرا لما تميزت به جزيرة ارواد من موقع واسطول قوي وغني كانت محط انظار القوى التي تنازعت للسيطرة على الحوض الشرقي للبحر المتوسط لذلك نجد ان الاشوريين والفرس والمصريين والاغريق السلوقيين والبطالمة والبيزنطيين والعثمانيين وفي العصر الحديث الفرنسيين كانوا يسعون لدفع الارواديين للمساهمة بحروبهم والانضمام اليهم الا ان "ارواد" استفادت من وضعها واستغلت موقعها الذي اعطاها نوعا من الاستقلالية ازاء القوى المسيطرة على اليابسة.‏

ويذكر هنا ان الفرنسيين استخدموا الجزيرة كسجن ومنفى للزعماء الوطنيين الاحرار اثناء الانتداب وباتت تحمل اسم "معقل الاحرار".‏

التاريخ: 22/3/2008‏

2008-03-22