أطلقت المجموعة اللبنانية للإعلام - قناة المنار من دار نقابة الصحافة اللبنانية البرنامج الوثائقي "الخراب الثالث"، ويحكي قصة الإخفاق الاستراتيجي لأكبر جيش في الشرق الأوسط في حرب لبنان الثانية، وقصة انتصار مقاومة حولت فخر الصناعات الحربية الإسرائيلية "الميركافا" إلى تابوت لجنود وضباط هذا الجيش.
هذا هو باختصار مضمون السلسلة الوثائقية "الخراب الثالث" التي أنتجها فريق من العاملين في القناة كواحد من أضخم الإنتاجات التي تعرض وقائع عدوان تموز.
وقد اثار الترويج الذي عرضته القناة وحمل عنوان "الخراب الثالث"، تساؤلات إسرائيلية حول ما تقصده قناة المنار من رسالة موجهة إلى الشعب الإسرائيلي، لكن الجدل سيصبح بالتأكيد أوسع عندما يدرك الإسرائيليون أن "الخراب الثالث" هو عنوان سلسلة وثائقية تتضمن اعترافات خاصة للمنار من قبل خبراء في مركز هرتزيليا أحد أهم مراكز الدراسات الإسرائيلية حول الهزيمة الإسرائيلية في حرب تموز، وقد أعده وكتب نصه رئيس تحرير النشرة المحلية في قناة المنار الزميل عبد الحسين شبيب، وأخرجه الزميل محمد دبوق.
الفيلم يناقش خلفيات عدوان تموز وأهدافه الحقيقية، وخطط الحرب المسبقة بعيدا عن ذريعة الأسيرين، وصولاً إلى معالجة التداعيات التي ارتدت على إسرائيل وقوتها العسكرية ونظريتها الأمنية، فضلا عن صورتها في المنطقة.
وقال الزميل عبد الحسين شبيب معد وكاتب نص الفيلم: "هذا الفيلم يمكن أن يشاهده المواطن العربي والمواطن غير العربي، وبالتالي هو ليس فيلما مؤدلجا وليس فيلما موجها الى جمهور معين بقدر ما هو فيلم يعرض ما حصل في حرب تموز من وجهة نظر اطراف متعدده، إلا وجهة نظر الطرف المنتصر وهو المقاومة، وهذا عنصر قوة للفيلم فضلا عن المعلومات الجديدة والمشاهد الجديده، ونوعية الشخصيات".
الفيلم الذي يتضمن شهادات وتحليلات لخبراء من روسيا والولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وتركيا ومصر ولبنان، يقدم معلومات تنشر للمرة الأولى ومشاهد جديدة للمقاومة تظهر بعضا من تقنيات خوض المواجهة، والأسلحة التي استخدمها مقاتلو حزب الله وخصوصا الصواريخ المضادة للدروع.
وقد عقد يوم الأربعاء في دار نقابة الصحافة مؤتمر صحافي، بدعوة من قناة "المنار" وبالتعاون مع "مركز بيروت الدولي للانتاج"، لإطلاق الفيلم الوثائقي- "الخراب الثالث".
وتخلل المؤتمر عرض موجز لمدة خمس عشرة دقيقة من الفيلم، ثم كانت كلمة لنقيب الصحافة الاستاذ محمد بعلبكي، تلاه المدير العام لقناة "المنار" عبد الله قصير عن "رعاية القناة وتشجيعها للكفاءات المبدعة في مجال انتاج الوثائقي، وسعيها الى تجسيد حقيقة ما حدث في عدوان تموز على لبنان ومقاومته، حيث للمرة الاولى في تاريخ الصراع نسجل هزيمة مدوية للكيان الصهيوني في مقابل حركة مقاومة لبنانية تملك روحية عالية ومميزة".
وقال "إن الفيلم اعتمد على شهادات من خارج حزب الله بالكامل، تأكيدا للموضوعية، وأنتج بالتعاون بين قناة المنار ومركز بيروت الدولي للانتاج والتوزيع".
ثم كانت كلمتان لمدير "مركز بيروت" أحمد حوماني ومعد الفيلم عبد الحسين شبيب.
أربع ساعات موزعة على أربعة أجزاء قام بإعدادها وتنفيذها وإنتاجها الزملاء في المنار إلى جانب عملهم في مديرية الأخبار، كهدية لشعب المقاومة ولكل مقاوم شارك في صنع النصر الإلهي الذي لولاه لما كان الخراب الثالث.
الانتقاد/ العدد 1258 ـ 14 آذار/ مارس 2008