ارشيف من : 2005-2008

صحيفة اللوموند الفرنسية: لا يجب الخوف من إيران

صحيفة اللوموند الفرنسية: لا يجب الخوف من إيران

العلمية(CNRS ) السيد( BERNARD HOURCAD) ألمختص بالشؤون الإيرانية تحت عنوان: لا ينبغي الخوف من إيران.‏

"الإنتقاد.نت" قامت بترجمة المقال نظرا لأهمية الباحث وأهمية المركز الذي يعمل به خصوصا ونحن على عتبة مفاوضات جديدة وحاسمة بين الدول الستة وإيران حول البرنامج النووي الإيراني وتعيد نشره .‏

تقول افتتاحية "اللوموند":‏

"لم تستطع إيران تصدير ثورتها، ولكنها تحتفظ بقدرة على الإزعاج في العراق ولبنان ومناطق أخرى من العالم".‏

وتتابع: "تعلم إيران أنها لا تستطيع حل مشاكل المنطقة لوحدها، غير أنها تدرك أن لا شيء يمكن أن يحل من دونها"، وتضيف "اللوموند" : "الحقيقة أن إيران تثير الخوف بسبب الصورة المختصرة التي نعرضها عنها، وعدم فهمنا حقيقة هذا البلد"، "كثيرون في الغرب يتعاملون مع الجمهورية الإسلامية من منطلق عدم الشرعية، والمرحلية والحقيقة أن ثورة عام 1979 كان أساسية وعميقة".‏

وتطرح "اللوموند" سؤال "عن ماهية الهوية الإيرانية" . وتجيب على ذلك بالقول "هي اختصار لثلاثة عناصر: الوطنية والإسلام، والرغبة في لعب دور مهم على المسرح العالمي"، "لقد كانت إيران أول دولة مستقلة في القرن الخامس قبل المسيح ويعود تاريخ، التشيع فيها إلى القرن السادس عشر ميلادي حيث طبع التشيع إيران كما طبعت الكاثوليكية فرنسا".‏

وتشرح الصحيفة: "قبل ثلاثين عاما كانت الحداثة التقنية تأتي من الغرب حيث كان علماء الفيزياء يأتون من فرنسا، أما اليوم فهم يتلقون التعليم في إيران". "هناك اليوم2300000 طالب، كانوا170000 في نهاية عهد الشاه ورغم الصورة السيئة التي يعطيها أحمدي نجاد ولكنه مهندس".‏

"في المجال التقني لايريد الإيرانيون أن يكونوا مجرد مستهلكين للمواد الأميركية والفرنسية، ولكن شركاء إنه بلد يحمل عناصر تقدم مذهلة".‏

وتقول الجريدة الفرنسية: "من هنا يأتي الالتفاف الإيراني في قضية تخصيب اليورانيوم، هذا البلد سوف يمتلك القدرة العلمية على إنتاج الأسلحة النووية على غرار اليابان وألمانيا، هذا تحد تقني نحن أمام بلد في حالة حصار وينجح في تخصيب اليورانيوم، هذه شهادة يفتخر بها حتى الإيرانيون المعارضون للنظام في أميركا".‏

وفي شرحها لأهمية التشيع هناك تعلق أكبر صحيفة فرنسية: " لقد حاول الشاه محمد رضا بهلوي تهميش التشيع وقد كان هذا أحد أسباب سقوطه، ومن ثم جاء الرئيس خاتمي مع أنه رجل دين أدار هذا الأمر بطريقة سيئة وفشل أيضا.لقد كانت أول خطب خاتمي موجهة إلى الشعب الأميركي غير أن إرادة المحافظون هناك في تغيير النظام وليس في تحديثه عطلة عمل التيار الإصلاحي في إيران". وتستطرد اللوموند " لقد أراد خاتمي أحداث خضة في النظام لا إسقاطه، ولكن حتى عندما ينتقدون النظام والحكومة لا تريد أكثرية الإيرانيين الساحقة ثورة جديدة وهناك غرابة عندما يسأل بعض المسئولين في باريس وبروكسيل عن حظوظ ابن الشاه أو مجاهدي خلق". وتضيف الصحيفة: "هؤلاء لا يمثلون شيئا في إيران لقد حصل تغير جذري ودائم في المجتمع الإيراني منذ عام 1979 هناك جيل كامل لم يعرف غير هذا المد الوطني الإسلامي".‏

وتذهب الصحيفة الفرنسية في القول: "هؤلاء الذين كانوا في العشرين من عمرهم أيام الثورة وعرفوا الحرب، بلغوا الآن 50 عام وهم علمانيون ولكنهم مسلمون، ولديهم نقاط التقاء كثيرة".‏

وتدخل الصحيفة في تعريف الخط الثالث بين المحافظين والإصلاحيين فتقول: "هناك علي لاريجاني المفاوض السابق في الملف النووي وهناك القائد السابق للحرس الثوري محسن رضائي، وأكثر هؤلاء أهمية هو باقر قاليباف المرشح السابق لرئاسة الجمهورية، وأحد قادة معركة خرمشهر، إنه بونابرت إيراني يحمل نظرة أخرى إلى الخارج معاكسة لسياسة نجاد الكارثية".‏

وتقول الصحيفة التي تشرح الحراك السياسي الإيراني بالقول: " في إيران الكل يسيطر على الكل، هناك نقاش حيوي داخل البرلمان، المرشد في أعلى الهرم ليس ديكتاتوريا دوره في حماية الشريعة أن يقول لا وليس طبع خطه السياسي، فقط تحديد الخطوط التي لا يمكن تجاوزها، في الحقيقة هو الحكم".‏

وتختم الصحيفة مقالها بالقول: "هناك أشخاص رائعون في إيران يجب محاورتهم منهم فلاسفة وناشطي حقوق إنسان وسياسيين، وكل هذا يتوقف على إيران وعلى الغرب، ودون شك يتوقف على نتائج الانتخابات الرئاسية القادمة في أميركا" تنهي صحيفة اللوموند الفرنسية افتتاحيتها.‏

التاريخ: 5/5/2008‏

2008-05-05