ارشيف من : 2005-2008
بشير بن عمر لـ"الانتقاد": استقلال الجزائر ناقص ما دامت فلسطين محتلة
من المغرب فالجزائر، الى تونس وتركيا والشام ولبنان، كانت جولة "قافلة فلسطين" تزرع الأمل والحب والحياة.. "الانتقاد" التقت مدير عام مؤسسة "أبو الهدى" للثقافة والإعلام الجزائرية "بشير بن عمر"، وكان اللقاء التالي:
* "قافلة فلسطين" تعنى بالقضية الفلسطينية، بداية استاذ بشير بن عمر حبذا لو تخبرنا عن الفكرة الأساسية للقافلة؟
القافلة الإعلامية من أجل القدس هي ذكرى خيرية انطلقت من المهرجان العربي للشباب الأفريقي، ونحن اليوم في لبنان أرض المقاومة والبطولة، من أجل أن نعدّ البرنامج النهائي للقافلة، وهدفنا أن نعيد أمل القدس وثقافة الوعي الإسلامي للشباب العربي. لذا هذه الخلية التي كُونت في العام 2006 بإشراف مؤسسة "نور الهدى"، يسرّها أن تكون انطلاقتها من أرض المليون ونصف المليون شهيد.. وجرى توفير كل الإمكانات المطلوبة للشباب الجزائري لتطوف في مختلف الأقطار العربية المهتمة بالقضية الفلسطينية.
* هذه القافلة التي بدأت في بلاد المغرب العربي، الى أين وصلت اليوم؟
من المفترض أن تكون نهاية القافلة عند معبر رفح المصري، إلاّ أن الشرطة المصرية رفضت استقبالنا ودخولنا الأراضي المصرية. وبرغم التحدي حوّلنا نشاطنا الى بيروت وإسطنبول والشام. باختصار هي مسيرة لشباب جزائري آمن بأن القدس أساس التفكير المنطقي والوعي الإسلامي الذي يجب أن يجمعنا في كل أقطار العالم العربي والإسلامي. وقد بلّغنا هذه الرسالة عندما وقفنا على منبر مؤتمر القدس الدولي وألقينا كلمة باسم الشباب الجزائري، مختصرها أننا مع فلسطين ظالمة أو مظلومة.
* فلسطين كدولة وقضية إنسانية ماذا تعني للشعب الجزائري؟
فلسطين عندنا هي قضية، لأن الشعب الجزائري ذاق ويلات الاستعمار ما يزيد على 132 سنة، وهي أطول فترة استعمارية في الوجود. يعني أن الجزائر قدّمت الشهداء من أجل العروبة والإسلام، فكيف بأهلنا في فلسطين وهم المضطهدون! وما يجري الآن من خزي وعار وسكوت من الأنظمة تجاه ما يجري في غزة ضد شعب يعاني الحصار والجوع هو همّ موجود عند الشعب الجزائري، خصوصاً أن حبّه لفلسطين موجود في داخله.. ونحن نرى أن استقلال الجزائر ناقص، لأن أرضنا الحبيبة فلسطين ما زالت محتلة.
* حلّت الذكرى الستون لنكبة فلسطين، من خلال قافلة فلسطين كيف تتفاعلون مع هذه المناسبة؟
التفاعل مع النكبة ليس وليد هذه اللحظة، لكن تفاعلنا اليوم سيكون من خلال إعداد حملة وطنية في الجزائر مهمتها التجوال على كل المحافظات في الجزائر، وهي (40) ولاية، ومدة هذه الحملة حوالى خمسة أشهر، في كل ولاية تستقر يومين بهدف اقامة حملة إعلامية للتعريف بقضية القدس وفلسطين. ووجودنا هنا على أرض المقاومة لنحمل معنا الى شعبنا في الجزائر رسالة المقاومة من لبنان، والاستعداد لذكرى النكبة، وما تعنيه فلسطين للبنان.. وإن كان العدو الإسرائيلي اليوم يحضر احتفالات معتبراً نفسه انتصر مدة (60) سنة، فنحن نقول له ان نهايته قريبة بإذن الله.
* كقافلة تعنى بشؤون القدس وفلسطين، ما هو الهدف منها؟
الهدف منها أن لا نبقى قابعين صامتين في بيوتنا ومنازلنا، وكذلك نشر ثقافة القدس.. يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه الحكيم: "سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام الى المسجد الأقصى"، وبما ان المسجد الأقصى مذكور في القرآن الكريم فواجب على كل عربي ومسلم أن يحمل همّ المسجد الأقصى، لأنه محاصر ومهددّ، فكيف حال كل فلسطين؟! إذاً هذا الهم نريد أن نزرعه في قلب كل طفل عربي من خلال مبادرتنا العربية والإسلامية التي ستنطلق بعد أيام عندما نصدر بيانا بتأسيس "الشبكة الدولية من أجل فلسطين".. وستنطلق فعاليتها من لبنان وستنتشر في العالم العربي والإسلامي، وأيضاً في كل المناطق.
* حصاد هذه الجولة من بلاد المغرب العربي فتركيا فالشام فلبنان، معرض صور يقدّم مسيرة القافلة والجولة التي قمتم بها، لماذا تخصصون لبنان بهذا المعرض؟
كان لا بد لنا بعد نهاية الجولة التي قمنا بها على مختلف الأقطار والبلاد العربية، من أن نلخّص عملنا بمعرض للصور التي رافقتنا. وهذا يشكل دافعا من أجل حثّ الشباب العربي الحامل للقضية على التمسك بقضيتهم. نحن ندعو الشباب العربي الى متابعة الحملات الإعلامية التي نقوم بها، وهذا تضامن من كل فرد عربي مع شقيقه في فلسطين.
هذا المعرض هو منطلق لإحياء ذكرى فلسطين من أرض لبنان، وسيقام في المخيمات الفلسطينية في لبنان، لأنه كلمة وموقف جزائري يقول للشعب الفلسطيني إننا معكم ونتبنى همومكم من خلال هذه الحملات، وهناك حملات إعلامية تضامنية ستقام في مختلف الأقطار العربية. وهذا المعرض مدخل لمواقف تضامنية أخرى مع فلسطين.
حوار: أمل شبيب
الانتقاد/ العدد1267 ـ 16 ايار/مايو2008