ارشيف من : 2005-2008
شلح: "أوسلو" نكبة النكبة.. والمشروع الوطني للمنظمة انتهى باستشهاد عرفات
الاتفاق "بنكبة النكبة"، التي هدف من خلاله الكيان الصهيوني لتثبيت نفسه، بعدما استعادت الشعوب زمام المبادرة إبان الانتفاضة الأولى عام 1987م.
جاء ذلك في كلمةٍ ألقاها الدكتور شلّح بحضور القيادة السياسية لحركة الجهاد الإسلامي في قطاع غزة، وجماهيرهاالذين تجمعوا في ساحة الجندي المجهول بمدينة غزة مساء الثلاثاء (13/5)، إحياءً للذكرى الستين لنكبة فلسطين.
وبيّن الدكتور شلّح في كلمته، أن الشعوب التي استعادت زمام المبادرة منذ الانتفاضة الأولى قالت كلمتها ونزلت إلى الشارع لتصنع الحدث وتقول: "إن فلسطين لا يمكن أن يستعيدها وأن يحميها وأن يحررها إلا الشعوب"، لتبدأ ومنذ تلك اللحظة مرحلة صناعة التاريخ التي لم تسجل على الأمة بعدها هزيمة واحدة.
وقال الأمين العام للجهاد الإسلامي: "إن معظم الذين تعاطفوا مع الانتفاضة الأولى من أصحاب العروش لم يكونوا صادقين"، لافتاً إلى أنهم حاولوا أن يركبوا الموجة على دماء الشهداء، حيث حاكوا بليلٍ المؤامرات تلو المؤامرات لتسترد الأنظمة زمام المبادرة وفعلوها باتفاق أوسلو، الذي لم يستشيروا فيه أحداً أو يستفتوه.
وانتقد الدكتور شلّح وبشدة أنظمةً عربية لم يحددها بالسعي لإكمال انتصار المشروع الصهيوني في المنطقة، قائلاً عنهم: "لم يعد يكفيهم إدارة الظهر لفلسطين وشعبها، بل أصبحوا حلفاءً "لإسرائيل"، فهم يحاولون أن يحققوا كل ما أرادت أن تحققه "إسرائيل" من النكبة"، مبدياً في ذات الوقت استياءه من مشاركة حكام عرب "لإسرائيل" باحتفالها بنكبة شعبنا عبر إرسال التهاني بقيام هذا الكيان على أنقاض شعب فلسطين وحق الأمة في فلسطين.
وجدد الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي تأكيده أن مستقبل الكيان الصهيوني في المنطقة إلى زوال، قائلاً: "إن الصمود لا معنى له في التاريخ أمام صمودكم هذا، أحييكم اليوم وأشد على أياديكم، أحيي هذا الصمود الأسطوري، وأنتم تسطرون صفحة ملحمة خالدة في تاريخ الإنسانية، إنكم تقيمون الحجة على العالم كله، بل إنكم تحرجون البشرية والأمة كل الأمة بهذا الصمود والصبر المنقطع النظير".
واستطرد قائلاً: "إننا نضع أقدامنا اليوم على أعتاب تفكيك هذا الكيان، فنحن ذاهبون إلى مرحلة إنهاء هذا العلو وهذا الإفساد، وهذه هي البشائر فيما صنعتوه بانتفاضة الأقصى عندما مزق استشهاديو فلسطين أحشاء الكيان فأصيب بالرعب، نحن ذاهبون من انتصار إلى انتصار مهما كان محدوداً، لكننا نعرف أننا نسير باتجاه تحقيق أهدافنا".
كما انتقد الدكتور شلّح الموقعين على أوسلو باسم الشعب الفلسطيني وقيادة المقاطعة برام الله التي تلاحق المقاومة في الضفة حرصاً على أمن الاحتلال، حيث قال: "الأخطر من النكبة أن نوقع نحن أصحاب الحق أمام العالم كله والتاريخ، ونقول:" إن الأرض ليست لنا تحت ذريعة اختلال موازين القوة"، مشدداً في ذات الوقت على ضرورة أن يصحح هذا العار و تلك الجريمة فوراً.
وحول ملاحقة أمن السلطة للمقاومة بالضفة، بيّن الدكتور شلّح أنه لم يحدث في التاريخ أن تقام سلطة على أعباء مشروع وطني، لافتاً إلى أن المشروع الوطني الذي بدأته منظمة التحرير انتهى بموت ياسر عرفات الذي سجن وفرضت عليه المقاطعة في المقاطعة برام الله، ولم يجرؤ زعيم عربي أن يتصل متعاطفاً به إلى أن قتلوه بالسم ظناً منهم بأنهم بذلك ينهوا قضية فلسطين.
وقال الأمين العام للجهاد الإسلامي: "الآن نحن في ظل محمية "اسرائيلية" برام الله مهمتها تثبيت واقع الاحتلال، لقد أصبحت السلطة الفلسطينية عبئاً على الشعب الفلسطيني"، موضحاً أن قيادة السلطة حاولت استعادة زمام المبادرة عبر الانتخابات لكن الشعب الفلسطيني فاجأهم وذهب باتجاه آخر.
التاريخ: 14/5/2008