ارشيف من : 2005-2008
عاكف: المقاومة هي الفصيل الوحيد الذي يحدد ما هو في مصلحة لبنان
منذ أن اندلعت ألازمة اللبنانية في السابع من شهر أيار، حاول بعض الزعماء اللبنانيين وبعض رجال الدين استغلال هذه الأحداث وتصويرها فتنة سنية شيعية، وبدأوا ينفخون في بوق الفتنة من اجل تحريض العالم الإسلامي والعربي على المقاومة. لكن هذه المحاولات باءت بالفشل، وأدرك العالم الإسلامي حقيقة ما يجري في لبنان، وأيقنوا بأن ما يحصل هو مواجهة بين خطين: خط المقاومة والمشروع الاميركي في المنطقة. وكان للدعوة التي وجهها الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله الى العالم الإسلامي للتفهم، أثرها العميق في نفوس أبناء هذه الشعوب التي ردت بإيجابية على دعوته، بعد أن لقيت صداها لدى شريحة واسعة من العلماء والشخصيات الإسلامية التي أبدت تفهما لما تقوم به المقاومة في الداخل اللبناني، بعد أن استجابت الحكومة غير الشرعية للطلب الاميركي الصهيوني بالتعرض لسلاح المقاومة، وأوله طلب إزالة سلاح الإشارة، أي شبكة الاتصالات لدى المقاومة التي لعبت دورا مهما في هزيمة العدو في حرب تموز.
وفي موقف واضح وصريح أكد المرشد العام لحركة الإخوان المسلمين في مصر محمد مهدي عاكف، أن المقاومة اللبنانية هي الفصيل الوحيد الذي يحدد ما هو في مصلحة لبنان من عدمه ضد المشروع الصهيوني الاميركي الذي يتوغل في لبنان. واعتبر أن صورة المقاومة ثابتة، وهي ان تأثرت فإن التأثر سيكون لمصلحتها.
وشددت جبهة العمل الإسلامي في الأردن على دعم المقاومة وضرورة الحرص على عدم المساس بها حماية للبنان ولمشروع الممانعة الذي طالما أثبت انه أنجع السبل لمواجهة مشروع الهيمنة الصهيو ـ أميركي.
وإضافة الى موقف جبهة العمل الإسلامي أرسلت شخصيات نيابية وحزبية ونقابية وقانونية رسالة مفتوحة الى قوى المعارضة الوطنية، تعرب فيها عن دعمها الكامل لسلاح المقاومة ورفضها تصنيف ما يجري وفق أسس مذهبية أو طائفية. وأكدت الرسالة ان المقاومة هي أداة الوصل بين الأمة ووحدتها، وأن حزب الله وقائده والمقاومة بكل تياراتها يشكلون الرافعة المعاصرة لحشد القوى العربية المختلفة ضد المشروع الاميركي والإسرائيلي في المنطقة. وأكدوا ان ما يجري على الساحة اللبنانية هو استكمال لما جرى في حرب تموز 2006. ومن بين الموقعين على هذه الرسالة الوزير السابق هاني الخصاونة الذي قال: أصدرنا هذا البيان، وأنا وقعت عليه استجابة لطلب القائد المجاهد السيد حسن نصر الله، عندما قال انه لا يريد النصرة من احد، وإنما يريد التفهم. وهذا البيان عبارة عن استجابة لطلب التفهم، أي اننا نتفهم الموقف المشرّف للمعارضة اللبنانية وفي طليعتها حزب الله الذي يستهدف الأميركيين والصهاينة.
وأثنى مؤتمر التقريب بين المذاهب الإسلامية الذي عُقد في دمشق على المقاومة في لبنان، وأكد العلماء ان نصرة المقاومة واجب شرعي وأخلاقي ينبع من الفهم الصحيح للإسلام الذي يؤكد التكافل والتضامن والتوحد بين المسلمين.
عضو المؤتمر الشيخ أحمد الخليلي مفتي سلطنة عُمان أكد وجوب مؤازرة ومناصرة كل مقاومة للعدو وكل من يقف في وجه الاحتلال. ورأى مفتي سوريا الشيخ أحمد حسون ان ما يجري في لبنان هو عين ما يجري في العراق، هي صدامات سياسية تقصد منها الولايات المتحدة ان تلبسها الثوب الطائفي. ووجه الشيخ حسون نداء الى أهالي بيروت وطرابلس خصوصا والبنانيين عموما: أقول لعلمائهم انتبهوا، القضية تستهدفكم، ان كنتم سنة أو شيعة، فلا تكونوا أوار الفتنة التي تشتعل. وأضاف: نحن أمة واحدة، والمقاومة نحتضنها ونقف معها.
مؤتمر التقريب بين المذاهب: نصرة المقاومة واجب شرعي
وأكد أمين عام مجمع الفقه الإسلامي عبد السلام العبادي ان مواجهة العدو ومخططاته عمل يجب ان يتكاتف الجميع للوقوف في وجهه، من أجل تحقيق أهداف الأمة في تحرير الأرض واسترجاع مقدساتها.
ولم يتأخر الصوت الجزائري في تلبية نداء السيد نصر الله، اذ رأى رئيس حركة الإصلاح الوطني الجزائري محمد بولحية ان النظرة الى حزب الله لن تتغير أبدا، لأنه حزب مقاوم يعمل على إجهاض المخططات الاميركية الصهيونية في المنطقة. وأيد بولحية دفاع حزب الله عن سلاحه، لأنه لولا هذا السلاح لتمكنت "إسرائيل" من الاستيلاء على لبنان. بدوره اعتبر رئيس حركة النهضة الجزائرية فاتح ربيعي ان حزب الله يمثل عمق المقاومة اللبنانية، وأنه لم ينجر للطائفية ولا للاستفزازات برغم امتلاكه القدرة العسكرية للسيطرة على البلاد كلها. وتمنى ربيعي ان تبقى قيادة حزب الله بمستوى تطلعات الشعوب العربية، وأن تتعامل مع الازمة بالحكمة المعهودة عنه.
واعتبر حزب الاتحاد الديمقراطي الوحدوي التونسي ان ما يجري في لبنان هو صراع بين خط المقاومة والممانعة وخط العمالة لأميركا.
وانتقد الأمين العام للاتحاد العالمي للعلماء المسلمين محمد سليم العوا قرارات حكومة السنيورة التي تسببت في الازمة اللبنانية وقال: لا يجوز لأحد ان يمس سلاح المقاومة أيا كان نوعه، سلاح إشارة أو سلاحا حربيا.
ووجه المفكر العربي المصري محمد حسنين هيكل انتقادا شديدا الى السنيورة حول إثارته موضوع شبكة اتصالات المقاومة في الظرف الإقليمي الحالي. وتساءل عن الأسباب التي جعلته يثيرها في هذه اللحظة. ورأى انه كان بالإمكان مناقشة هذه الشبكة من دون إخراجها الى العلن، ومن دون تحويلها الى شرط بقاء. وحذر هيكل من وجود استخبارات عربية كثيرة وأطراف كثيرة وفلتان أمني، كاشفا ان اغتيال الشهيد القائد عماد مغنية تم في ثلاثة أرباعه باستخبارات وجهات عربية. وإذ اعتبر ان حزب الله يشعر بأنه مهدد، فقد دعا هيكل السنيورة الى القيام بمبادرة نوعية لإنقاذ لبنان، وأن تتجاوز هذه المبادرة الصيغة التقليدية فيه.
مصعب قشمر
الانتقاد/ العدد1267 ـ 16 ايار/مايو2008