ارشيف من : 2005-2008
إيران لن تقع في الفخ مرة أخرى وتوقف تخصيب اليورانيوم
باريس ـ نضال حمادة
"إيران لن تقع في الفخ مرة ثانية وتعاود وقف تخصيب اليورانيوم".. الكلام لمصدر إيراني مطلع في باريس.
"لقد جربنا وقف عمليات التخصيب في المصانع الإيرانية تماشيا مع مفاوضات بدأتها إيران مع المجموعة الأوروبية، ولكن اتضح في ما بعد أن هذه المفاوضات كانت لأجل غير مسمى، وكان يراد إطالة وقتها من اجل إطالة مدة تجميد أبحاث التخصيب النووي، ما أفقد العلماء والصناعة في إيران وقتا ثمينا وخللا في منهجية العمل، لا يعرف ضررها إلا المختصون في الشأن النووي"، يتابع المصدر.
"كيف يريدون منا أن نثق بكلامهم وهم عاجزون منذ خمس سنوات عن احترام كل التعهدات التي كانوا يقطعونها في المفاوضات، فضلا عن التراجع عن الالتزامات والاتفاقات التي كان يتفق عليها داخل قاعات المفاوضات"؟!
ويشرح المصدر الإيراني ذلك بالقول: "لم يكن سولانا طيلة السنوات الماضية رجلاً صاحب قرار في كل مراحل المفاوضات، لقد كنا نتفق على نقطة معينة ثم يفاجئنا سولانا بعد أسبوع أو عشرة أيام من تاريخ الاتفاق بتصريح ينسف كل نتائج المرحلة الماضية، كالقول مثلا هذا الشيء لا يمكن فعله أو هذا الأمر صعب إقناع الآخرين به".
وحول الدور الأميركي في هذا التعطيل يؤكد المصدر الإيراني "أن سولانا أبلغه في إحدى المرات أنه ليس صاحب القرار الحقيقي، وأن هناك اعتراضات أميركية على أمور اتفق عليها بينه وبين المفاوضين الإيرانيين".
وكانت مجموعة الدول الست قد عرضت على إيران حوافز جديدة تنوي المفاوضة عليها مقابل تخلي إيران عن عمليات تخصيب اليورانيوم في مصنع ناتانز، فضلا عن إيقاف تركيب وحدات الطرد المركزي التي بدأت إيران إدخالها إلى حيز العمل منذ بضعة أشهر، وقد أعلنت أنها بصدد تركيب آلاف أجهزة الطرد المركزي من طراز جديد ومتطور عن الأجهزة السابقة (ب 1)، التي تعتبر نسخة عن أجهزة الطرد المركزي الباكستانية.
والمعلوم أن هذه الأجهزة تربط بوحدات يبلغ عدد أجهزة الوحدة منها (264) جهاز طرد مركزيا، وتتصاعد سرعة التخصيب ونوعيته كلما نجح الخبراء في ربط شبكات متزايدة بعضها ببعض، وهي عملية معقدة بحسب قول الخبراء في هذا المجال.
هذا وقد رفضت إيران العرض الذي اشترط وقف عمليات التخصيب وتركيب أجهزة الطرد المركزي التي تجريها إيران خلال المفاوضات المقترحة.
وهنا يقول المصدر الإيراني: "هل يريدون منا أن نتخلى عن كل شيء كرمى لمفاوضات لا يعرف إلا الله متى تنتهي وعلى أي نتائج؟ ليس في إيران أي توجهات لتصنيع نووي في المجال العسكري، والأبحاث والمنشآت النووية الإيرانية خاضعة لمراقبة وكالة الطاقة الذرية التي تؤكد أن لا شيء يوحي بأن المشروع النووي الإيراني غير مدني، وهي تراقب عبر مفتشيها كل مراحل العمل منذ سنوات طويلة".
يشار إلى أن الضغوط الأميركية المتزايدة سعت منذ البداية إلى إخراج الملف النووي الإيراني من دائرته الطبيعية والقانونية، وهي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، إلى مجلس الأمن، حيث تريد تسييس الموضوع وأن تجعل منه وسيلة ضغط وابتزاز تمارسها على إيران، في العراق وفلسطين ولبنان وسوريا. ومعلوم أن كل هذه الضغوط التي تمارس على إيران هي من أجل إدخالها في المنظومة الأميركية الإسرائيلية بعيدا عن مصالح شعوب المنطقة وحرية بلدانها.
ويتساءل المصدر الإيراني في الختام: "ماذا لو تخلت إيران عن دعم الشعب الفلسطيني المسحوق، الذي تخلى عنه كل العالم، بما في ذلك الدول العربية؟ ألا تعود إيران ساعتها شرطي المنطقة كما كانت على عهد الشاه، وتحصل على كل الحظوة والرعاية، بل والمساعدة التي تريدها؟!".
الانتقاد/ العدد1266 ـ 9 ايار/ مايو 2008