ارشيف من : 2005-2008
لماذا "الانتقاد" الكترونية؟ ولِمَ هذه الحلة الجديدة؟
من أهم روافده، ولأنه آن الأوان لـ"الانتقاد" أن تواكب اتساع الحزب امتداداً وعمقاً لتلتقي مع رحابة الامتداد وتنوعه لبنانياً وعربياً ودولياً.
ثم، إنّ هذا التطور المرتجى، هو فعل إيمان ثابت ومتجدد بالكلمة، وتعبير عن العزم على التمسك بها كنقطة انطلاق واتصال وحوار لتبقى في الصدارة دائماً وسيلة للتلاقي والتفاعل الايجابي الخلاّق، وكذلك مواكبة لآخر التطورات التكنولوجية التي تستطيع أن تصل بالكلمة إلى جمهورها بلمح البصر، فتزودهم بالمعرفة وتبقيهم على اطلاع دائم ولحظوي على المستجدات والتطورات بعد أن حوّل الانترنت العالم إلى ركن صغير واحد.
إذاً، والحالة هذه، يكون التطور في مجال الكلمة المكتوبة (المطبوعة على ورق) أمراً طبيعياً باتجاه السعي الدؤوب نحو ما هو مغروز في نفوسنا من نزوع فطري دائم إلى اعتناق ذرى التطور والتقدم نحو الكمال والاكتمال.
لن نفلسفها كثيراً، أردنا لـ"الانتقاد"، أن لا تبقى في إطارها المحلي الضيق، فكانت الرؤية بضرورة إحداث نقلة نوعية تدفع بها إلى مرحلة جديدة وطور آخر، فمع الحفاظ على أصالتها وثبات مبادئها، أردناها أن تلحظ مساحة أكبر للتنوع، وسرعة قياسية في الوصول إلى المتلقي، وتجديد المواضيع وتحيين الأخبار والمعطيات، وموافاة المتصفح بآخر المستجدات فور حصولها، كل ذلك بهدف إغناء القارئ، وإمداده بالقدرة على التمييز الدقيق وسط السيل الهائل والتدفق المستمر للمعلومات.
ليس لدينا هدف المنافسة مع أي أحد، كما أنه ليس من ضمن أهدافنا أيضاً تغيير فلسفتنا التحريرية، وما اعتنقناه من مبادئ والتزمنا به من ضوابط وثوابت عامة، معايير مهنية لا يمكن بأي حال الاستغناء عنها، أو التنكر لها، ستبقى المصداقية والموضوعية سمتين مميزتين لـ"الانتقاد"، وسيبقى البحث عن الحقيقة وكشفها خدمة للرأي العام والصالح العام ديدناً لدينا، سوف لن نكون حياديين أبداً، لأن الحياد يعني أن لا نكون، وكيف يمكن أن نكون حياديين بين حق وباطل، وظالم ومظلوم، سيبقى هدفنا الاجتهاد وتقديم الأفضل للقارئ ضمن كل ما سبق أن درجنا عليه من التزام بالمبادئ والمثل، ستبقى غايتنا نصرة المظلوم، وفضح الظالم، ومقاومة الاحتلال والاهتمام بقضايا المستضعفين ومقارعة المستكبرين. لن نستكين في هذا المضمار أبداً، لن نغفل لحظة عن الانتصار لقضايا الأمة وشعوبها.
نعدكم، في هذا المجال، أن تبقى "الانتقاد" دائماً على العهد، وكلنا رجاء أن يلقى ما نقوم به من تطوير من الله القبول ومنكم الاستحسان والموافقة.
الانتقاد/ العدد1269 ـ 30 ايار/ مايو2008