ارشيف من : 2005-2008
إلى الأمام
العمل المستمر، فقد كنت أحرص كل أسبوع على اقتطاع صفحة من جريدة عربية مشهورة، تخصصت في نشر معلومات عن هذا العالم الذي كان في بداياته، من أجل حفظها لـ"المستقبل"، دون أن يكون لدي أدنى فكرة عنه وعما يمكن أن تفيدني هذه الصفحات في المقبل من الأيام.
المهم أنني قرأت كل معلومة ممكنة عن هذا العالم الذي أخذ يفرض نفسه على الجميع، واحتفظت بعناوين مواقع الكترونية لم أكن قد رأيتها في حياتي، إيماناً مني بأن هذا العالم لا بد أن يكون مهماً، وسيكون له شأن أكبر، وسيكون لي معه صولات وصولات.
مرّت الأيام وبدأت في الانخراط في أجواء الصحافة الالكترونية، وكل يوم كنت أتوغل أكثر، وأنهل من مكوّناتها أكثر، وأعطش للمزيد، لأن من يسير في هذه الوجهة لا ينقذه من الغرق إلا المزيد من التوغل في المجاهل الشاسعة التي تحتويها.
اثنتا عشرة سنة مع الكلمة المكتوبة، خبراً وتحليلاً، تحقيقاً ومقابلة، كتبت بخط يدي، وانتقلت إلى استخدام الحاسوب الآلي لكتابة موضوعاتي، ولكنني كنت دائماً أعشق رائحة الحبر الذي يفرض نفسه على صفحات "البروفة" فأرى ما خطّته أناملي مجسداً على الورق، كحقيقة واقعة لا تقبل الجدل.
وبالرغم من مرور أكثر من عشر سنوات على العمل في الصفحات الإلكترونية، فإن العيش مع الورق لم يفقد لديّ أهميته، بل كان يكتسب كل يوم المزيد من الحميمية، ويحمل الكثير من الصدق.
اليوم لا أجد نفسي في "مرحلة انتقالية"، مع انتقال "الانتقاد" من الورق إلى شبكة الانترنت، وهي التي كانت قد أوجدت لنفسها مكاناً هناك منذ عام 2000 تقريباً، وإنما أمام خطوة باتجاه التطور أكثر فأكثر، للارتقاء بالموقع الذي فرض نفسه في الفترة الأخيرة من بين المواقع المهمة على الساحة الإخبارية اللبنانية والعربية، وتحويله إلى واحد من أهم المواقع الإخبارية العربية على شبكة الانترنت.
هي خطوة جبارة، تقدم عليها "الانتقاد" في نقلتها النوعية، خطوة تحتاج إلى الكثير من الجهد والبذل والعطاء، دون أن يعني ذلك عدم النظر إلى الخلف، وعدم انتظار صوت حفيف ورقة تجسّد الكلمات مساحة رؤية، وتنقل الصوت على الصفحات.
إلى الأمام.. إلى "الانتقاد" الالكترونية.
الانتقاد/ العدد1269 ـ 30 ايار، مايو 2008