ارشيف من : 2005-2008
تقع على تقاطع القدس ـ بيروت ـ دمشق: مزارع شبعا.. بانتظار التحرير
عندما كان الجنوبيون يحتفلون بعودة قراهم تحت وطأة ضربات المقاومين اللبنانيين إلى حضن الوطن في الخامس والعشرين من أيار لعام 2000، بعد اثنين وعشرين عاما من احتلالها من أعتى جيش في الشرق الأوسط، تاركاً خلفه مهانة وانكساراً لمعنويات جنود "جيشه الأسطورة"، كان ممثل الأمين العام للأمم المتحدة تيري رود لارسن يعد بطاقة هوية جديدة لبقعة لبنانية تتمتع بمميزات جغرافية واستراتيجية تقع على مفترق ثلاث طرق توصل إلى بيروت ودمشق والقدس.
إنها مزارع شبعا وتلال كفر شوبا اللبنانية المحتلة التي تقع على مرمى حجر من الأراضي الفلسطينية والسورية المحتلة. هذه المنطقة التي سلخها المبعوث الدولي لارسن عن خارطة الوطن بعد وضعها خارج حدود خطه الأزرق الذي رسمه بعد دحر قوات الاحتلال من الجنوب، والذي اعتبر حينها أنه خط انسحاب إسرائيلي وليس حدوداً دولية، هذه المنطقة تضم أربع عشرة مزرعة هي: مزارع مغر شبعا وخلة غزالة وجورة العقارب وفشكول ورويسة القرن وزبدين وقفوة والرمتا ومشهد الطير والربعة وبيت البراق وكفر دورة وبرختا ومراح الملول، فضلاً عن مئات الأراضي الزراعية عند مرتفعات كفر شوبا.
ولم يكن ترسيم الخط الأزرق في مزارع شبعا وإبقاؤها تحت الاحتلال إلا رغبة إسرائيلية بذلك، طمعاً بموقعها الاستراتيجي ومياهها وثرواتها، الأمر الذي كان دافعاً للمقاومة الإسلامية لمواصلة ضرباتها لمواقع ودوريات العدو في هذه المزارع، كان أبرزها أسر ثلاثة جنود صهاينة قرب بوابة بركة النقار ورفع علم المقاومة على سواتر موقع رويسة العلم وتدمير رادارات متطورة جداً في موقع الرادار الاستراتيجي وتفجير عبوات ناسفة بعدد من الآليات العسكرية. وشهدت المنطقة المحيطة بهذه المزارع عشرات الاعتصامات الشعبية التي طالبت باستمرار المقاومة خيارا وحيدا لاستعادة المزارع المحتلة في ظل فشل كل الرهانات على المساعي الدبلوماسية التي كان ينادي بها البعض في لبنان، خصوصاً أن العدو يواصل ممارساته العدوانية عند حدود المزارع من خلال قتل واختطاف العديد من رعاة الماشية الذين يواصلون أعمالهم من دون أن تردعهم الاستفزازات الإسرائيلية الهادفة إلى تحريم المناطق القريبة من السياج على أهالي المنطقة الذين أسقطوا الإرادة الإسرائيلية، بدليل استمرار تعرضهم لإطلاق النار والاختطاف بين الفترة والأخرى.. وعلى أمل عودة هذه البقعة إلى الوطن لتكتمل حرية مساحة 10452 كلم التي تقع من ضمنها مزارع شبعا، يبقى الرهان دائماً على سواعد المقاومين.
علي شعيب
الانتقاد/ العدد1268 ـ 23 ايار/مايو 2008