ارشيف من : 2005-2008

الاستخبارات العسكرية: اسرائيل ستواجه حزب الله أقوى مما كان عليه في حرب تموز

الاستخبارات العسكرية: اسرائيل ستواجه حزب الله أقوى مما كان عليه في حرب تموز

عرض رئيس الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية اللواء عاموس يادلين تقديرات جهازه للأوضاع التي تعيشها "اسرائيل" في المنطقة، وتناول العديد من الساحات والقضايا احتل لبنان جزءا اساسيا منها. ولوحظ في هذا المجال تحذيره من ان تؤدي التقديرات الخاطئة من قبل "اسرائيل" او الاطراف المعادية لها، الى نشوب حرب لا يريدها أي منهم. وفي هذا السياق لا بد من ايراد الملاحظات والتعليقات التالية:
لا بد من التأكيد على انه ليس من مهمات الاستخبارات العسكرية تقدير نوايا "اسرائيل" العدوانية ولا خطواتها السياسية، بل إن اختصاصها محصور فقط فيما قد تقدم عليه الدول الاخرى، وخاصة اعداء "اسرائيل"، بخطوات عملية تجاهها او اي احداث اخرى قد تترك تداعيات على الامن القومي الاسرائيلي.
لذلك فإن حديثه الذي اشار فيه يادلين الى أن احتمال نشوب الحرب هو متدنّ جدا، يقصد به مبادرة القوى المعادية لـ"اسرائيل" لشن حرب عليها. والذي عزاه الى ان هذه القوى ترى بأن موازين القوة ستكون افضل لمصلحتهم في العام 2009 أو 2010، انطلاقا من عدة اعتبارات منها ان الرئيس الأميركي جورج بوش لن يكون في منصب الرئاسة، ولأنه حتى ذلك الحين تكون هذه القوى قد قطعت اشواطا في بناء قدراتها العسكرية. فضلا عن ان "اسرائيل" تريد الانتقام لحرب تموز العام 2006.
اما بخصوص تقديره بأن الوضع قابل للانفجار من خلال التقدير الخاطئ فهو عزاه الى "وجود خطوط حمراء لدى الطرفين، وان التقديرات تشير الى ضرورة الرد على عمليات معينة" في اشارة الى عملية اغتيال الحاج عماد مغنية. واعتبر ان المشكلة تعود الى ان الطرف المعني، (حزب الله او حتى سوريا رداً على دير الزور) "سيحاول اختيار الرد الذي يعتقد أنه لا يؤدي إلى الحرب"، لكن الخطورة تتمثل برأيه في عدم تقدير كل طرف رد فعل الطرف المقابل بشكل صحيح، في ظل استعداد متقابل "تحت سقف حافة الحرب"، وهو ما يخلق وضعا متفجرا ويزيد من احتمال تدهور الوضع إلى حالة الحرب، حتى من دون نوايا مسبقة بالدفع نحو ذلك.
وبهذا الصدد، لا يخفى ان ما تقدم يعكس الى أي حد تعيش اسرائيل هاجس طبيعة وحجم الرد الذي سيقوم به حزب الله على اغتيال الحاج عماد مغنية. كما يبرز بوضوح تجاوزه يادلين لحقيقة ان كان اغتيال الحاج مغنية يشكل تجاوزا، او انه دون، الخطوط الحمراء المرسومة. لأنه في حال كان ذلك تجاوزا لهذه الخطوط عندها "يحق" لحزب الله ان يرد بما يتجاوز الخطوط الحمراء الاسرائيلية. اما في حال اعتبرته اسرائيل ضمن المعادلة ودون الخطوط الحمراء، عندها ينبغي عليها ان تقبل بحجم وطبيعة الرد الذي يعتبره حزب الله متناسبا مع عملية الاغتيال وبأنه دون الخطوط الحمراء.
انطلاقا من هذه المعطيات يمكن الجزم أننا نشهد صراعا بين حزب الله و"اسرائيل" من اجل منع رسم معادلات يحاول العدو فرضها على حزب الله ولبنان، وارساء معادلات تحميه من الاعتداءات الاسرائيلية.
وبرغم ان يادلين اقر بأن اسرائيل ستواجه في الحرب المقبلة حزب الله "اقوى مما كان عليه في الحرب الاخيرة" في اشارة الى حرب تموز 2006، عاد واضاف بأن قدرات إسرائيل العسكرية ستكون أقوى أيضا. وفي هذا المجال يبدو واضحا المعاني الكامنة في هذا الاعتراف الاسرائيلي، ومنها ان اسرائيل ستواجه ما لم تواجهه من قبل، وان القوة التي هزمت اسرائيل في العام 2006 اصبحت اشد وامتن. ولكن في محاولة منه (يادلين) لانتاج حالة من التوازن تحدث يادلين ايضا عن ان اسرائيل ايضا ستكون عندها اقوى. لكن ما ينبغي الالتفات اليه هو ان لا ننسى بأن اسرائيل كانت (ابان حرب تموز) وما زالت تملك احدث الطائرات والدبابات، لذلك يُفترض ان لا تكون الفروقات بالنسبة لحزب الله على هذا الصعيد بمستوى يغير من اتجاهات المعركة.
ايضا يبرز في هذا السياق انضمام يادلين ايضا الى باقي القادة الاسرائيليين الذين يركزون على مخاوفهم من قدرات حزب الله المستجدة، حسبما يقولون، في توجيه ضربات قاسية للجبهة الداخلية "اكثر من السابق بحيث بات من السهل جدا ضرب الجبهة الداخلية"، وصل الى حد تأكيد يادلين ان هذا الامر "يحتل محور تقديراتنا الاستخبارية".  
ويحضرنا في هذا الاطار ما تضمنته مقدمة تقرير فينوغراد في الفقرة 27 عن ان حرب تموز، 2006، كانت "الحرب الاولى التي تتعرض فيها الجبهة الداخلية الشمالية (من خط الخضيرة وشمالا) لهجوم بالصواريخ البعيدة والقصيرة المدى، لم تشهد مثله حتى ذلك الحين طوال الـ34 يوما، الى حين وقف النار".  ولاستشراف مدى تأثير امتلاك حزب الله القدرات الصاروخية على استهداف عمق الجبهة الداخلية وصولا الى أي نقطة في فلسطين كما اعلن سماحة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، على أي قرار بشن حرب على لبنان يمكن عرض ما اورده تقرير فينوغراد في الفقرة نفسها ايضا "كان لهذه الحقائق (استهداف الجبهة الداخلية) دلالة كبيرة سواء تجاه تقدير تخطيط الحرب، او تجاه تقدير نتائجها، او فيما يتعلق بالحاجة المستعجلة الى دراسة نقدية واجراء الاصلاحات". وخاصة ان الجيش فشل، وفق اقرار التقرير، في تحقيق "الانجاز العسكري المطلوب في مقابل حزب الله، او فيما يتعلق بالمكانة الاقليمية والعالمية لـ"اسرائيل" او تجاه قدرتها في الدفاع عن الجبهة الداخلية الاسرائيلية من استمرار اطلاق الصواريخ".
ومن الامور اللافتة ايضا انه في الوقت الذي يُكثر فيه القادة الاسرائيليون من الحديث عن ان "اسرائيل" استخلصت العبر والدروس من حرب تموز على طريق ترميم واقع الجيش وصولا الى جيش مغاير للذي شهدناه في العام 2006. تحدث يادلين بالفم الملآن عن ان حزب الله بدوره "درس نتائج الحرب، ونقاط الضعف التي انكشفت خلالها ويحاول تطويرها. ويستعد حزب الله لإمكانية وقوع مواجهات مستقبلية محتملة من خلال الصواريخ والراجمات التي تطلق باتجاه الجبهة الداخلية، وبشكل مواز يحاول إنشاء منظومة برية تستطيع مواجهة أية عملية برية بنجاح".
جهاد حيدر
ــــــــــــــــــــــــــ
رسالة عكسية
اعتبر المعلق السياسي في صحيفة يديعوت احرونوت، ناحوم برنياع انه اذا كان هدف مهاجمة سلاح الجو الاسرائيلي، وفقا للمصادر الاجنبية، المفاعل السوري في ايلول الماضي، توجيه رسالة لايران بأنها غير محصنة امام الضربات العسكرية فالصمت الذي لف اميركا وحلفاءها ازاء ما حصل في لبنان في الايام الاخيرة وجه رسالة عكسية، اذ رحل الردع وتلاشى. واشار الى انه في حال كانت نتيجة ذلك "صعبة بالنسبة لدول مثل مصر والاردن اما بالنسبة لاسرائيل فهي كارثية".
يديعوت احرونوت/19/5/2008
ــــــــــ  
هلال معاد لاسرائيل
قال احدهم ان الفيتناميين اعتُبروا في الغرب كأتباع للاتحاد السوفياتي والصين بينما هم في الواقع كانوا يتصرفون انطلاقاً من مصالحهم الذاتية، الا ان الحقيقة لا تغير شيئاً على المستوى العملي. القيادة العسكرية والاستخبارية في اسرائيل التي تحدد رؤية الواقع للحكم ولنا جميعاً موحدة تقريبا اليوم حول الاعتقاد بأن كل شيء يحدث في الشرق الاوسط هو جزء من المعركة بين ايران واسرائيل، او بين ايران واميركا بمشاركة اسرائيلية... وفي هذا المجال قررت اسرائيل ان هذا جزء من التحضيرات الايرانية ليوم الحساب، بخطوات تكتيكية في اطار الاستعداد من اجل بلورة هلال معاد من طهران عبر دمشق فبيروت فغزة. ومن اللحظة التي قررت فيها اسرائيل اصبح هذا هو الواقع.
معاريف/ عوفر شيلح/16/5/2008
ــــــــــ 
جبهة واحدة
...الاستخبارات الاسرائيلية لم تعد ترى اليوم في سوريا ولبنان ساحتين منفصلتين بل جبهة واحدة مشتركة، اشتعال احداها (حزب الله) سيؤدي الى اشتعال القسم الاخر (الجيش السوري). كما أن الصلة بالساحة الجنوبية، الغزية، واضحة. الصدام التالي كفيل بأن ينشأ من احد هذين الاتجاهين، ولكن سيكون له صلة وثيقة ايضا بما يجري في ايران، التي حثت تقدمها نحو القنبلة النووية ولا تزال تخشى محاولة أميركية لمنعها بالقوة من تحقيق اهدافها.
هآرتس/عاموس هرئيل/16/5/2008
ــــــــــ  
الأقوى في لبنان
اكد رئيس الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية اللواء عاموس يادلين ان حزب الله لم يكن يريد السيطرة على لبنان، ولو اراد لفعل. وبإمكانه السيطرة على بيروت بأكملها خلال أيام، ولكن حزب الله لا يريد أن يكون "حماس". هو يدرك أنه لو سيطر على النظام بشكل كامل يتوجب عليه تحمل كامل المسؤولية، وستنكشف نقاط ضعفه الكثيرة. لذلك من المريح له ان يكون صاحب القوة لا صاحب الصلاحيات. وأضاف أن ما فعله حزب الله هو أنه أثبت هذا الأسبوع أنه الأقوى في لبنان. وبحسب يادلين يجب تذكر أن حزب الله أقوى من الجيش اللبناني.
وفسَّر يادلين ما اقدم عليه حزب الله بالقول "إن ما لم يحققه حزب الله في خطوة سياسية منظمة وفي تمرد شعبي، قام بتحقيقه من خلال قوته العسكرية. ولأسباب تخص حزب الله، لا يريد انقلابا عسكريا الآن".
هآرتس/15/5/2008
ــــــــــ
حزب الله موجود
اوضح رئيس الاستخبارات عاموس يادلين، ان القرار 1701 لم يطبق بالكامل وحدد موارد تطبيقه بوجود قوات اليونيفيل في جنوب لبنان، وعدم وجود مقاتلي حزب الله بالزي العسكري في مواقع قائمة بالقرب من الحدود. اما ما لم يطبق من  القرار "عدم إطلاق سراح الجنديين الإسرائيليين الأسيرين لدى حزب الله، بالإضافة إلى وجود عسكري لحزب الله جنوب نهر الليطاني، في حين تتواصل عملية نقل الأسلحة من سورية وإيران إلى حزب الله".. ويضيف يادلين ان حزب الله "يوجد بأعداد ضخمة جنوب نهر الليطاني، ولا يتحرك مقاتلو حزب الله بشكل مكشوف بالزي العسكري في وضح النهار. وبرغم عدم وجود مواقع عسكرية لهم بالقرب من الحدود، كما كان قبل الحرب، إلا أن الوجود العسكري قائم. ولدى حزب الله صواريخ وقوات مقاتلة جنوب نهر الليطاني، بالإضافة إلى نقاط رصد ومراقبة، واستخبارات في داخل القرى المنتشرة على طول الحدود".
هآرتس/15/5/2008
الانتقاد/ العدد1268 ـ 23 ايار/مايو2008

2008-05-23