ارشيف من : 2005-2008

لماذا التصعيد المفاجئ لتيار "المستقبل" وماذا طلبت "المملكة" ؟

لماذا التصعيد المفاجئ لتيار "المستقبل" وماذا طلبت "المملكة" ؟

كتب حسين عواد
القرار المفاجىء الذي صدر عن "تيار المستقبل" وهدد بتعليق اتصالاته بشأن تأليف الحكومة العتيدة على خلفية تعرض أحد الشبان من طريق الجديدة للضرب فُسّر على أنه يأتي في سياق الضغط على الواقع السياسي الجديد بعد اتفاق الدوحة، وعلى مسار تشكيل الحكومة الجديدة التي تشهد منذ ما بعد الاستشارات النيابية حالة تجاذب حادة بين شخصيات فريق الموالاة الطامحة بالجملة الى التوزير!.
وفي قراءة لمصدر متابع فإن قرار "المستقبل" يحمل مجموعة دلالات أولها: محاولة إثارة الوضع الأمني مجدداً تحت عنوان إن المشكلة الأمنية التي كان تيار "المستقبل" يسعى دوما الى وضعها في سلم أولياته ما زالت قائمة ومستمرة ولم تنته، بيد أن هذه المحاولة بحسب المصدر المتابع قد أحبطت سريعاً في مهدها عندما كشفت الوقائع الأمنية أن الشخص الذي قيل أنه تعرض للضرب هو مطلوب بـست مذكرات توقيف بحقه في قضايا مختلفة، ثم جرى توقيفه من قبل الجهات القضائية، في حين أن رد الرئيس نبيه بري كان حازماً لجهة قرار رفع الغطاء عن أي مرتكب ودعوة الجهات المسؤولة لممارسة دورها، وبالتالي المطلوب هو معالجة سريعة، وليس التحريض والتعبئة اللتين يواصلهما "التيار" على اختلاف أبواقه السياسية والإعلامية.
الأمر الآخر له علاقة بالبعد الإقليمي، على ما يقول المصدر، وهو نابع من أن المملكة العربية السعودية لم تهضم بعد المناخ الذي تشّكل بعد الأحداث التي عصفت بلبنان مؤخراً وأنتج في النهاية "تسوية الدوحة"، ولعل هذا ما يفّسر برأي المصدر المعلومات التي تحدثت عن تحريض سعودي لأركان "المستقبل" بالتشدد بالشروط والمحاولة قدر الإمكان المماطلة بتشكيل الحكومة العتيدة بهدف كسر هيبة الرئيس ميشال سليمان في أول العهد بما يسمح لاحقاً بممارسة ابتزاز سياسي عليه في الفصول المقبلة عند تطبيق بنود اتفاق الدوحة، وتحديداً في الشروط الأمريكية المتصلة بالعقيدة القتالية للجيش اللبناني وبأجهزة المخابرات التابعة له بحيث يكون فريق المولاة هو الاداة لإخضاع العهد الجديد للأجندة الأمريكية السعودية.
أما الأمر الثالث فله بعد داخلي، ويتعلق ـ بحسب المصدرـ بكسب مزيد من الوقت من أجل التغلب على التناقضات والمطالب المتعاكسة عند أطراف الموالاة المستميتة للدخول في الحكومة، لا سيما في المقاعد السنية والمسيحية، والتعبير عن ذلك جاء من خلال ما نقل عن رغبة لدى سعد الحريري بسحب يده من التسميات وترك الأمر للرئيس المكلف فؤاد السنيورة، فيما تردد ان الحريري تداول وجنبلاط باختيار أسماء من خارج نواب "تيار المستقبل" للتخلص من الإحراج الذي وقع فيه، فضلا عن الإحراج الذي سببّه جعجع بتنطحه للدخول في الحكومة، لما يمثل الأخير من عنوان تحدٍّ كبير للمعارضة، في المقابل نجد أن السنيورة متمسك بجهاد ازعور (ماروني) والحريري بغطاس خوري (ماروني)".
ويضيف المصدر "أن هذه المعطيات بمجملها شكلت مأزقا فعليا للموالاة، وهي تحاول من خلال ما قامت به مؤخراً أن تعيد تظهير المرجعية السياسية لسعد الحريري وتأثيره على سير الاحداث، هذا فضلا عن ترميم التداعيات في صفوف "المستقبل" بعد الإحداث الأخيرة". ومن هنا يرى المصدر ان فريق الموالاة ومن خلفه الامريكي والسعودي غير راغبين بإقلاع سريع لعهد الرئيس سليمان، وهم بالتالي يفتشون عن مكاسب سياسية صغيرة من هنا وهناك لتحقيقها بعدما عجزوا عن تحقيق أرباح بالجملة". 
التاريخ: 5/6/2008

2008-06-05