ارشيف من :ترجمات ودراسات

هل كان الانسحاب من لبنان ضد مصلحة "اسرائيل"؟

هل كان الانسحاب من لبنان ضد مصلحة "اسرائيل"؟
المصدر: "يديعوت احرونوت ـ يوعاز هندل"
"عشر سنوات على الانسحاب من لبنان، تخللها حرب  واحدة، وعمليتا خطف، ومنظمة حرب عصابات صغيرة اصبحت قوة عصابات كبرى، ويخيل أنه لا يوجد اليوم في "اسرائيل" من هو مستعد الى ان ينظر للوراء وان يجري حسابا للنفس، وان يقول اخطأنا. لا يوجد انتقاد حقيقي، مجرد جوقة أصوات موحدة تبارك الانسحاب من لبنان وتتمسك بحقيقة اننا لم نعد هناك.
المعسكران الماضيان – اولئك الذين أيدوا قرار ايهود باراك واولئك الذين عارضوه، او على مدى السنين أصبحوا معارضين له في نظرة الى الوراء،  يتجادلان اليوم على الساحة الاعلامية حول الطريقة الذي خرجنا فيها من هناك، وليس حول جوهر هذا القرار. وبالفعل، اولئك الذين يستمتعون بحرارة الحاضر الهادىء في الشمال، عليهم ان يفكروا ايضا هل كان من الواجب ان ننسحب؟.
احتلت دولا في الماضي وتحتل دولا اليوم ايضا، وكل ذلك يجري باسم المصالح. يعرف هذا الدرس كل طالب في السنة الاولى في كلية العلوم السياسية، فالدول تنسحب بمبادرتها من مناطق محتلة، حين تنتهي المصلحة التي من أجلها انطلقت الى الحرب، او كبديل عندما تظهر مصالح أكبر في مكان ما.
يحتمل الا يكون الجيش الاسرائيلي في حاجة الى الدخول للبنان من البداية، ويحتمل انه كان عليه الانسحاب الى الحدود الدولية في عام 1985، بدلا من أن يبقى ماديا داخل الحزام الامني، لكن يجب ان نتذكر ان البقاء في الحزام الامني جاء نتيجة للمصلحة الامنية الاسرائيلية، خلافا لاي مناطق اخرى جرى احتلالها في السابق، لم يكن في لبنان اي ايديولوجيا، وبتعبير آخر، التواجد في مناطق الأرز أتاحت للتيارات المنقسمة داخل هذه الفوضى السياسية، بأن تشعر بأن هناك خطوط حمراء، وتجاوزها خطير.
هل هذه المصلحة الاسرايلية اختفت في العام 2000، او ان مصلحة اخرى اكثر الحاحا تضاربت معها؟. هو لا. الجيش الاسرائيلي انسحب من لبنان بسبب ضغط داخلي لمجموعة اقلية، اعتقدت بأنه في العالم المتهكم الذي نعيشه يمكن النجاة فقط بمساعدة أداة سلمية وبدون أداة حربية. من يتابع استطلاعات الرأي العام في السنوات التي سبقت الانسحاب سيكتشف بأن معظم سكان اسرائيل فهموا المصلحة الاسرائيلية – الحاجة الى البقاء هناك، وقرابة 80 في المائة عارضوا الانسحاب، لكنهم غيروا رأيهم بعد اعلان باراك عن نواياه، وفقط بعد حملة اعلامية واسعة جرى تاييد فكرة الانسحاب.
التهديد الذي تطور في الشمال يؤكد لنا كل يوم، بأن تجاهل المصلحة الامنية لاسرائيل يواصل جباية الثمن منا. لقد خرجنا من هناك ولم نحصل على الهدوء والسكينة".
2010-05-23