ارشيف من :أخبار اليوم
تحول4: لن تستطيع المناورة تحقيق اهدافها
المصدر: "هآرتس ـ عاموس هرئيل"
" اذا واجهت اي دولة تهديد، في كل لحظة، اطلاق عشرات الآلاف من الصواريخ والقاذفات عليها، وتغطي غالبية أراضيها ، فيبدو أنه لا يوجد أمامها أي خيار الا المناورة.
مناورة نقطة تحول 4 السنوية الخاصة بالجبهة الداخلية والتي ستبدأ هذا الصباح، وستستمر طوال الاسبوع، مرتبطة بضوضاء معينة لدى المواطنين، لكنها ضوضاء مبررة. سيحدث هنا وهناك ازدحام في السير وأيضا الصافرة يوم الاربعاء صباحا سيطلب خلالها من الجمهور مناورة الوصول الى الاماكن الآمنة، وبالتاكيد هذا الامر ليس متعة كبيرة. ومع ذلك من الافضل للمشتكين أن يتذكروا الحوادث غير اللطيفة مثل 4200 صاروخ سقطت في الشمال قبل أقل من أربع سنوات.
الروتين الذي سيشوش للحظة، وكذلك أيضا ارتفاع منسوب القلق الجماهيري، هما مخاوف صغيرة بالمقارنة مع الموضع الاساسي. الخطر على الجبهة الداخلية في السنوات الاخيرة، هو أمر محسوس. وبالمقارنة مع صيف الـ2006 فإن صواريخ حزب الله قادرة على ان تضرب اليوم وسط البلاد وجنوبها أيضا. أيضا حماس تزودت بصواريخ يتجاوز مداها الخمسين كيلومترا. والاهم من ذلك نضوج الفهم الاستراتيجي لدى الخصم.
حماس وحزب الله وحتى سوريا وإيران، لا يسعون الى تدمير اسرائيل أو احتلال مناطق واسعة من اراضيها، بل يريدون حرب استنزاف تحدث تآكلا في قوة المقاومة الاسرائيلية- كوسيلة اساسية من اجل تحقيق هذا الهدف، يتم توجيه النيران المكثفة نحو الجبهة الداخلية- وهو توازن ملائم (في طريقة غير مباشرة) مقابل التفوق الجوي الاسرائيلي. تزود حزب الله مؤخرا (بحسب تقارير وردت في وسائل اعلام عربية) بصواريخ من طراز M-600 ، دقيقة أكثر وبإمكانها ان تضرب بشكل ممنهج كل القواعد والمنشآت الحساسة والبنى التحتية الاستراتيجية. ويفرض كل هذا الاستعداد والتدرب.
لا يجب أن نضيع بين التهديد الاساسي وبين المناورة القطرية، التي تجرى سنويا في ايار، وبين خطر الحرب الآنية في الشمال، والتي ارتفعت حدتها في اوقات متباعدة في كانون الثاني وآذار من هذا العام، ثم تراجعت على ما يبدو في الاسابيع الاخيرة.
إن شكوك سوريا وحزب الله بخصوص النوايا الاسرائيلية بقيت عالية، لكن لا يوجد لدى أي طرف تشخيص مصلحة حقيقية لدى الخصم من أجل خوض المواجهة. إن الحرب في الشمال، من الممكن أن تشتعل نتيجة الضغط الدولي من أجل وقف البرنامج النووي الايراني، أو بسبب نجاح متأخر لمحاولات حزب الله الانتقام لاغتيال (الشهيد الحاج) عماد مغنية. الآن وبما أن القدرات الاستخبارية في تنبؤ مخططات العدو بطبيعتها محدودة- فإن الخطر الفوري لا يبدو عاليا على وجه الخصوص، رغم التهديدات الاخيرة لحزب الله.
سجلت الجبهة الداخلية تقدما كبيبرا منذ الحرب في لبنان. إن المناورة المكثفة أغلقت جزءا لا يستهان به من الفجوات التي كشفت في حرب لبنان الثانية. إن نقطة تحول 4 من المفترض ان تسمح بفحص الخطط ووسائل الحماية الاخرى . لكن في الاستعدادات للحرب المقبلة التي من الممكن أن تندلع فعلا في السنوات القريبة القادمة، بقيت نقاط ضعف مقلقة. هناك تساؤلات بشأن الخطة الهجومية في الجيش الاسرائيلي مقابل النيران المكثفة للصواريخ من لبنان وربما من سوريا. وهل فيها ما يكفي لرفع التهديد عن الجبهة الداخلية؟
الفجوة الخطيرة الاخرى تتعلق بالنقص في منظومات اعتراض الصواريخ. في نهاية الاسبوع بفضل السخاء المتواصل للولايات المتحدة، تم التعهد لاسرائيل بـ 205 مليون دولار من أجل تمويل انتاج بطاريات اعتراض صواريخ اضافية من طراز "القبة الفولاذية". لكن حل الطبقات المتعددة في اعتراض الصواريخ ما يزال بعيد عن التطبيق. وستمر عدة سنوات أخرى قبل أن يكتمل الانتشار الشامل للمنظومات. هذه الفجوة لن تستطيع أية مناورة مهما كانت ناجحة التغطية عليها".
" اذا واجهت اي دولة تهديد، في كل لحظة، اطلاق عشرات الآلاف من الصواريخ والقاذفات عليها، وتغطي غالبية أراضيها ، فيبدو أنه لا يوجد أمامها أي خيار الا المناورة.
مناورة نقطة تحول 4 السنوية الخاصة بالجبهة الداخلية والتي ستبدأ هذا الصباح، وستستمر طوال الاسبوع، مرتبطة بضوضاء معينة لدى المواطنين، لكنها ضوضاء مبررة. سيحدث هنا وهناك ازدحام في السير وأيضا الصافرة يوم الاربعاء صباحا سيطلب خلالها من الجمهور مناورة الوصول الى الاماكن الآمنة، وبالتاكيد هذا الامر ليس متعة كبيرة. ومع ذلك من الافضل للمشتكين أن يتذكروا الحوادث غير اللطيفة مثل 4200 صاروخ سقطت في الشمال قبل أقل من أربع سنوات.
الروتين الذي سيشوش للحظة، وكذلك أيضا ارتفاع منسوب القلق الجماهيري، هما مخاوف صغيرة بالمقارنة مع الموضع الاساسي. الخطر على الجبهة الداخلية في السنوات الاخيرة، هو أمر محسوس. وبالمقارنة مع صيف الـ2006 فإن صواريخ حزب الله قادرة على ان تضرب اليوم وسط البلاد وجنوبها أيضا. أيضا حماس تزودت بصواريخ يتجاوز مداها الخمسين كيلومترا. والاهم من ذلك نضوج الفهم الاستراتيجي لدى الخصم.
حماس وحزب الله وحتى سوريا وإيران، لا يسعون الى تدمير اسرائيل أو احتلال مناطق واسعة من اراضيها، بل يريدون حرب استنزاف تحدث تآكلا في قوة المقاومة الاسرائيلية- كوسيلة اساسية من اجل تحقيق هذا الهدف، يتم توجيه النيران المكثفة نحو الجبهة الداخلية- وهو توازن ملائم (في طريقة غير مباشرة) مقابل التفوق الجوي الاسرائيلي. تزود حزب الله مؤخرا (بحسب تقارير وردت في وسائل اعلام عربية) بصواريخ من طراز M-600 ، دقيقة أكثر وبإمكانها ان تضرب بشكل ممنهج كل القواعد والمنشآت الحساسة والبنى التحتية الاستراتيجية. ويفرض كل هذا الاستعداد والتدرب.
لا يجب أن نضيع بين التهديد الاساسي وبين المناورة القطرية، التي تجرى سنويا في ايار، وبين خطر الحرب الآنية في الشمال، والتي ارتفعت حدتها في اوقات متباعدة في كانون الثاني وآذار من هذا العام، ثم تراجعت على ما يبدو في الاسابيع الاخيرة.
إن شكوك سوريا وحزب الله بخصوص النوايا الاسرائيلية بقيت عالية، لكن لا يوجد لدى أي طرف تشخيص مصلحة حقيقية لدى الخصم من أجل خوض المواجهة. إن الحرب في الشمال، من الممكن أن تشتعل نتيجة الضغط الدولي من أجل وقف البرنامج النووي الايراني، أو بسبب نجاح متأخر لمحاولات حزب الله الانتقام لاغتيال (الشهيد الحاج) عماد مغنية. الآن وبما أن القدرات الاستخبارية في تنبؤ مخططات العدو بطبيعتها محدودة- فإن الخطر الفوري لا يبدو عاليا على وجه الخصوص، رغم التهديدات الاخيرة لحزب الله.
سجلت الجبهة الداخلية تقدما كبيبرا منذ الحرب في لبنان. إن المناورة المكثفة أغلقت جزءا لا يستهان به من الفجوات التي كشفت في حرب لبنان الثانية. إن نقطة تحول 4 من المفترض ان تسمح بفحص الخطط ووسائل الحماية الاخرى . لكن في الاستعدادات للحرب المقبلة التي من الممكن أن تندلع فعلا في السنوات القريبة القادمة، بقيت نقاط ضعف مقلقة. هناك تساؤلات بشأن الخطة الهجومية في الجيش الاسرائيلي مقابل النيران المكثفة للصواريخ من لبنان وربما من سوريا. وهل فيها ما يكفي لرفع التهديد عن الجبهة الداخلية؟
الفجوة الخطيرة الاخرى تتعلق بالنقص في منظومات اعتراض الصواريخ. في نهاية الاسبوع بفضل السخاء المتواصل للولايات المتحدة، تم التعهد لاسرائيل بـ 205 مليون دولار من أجل تمويل انتاج بطاريات اعتراض صواريخ اضافية من طراز "القبة الفولاذية". لكن حل الطبقات المتعددة في اعتراض الصواريخ ما يزال بعيد عن التطبيق. وستمر عدة سنوات أخرى قبل أن يكتمل الانتشار الشامل للمنظومات. هذه الفجوة لن تستطيع أية مناورة مهما كانت ناجحة التغطية عليها".