ارشيف من :أخبار لبنانية
سهى بشارة في عيد المقاومة والتحرير: هذا التاريخ هو نصر لجميع اللبنانيين الذين قالوا كلا لـ"اسرائيل"
موقع المقاومة الإسلامية
سلسلة انتصارات سطرتها المقاومة اللبنانية على العدو الصهيوني منذ اجتياحه للبنان لن تقف عند النصر المؤزر في عدوان تموز 2006، ومع كل انتصار تحققه، كانت المقاومة تفرض معادلة جديدة على العدو تزيد الى هزائمه هزيمة جديدة.
وأحد أوجه الانتصار، عمليات تبادل الأسرى لا سيما اللبنانيين منهم، التي أرغمت العدو على الرضوخ خلالها لمطالب المقاومة.
ومن بين أسرى التبادل، لا يمكننا أن ننسى المناضلة اللبنانية سهى بشارة التي تحولت كابوساً على العدو الصهيوني وعميله الخائن انطوان لحد، ورمزاً للكثير من الشباب اللبناني.
في الذكرى العاشرة لتحرير الأرض وأسرى معتقل الخيام، كان لموقع "المقاومة الإسلامية" حديث مع المناضلة سهى بشارة عن أيام التحرير ومعتقل الخيام، وهي التي لم ينته نضالها عند بوابات الاعتقال، فتكمل دربها حاملة ملف القضية الفلسطينية في المحافل الدولية.
ـ بداية، ما هي الدوافع التي حفزت سهى بشارة الطالبة الشابة للتخلي عن حياتها الطبيعية لمصلحة مقاومة العدو الصهيوني؟
* في ظل الحرب الاهلية من جهة، والاحتلال الصهيوني لجنوب لبنان من جهة ثانية، لا يمكنني الحديث عن حياة طبيعية، إذ إن حياتي تأثرت كثيراً بالحرب الأهلية. فالشظايا التي خلفها صعود الصهيونية على تاريخ العالم العربي، من زرع "اسرائيل" في جسم فلسطين، الى اللاجئين الفلسطينيين وقضية الشعب الفلسطيني كل ذلك بقي على هامش الحرب الأهلية.
نحن، (لا سيما الشباب الذين يقطنون بيروت) تأثرنا كثيراً بالهم اليومي للحرب الاهلية.
ولكن مع الاجتياح الاسرائيلي لجنوب لبنان عام 1978 برزت هذه الشظايا أكثر إلى أن بلغت ذروتها مع الاجتياح الاسرائيلي عام 1982، عندها كل شيء تغير بالنسبة لي.
في هذه المرحلة، أدركت أنه يجب عليّ مقاومة الاسرائيليين، ومع مجزرة صبرا وشاتيلا، اتخذت القرار بأن انضم الى جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية.
الدفاع عن هويتنا، عن كياننا، عن وطننا اصبح بالنسبة لي أولوية. ووجهة الحرب بالنسبة لنا هي مواجهة العدو الحقيقي اي الاحتلال الإسرائيلي ونحن موحدين، علينا ان نتوحد بوجه العدو، الاحتلال الاسرائيلي، كانت حربنا الحقيقية وليس الحرب الاهلية. وأدركنا أن بقاء لبنان يبدأ بتحريره من الاحتلال الإسرائيلي.
ـ أسرت لمدة عشر سنوات في معتقل الخيام. ماذا يمثل لك هذا السجن، وما هي الذكريات التي ما زلت تحتفظين بها؟
* معتقل الخيام يرمز لقصة لبنان وبالأخص الجنوبيين مع الاحتلال الاسرائيلي. وهو يمثل أيضاً مئات الآلاف من اللبنانيين الذين تأثروا مباشرة بهذا الاحتلال. هذا المعتقل كان خارج عن جميع القوانين، تسوده شريعة الغاب. إلا أن معتقل الخيام كما يرمز للألم والمعاناة وهو يبقى رمزاً للمقاومة. هذا المكان محفور في ذاكرتنا، وذاكرتنا محفورة في آثار هذا المعتقل.
ـ بماذا شعرت عندما رأيت اللبنانيين يقتحمون معتقل الخيام لتحرير الأسرى القابعين هناك؟
* كانت لحظة فريدة ليس فقط بالنسبة لي أواللبنانيين، بل في تاريخ الإنسانية.
إنها الحرية لجميع الاسرى، والنصر للشهداء الذين قدموا الأغلى لنتمكن من عيش هذه اللحظة العظيمة.
ولا ننسى أنه مع العام 2000 كان لا يزال لدينا أسرى في السجون الإسرائيلية، كما لا تزال شبعا وتلال كفرشوبا محتلة.
ـ كيف تعيش المناضلة سهى بشارة حياتها وهي اليوم ام لفتاتين، ما الذي تفعلينه من اجل ان تبثي فيهما روح المقاومة؟
* الى جانب حياتي العائلية اليومية، أواصل الدفاع عن القضية الفلسطينية في اوروبا والغرب، فقضية الشعب الفلسطيني تعتبر القضية الاساس بالنسبة لي ليس فقط في الشرق الاوسط وانما على المستوى الدولي أيضاً.
اما في ما يتعلق بأولادي، فإن هدفي لا يكمن في زرع روح المقاومة فيهم بقدر ما هو تعليمهم حب الحياة وكيفية الدفاع عن أنفسهم والتضامن مع الاخرين والتفكير بالغير، والتضحية، وفيما بعد فإن لهم حرية اتخاذ القرارات في هذا المجال.
يوم الخامس والعشرين من ايار، نحتفل بالذكرى العاشرة لعيد المقاومة والتحرير، ماذا يمثل لك هذا التاريخ، وما الذي تقولينه للشعب اللبناني بهذه المناسبة؟
25 ايار هو النهاية لـ22 سنة من الاحتلال الاسرئيلي لبلادنا (باستثناء مزارع شبعا وتلال كفرشوبا). 25 أيار هو عودة الجنوبيين الى قراهم مرفوعي الرؤوس، 25 أيار هو تاريخ تحرير أسرانا من معتقل الخيام من قبل أهالي القرى انفسهم، هذا التاريخ هو نصر لجميع اللبنانيين الذين قالوا كلا لـ"اسرائيل"، ولكل الأمهات اللواتي رفضن التعامل مع العدو، إنه نصر لجميع المقاومين الذين تخطوا الخوف وواصلوا المقاومة. 25 أيار هو عودة لشهدائنا ليتشاركوا معنا هذه اللحظة العظيمة.
من المهم جدا ان نحرر وطننا ولكن الاهم أن نحمي هذا التحرير. لذا فإننا كلبنانيين مسؤولون امام الاجيال القادمة، وشهدائنا، عن حماية هذا الانتصار، وهذا يتحقق من خلال حماية المقاومة.
ـ ما هي الرسالة التي توجهينها للبنانيين الذين يطالبون بنزع سلاح المقاومة في وقت يهدد العدو الصهيوني لبنان وينتهك القوانين الدولية؟
* لا ادري ما اذا كان من اهمية او تأثير لتوجيه رسالة لأشخاص لم يتكبدوا عناء زيارة آلام الجنوب. ربما تسألون لماذا استخدم كلمة "زيارة". في الحقيقة إذا كانوا على الأقل سياحاً، ربما عندها سيدركون أو على الأقل يحاولون فهم الدور الذي لعبته المقاومة في حياة مئات آلاف اللبنانيين.
لمرة واحدة نملك ورقة قوة، ولا أفهم منطق هذه القلة من اللبنانيين التي تريد أن ندمر هذه الورقة بأنفسنا.. من يستفيد من هذا الأمر وتجريد المقاومة من سلاحها غير "إسرائيل"؟؟؟