ارشيف من :أخبار اليوم
وزير حرب العدو الصهيوني يعتبر احتلال لبنان مأساة لجيشه: ضرب حزب الله لا يؤدي إلى إضعافه والحزام الامني لم يمنع الصواريخ
المصدر: ترجمة المحرر العبري
اجرت اذاعة الجيش الإسرائيلي مقابلة خاصة مع وزير الحرب إيهود بارك، تطرق فيها إلى الانسحاب من لبنان عام 2000، والى تعاظم القدرة الصاروخية لدى حزب الله وعدم إمكان منعها، وأيضا لمناورة نقطة تحول اربعة، ولاهمية ما ورد بين سطور المقابلة، نوردها كاملة:
المذيع: صباح الخير وزير "الدفاع" ايهود باراك, ينفذ في البلاد مناورة كبيرة للجبهة الداخلية, نقطة تحول 4, لوضع يتم فيه اطلاق مئات الصواريخ يوميا باتجاه اسرائيل, من سوريا من لبنان حزب الله, ومن غزة حماس, انا اسألك هل هجمة كهذه يمكن ان تحصل في الواقع, وهل نحن في هذه المناورة الضخمة نأخذ بالحسبان ايضا هجمة صاروخية من ايران, البعيدة جدا؟
ايهود باراك: المناورة مخصصة بالجبهة الداخلية، وهذا يجري للمرة الرابعة سنويا. قبل كل شيء لان واجبنا هو ان نستعد, وليس سرا ان حولنا قذائف وصواريخ من كل الأحجام والأنواع, فقط في لبنان يوجد 45 ألف صاروخ, تغطي عشرات الآلاف منها الشمال وعدة مئات منها كل البلاد, وايضا يوجد صواريخ في سوريا, وصحيح ايضا انه يوجد صواريخ في ايران, واعتقد انه يجب التفكير في امر مثل ما كان حصل معنا مع حزب الله في الماضي، لا يعني ان هذا انه سيحصل، لكن من واجبنا ان نكون مستعدين .
المذيع: بالنسبة الى لبنان وحزب الله الذي ذكرت, يصادف مرور10 سنوات على خروج الجيش من لبنان , الامر الذي وعدت به ونفذته عندما كنت رئيسا للحكومة في العام 2000, لكن مع كل هذه الفرحة لدى الجنود العائدين من لبنان واهالي الجنود والكثير من سكان الدولة, منذ حينها وحتى اليوم فان حزب الله ازداد قوة وبشكل كبير، وفي الواقع نحن حاليا نتدرب على سقوط صواريخ لديه منها الكثير، صواريخ بعيدة المدى, علما ان حرب لبنان الثانية لم تكسر حزب الله, ماذا حققنا في الواقع؟
ايهود باراك: ماذا حققنا, اولا انا جدا فخور بالقرار الذي اتخذته, قضيت في هذا القرار على مأساة استمرت 18 سنة, أدت إلى مقتل 1000 اسرائيلي شاب, حزام امني لم يؤمن الحماية على الاقل منع صواريخ الكاتيوشا قصيرة المدى من الوصول إلى الجليل, اذا كان هناك من سؤال منطقي حول الانسحاب من لبنان, هو لماذا لم يجر قبل عشر سنوات, اما بالنسبة إلى السؤال الاخر فانا اسمع دائما هذا الكلام ان الانسحاب من لبنان هو الذي ادى إلى تعاظم قوة حزب الله، وانه لو كان هناك ضربة قوية ما كان ليقوى, الواقع التاريخي يشير ان تعاظم القوة السريع لحزب الله حصل بعد ان تعرض لضربة جدا قوية في العام 2006, فهو من 14 الف صاروخ التي كانت تغطي حتى الخضيرة عندما انسحبنا, اصبح يملك 40 الف صاروخ, لذلك فان الضربات القاسية لم تؤد إلى اضعاف حزب الله, و"اسرائيل" محاطة بكثير من التحديات وسوف تبقى عرضة للتحديات, لكني فخور بالسنوات الست الهادئة بعد الانسحاب من جنوب لبنان، والتي لم يكن هناك مثلها منذ العام 77, وايضا بالهدوء الموجود حاليا منذ ثلاث سنوات الذي لم يكن هناك مثله في السنوات الماضية, واما القول بان الانسحاب كان فشلا لان بعد ست سنوات قررت الحكومة العمل في لبنان, هو كما القول لو انه بعد ثلاث سنوات تحصل عملية خطف في لبنان او عملية لحزب الله في تركيا فان الهدؤ الموجود حاليا لم يكن قائما, وهذا مجرد هراء.
المذيع: ايضا جرى انتقاد طريقة الانسحاب, هناك من يقول بان الجيش هرب من جنوب لبنان, جيراننا تابعوا وشاهدوا هذا, وربما استنتجوا استنتاجات, هل تعتقد ان الطريقة التي تم فيها الانسحاب كان يجب ان تتم بطريقة مختلفة حتى لا يعتبر هذا انتصار للطرف الثاني؟
باراك: انا كنت اكيد انه يجب الخروج من لبنان, وعلى الارض يوجد قادة, قادة ممتازون, ايضا موفاز الذي كان رئيس الاركان وغابي اشكينازي قائد المنطقة, كابلنسكي وبني غينس, القادة على الارض, انا لا اعلم قادة افضل منهم يعلمون كيف ينسحبون بشكل افضل, خرجنا من دون أي اصابة ولو حتى اصابة واحدة, انا اذكر احداث قام بها جنود الجيش وهم راكعون عند خط فيلادلفي يبحثون عن بقايا اشلاء زملائهم, اريد ان اسألك كيف بدا هذا من حيث قوة الجيش وردعه, ماذا كان ليحصل لو وقع ذلك في جنوب لبنان، القول ان الانسحاب كان اثر على قوة الردع هو كلام فارغ، ومعارضو الانسحاب لم يقولوا انه بعد ست سنوات سوف تتساقط الصواريخ على اسرائيل، قالوا ان اطلاق النار سيتواصل بعد الانسحاب مباشرة إلى داخل البلاد, وانهم في حزب الله سوف يلحقون بنا إلى داخل اسرائيل, بل ان عضو كنيست زار الشمال بعد الانسحاب فورا كي يشاهد الكاتيوشا تتساقط، كل هذه الامور لم تجر, ربحنا فترة هدوء طويلة وايضا سمعت بعض من تحدث في وسائل الاعلام ان بسبب الانسحاب قد بدأت الانتفاضة, انا سوف اكشف لك, ان الانتفاضة اندلعت لاننا نسيطر على شعب اخر، من كان يعتقد انه لو كنا بقينا في لبنان لما كانت اندلعت الانتفاضة فهو واهم، هل كان الفلسطينيون سيقولون ايها الاصدقاء لقد بقيت اسرائيل في لبنان اذا يمكن البقاء تحت سلطتهم 30سنة اضافية, بل اقول لك انه لو لم ننسحب من لبنان لما كان بمقدورنا ان تنفيذ عملية السور الواقي.
المذيع: بالنسبة إلى السيطرة على شعب, يجب القول انه بالرغم العلاقات الطيبة لك مع رئيس الحكومة نتنياهو، يقول انه لن يسمح باقامة معسكر ايراني هنا مقابلنا بعد حزب الله في لبنان وحماس في غزة, رئيس الحكومة لن ينسحب من الضفة الغربية من دون ضمانات ان لا تتحول إلى موقع ايراني متقدم؟
باراك: هذا كما يقولون الف باء كل اتفاق مستقبلي في الضفة الغربية لا يمكن ان يحصل هنا وضع كما في لبنان وكما في غزة, لكن اريد ان اذكرك ان لبنان بعكس غزة, لم ننسحب من طرف واحد, خرجنا باتفاق مع الامم المتحدة, قرار مجلس الامن 425 الذي حدد القواعد التي لم ينفذوها وانا اذكرك انه بعد الـ 2006, خرجنا إلى الحرب كان هناك قرار مجلس الامن 1701 وايضا لم ينفذ, لذلك يجب ايجاد تعهدات اكثر ضمانة من مجلس الامن, وانا مضطر ايضا للتعليق على موضوع اسمعه طوال الوقت, انه اذا وجهنا ضربة قوية قبل ان نخرج لكان كل شيء مختلفا, العكس هو الصحيح, لو اننا وجهنا ضربة كنا سوف نشاهد انفسنا في عناقيد الغضب "2" او حرب لبنان الثانية, وبشكل مسبق قبل ست سنوات من وقوعها, حيث حينها كان لديهم 14 الف صاروخ وحينها كانوا سوف يصلون إلى محطة الطاقة في الخضيرة, ما كان سيجري حينها, سوف يتضح ان الجيش الذي بقي 18 سنة في لبنان وخرج, وحينها كان هناك من سيقول بالضبط, أخرجناهم بالقوة, هذا الامر هو الذي كان سيكوي الوعي, وكل من يقوم اليوم بالكتابة وبقلب الحقائق, كان حينها سوف يسألنا التالي: قولوا ايها الاغبياء كيف لم تتوقعوا هذا منذ البداية رغم انه كان واضحا. اقول لك لقد فكرنا وتصرفنا بطريقة صحيحة".