باريس – نضال حمادة

تناولت مواقع يهود فرنسا على مختلف اتجاهاتها السياسية، خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرا لله في صدر صفحاتها على الشبكة العنكبوتية. وقد تصدرت صورته خلال إلقاء خطابه الأخير واجهة هذه المواقع دون استثناء وكأن هناك اتفاقاً على تغطية موحدة.

وقد توقفت هذه المواقع عند تهديد السيد نصرا لله بضرب كل السفن التجارية والعسكرية والمدنية التي تتوجه للموانئ في فلسطين المحتلة في حال فرضت بحرية الاحتلال الإسرائيلي حصارا على الشوطىء اللبنانية كما حصل عقب حرب تموز عام 2006. وأجمعت هذه المواقع من دون استثناء على وصف التهديد بأنه "تحول استراتيجي في مسار الصراع منذ إنشاء الكيان الإسرائيلي إذ لم تقفل الموانئ الإسرائيلية إلا في خضم حرب 1973 ثم عادت للعمل بسرعة في حينه.

في السياق فإن غرف النقاش في هذه المواقع تعتبر مؤشرا أساسياً على توجه الجالية اليهودية العام في كل المواضيع، وقد امتلأت هذه الغرف بتعليقات على هذا الموضوع وكان واضحا مدى قساوة العبارات التي وصلت إلى حد التهكم على السيدة العذراء (ع) والتهجم على الرئيس الأميركي (باراك اوباما).
ويتضح من التهجم الكثيف على أوباما مدى رغبة الإسرائيليين في العالم واللوبي الصهيوني في أوروبا وأميركا في الضغط على واشنطن لدفعها إلى شن حرب على إيران، حيث أن "إسرائيل" ليس بمقدورها مواجهة إيران وحلفائها وحدها،  ولا بد لإدارة البيت الأبيض أن تتدخل مباشرة عبر جيشها لحل ما وصفوه بالمعضلة الإيرانية وحل معضلة نصرا لله وفق ما سماها موقع المجلس التمثيلي للمنظمات اليهودية في فرنسا( كريف).

وفيما اكتفى موقع يهود فرنسا في افتتاحيته بالتعرض للسيد نصرالله في شكل يوضح مدى العجز الذي يشعر به اللوبي اليهودي المؤيد للكيان الإسرائيلي في العالم تجاه حزب الله والعقدة من شخص أمينه العام، حيث وصف الموقع الذي يعتبر لسان حال حزب الليكود في فرنسا السيد نصرا لله بأنه الحاكم الخفي للبنان.

كما حفلت غرف النقاش الخاصة بهذه المواقع بتوافق شبه تام على انتقاد أوباما وقال احد المشاركين (كلما سخن الوضع في شوارع نيويورك كلما اضطر اوباما لتوطيد علاقاته مع "إسرائيل" فليسرع بالرحيل إلى العذراء التي تنتظره في الجنة هناك) وإذ بمشارك أخر يرد بالقول ( أنا معك أن على أوباما الرحيل، لكن الكلام عن العذراء ليس وقته الان)!

مشارك ثالث قال إنه" لا يجب الكلام هكذا بالعلن وبهذه الطريقة، لأن من يقرأنا سوف يقول أننا أناس متعصبون وبذيئون، غير أن هذا لا ينفي أن الرئيس الأميركي الحالي قريب من المسلمين ولا يدع فرصة إلا ويقرب بلده نحو الإسلام).

في احد المواقع كتب تعليق يختصر الشعور السائد لدى مؤيدي "إسرائيل" في أوروبا والعالم وجاء فيه ( نحن يهود فرنسا يجب علينا عدم إخفاء مشاعرنا واتجاهاتنا، يجب علينا مقابل السن أن نحطم الفم) فيما قال آخر( من يمر على مواقعنا يعلم حقيقة اتجاهاتنا)