ارشيف من :ترجمات ودراسات
وقفة مع مفهوم "الحرب الباردة" بين حزب الله وكيان العدو
كتب المحرر العبري
قد يظن القارئ للوهلة الأولى أن توصيف الوضع القائم بين حزب الله وكيان العدو بـ"الحرب الباردة" قد صدر على لسان احد قادة حزب الله أو مؤيديه، لكن الحقيقة أن من أطلقه هو قائد المنطقة الشمالية في جيش العدو، اللواء "غادي ايزنكوت"، خلال لقائه مع رؤوساء السلطات المحلية بالقول ان "أساليب حزب الله تذكر تقريبا بالحرب الباردة التي كانت في اوروبا" مضيفا أن "الردع المتبادل ينتج توترا كبيرا".
لا يمكن للمراقب ان يتجاوز ما يحمله هذا التوصيف، سواء من جهة ما ينطوي عليه من مضامين تتصل بموازين القوى المستجدة ومآلات الوضع السياسي والأمني.. أو من الجهة الصادر عنها، وما تمثله من موقع يؤهلها للتوصيف الدقيق كونها على اطلاع تام بحقيقة ما يملكه الجيش الإسرائيلي من قدرات وخيارات عملانية.
إلى جانب ما تقدم، يلاحظ على هذا التوصيف:
انه أتى بعد معادلة الردع الجديدة التي أعلنها سماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، في شباط/ فبراير الماضي، والتي شكلت منعطفا حادا على مستوى المعادلة في لبنان والمنطقة.
ما يضفي على هذا الموقف مزيدا من الأهمية الخاصة والاستثنائية هو انه صدر عن نفس الشخص الذي هدد بتعميم "عقيدة الضاحية" على بقية المناطق اللبنانية في أي مواجهة مقبلة، عبر إتباع سياسة التدمير الشامل التي طبقها الجيش الإسرائيلي خلال حرب تموز في العام 2006، في الضاحية الجنوبية. وعليه يعكس هذا التبدل في التوصيف والتعبير حقيقة التحولات التي طرأت على موازين القوى بين حزب الله والجيش الإسرائيلي.
لذلك يمكن الجزم، من جهة المضمون، أن موقف "ايزنكوت" يشكل إقراراً مباشرا وواضحا وصريحا بالقيود التي استطاع حزب الله فرضها على حركة الجيش الإسرائيلي سواء من موقع المبادرة أو ردة الفعل، ومن ورائه على قيادته السياسية، لدى دراسة خياراتها ومن ضمنها إمكانية شن حرب على لبنان و/أو سوريا أو حتى توجيه ضربة عسكرية محدودة تحت أي عنوان.
ولمزيد من الإيضاح، من المعلوم أن الحرب الباردة في أوروبا، كانت سائدة بين المعسكرين الشرقي والغربي، أي بين حلف وارسو وعلى رأسه الاتحاد السوفياتي ومن الجهة المقابلة الحلف الأطلسي وعلى رأسه الولايات المتحدة. وعليه فإن المقارنة في المضمون والتوصيف بين تلك المعادلة وما هو قائم بين حزب الله والجيش الإسرائيلي يشكل إقرارا بوجود ردع متبادل حقيقي. ويمكن القول أنها المرة الأولى التي يصدر فيها هذا التوصيف على لسان قائد عسكري بهذا المستوى، وهو في الخدمة.
ايضا، يلاحظ أن هذا المصطلح قاله ايزنكوت لرؤوساء السلطات المحلية، خلال مناورة "نقطة تحول -4" التي يفترض انها تعبير عن جهوزية الجبهة الداخلية، الذين طالبوه بضرورة توجيه رسالة واضحة إلى الجمهور الإسرائيلي لطمأنته بأن لا مؤشرات على حرب وشيكة. وللوهلة الأولى يتبادر إلى الأذهان انه كان يفترض بقائد المنطقة الشمالية، في أجواء المناورة الكيانية الكبرى، بهدف بث الطمأنينة وسط الجمهور، أن يُقلِّل أو يشكك بجدية وقدرة حزب الله على تنفيذ تهديداته في حال تجرأ الجيش الإسرائيلي واستهدف البنى التحتية والمنشآت الاقتصادية في لبنان. لكن المفاجأة كانت انه بدلا من ذلك اقر بوجود ردع متبادل حقيقي بين حزب الله والجيش الإسرائيلي.
قد يظن القارئ للوهلة الأولى أن توصيف الوضع القائم بين حزب الله وكيان العدو بـ"الحرب الباردة" قد صدر على لسان احد قادة حزب الله أو مؤيديه، لكن الحقيقة أن من أطلقه هو قائد المنطقة الشمالية في جيش العدو، اللواء "غادي ايزنكوت"، خلال لقائه مع رؤوساء السلطات المحلية بالقول ان "أساليب حزب الله تذكر تقريبا بالحرب الباردة التي كانت في اوروبا" مضيفا أن "الردع المتبادل ينتج توترا كبيرا".
لا يمكن للمراقب ان يتجاوز ما يحمله هذا التوصيف، سواء من جهة ما ينطوي عليه من مضامين تتصل بموازين القوى المستجدة ومآلات الوضع السياسي والأمني.. أو من الجهة الصادر عنها، وما تمثله من موقع يؤهلها للتوصيف الدقيق كونها على اطلاع تام بحقيقة ما يملكه الجيش الإسرائيلي من قدرات وخيارات عملانية.
إلى جانب ما تقدم، يلاحظ على هذا التوصيف:
انه أتى بعد معادلة الردع الجديدة التي أعلنها سماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، في شباط/ فبراير الماضي، والتي شكلت منعطفا حادا على مستوى المعادلة في لبنان والمنطقة.
ما يضفي على هذا الموقف مزيدا من الأهمية الخاصة والاستثنائية هو انه صدر عن نفس الشخص الذي هدد بتعميم "عقيدة الضاحية" على بقية المناطق اللبنانية في أي مواجهة مقبلة، عبر إتباع سياسة التدمير الشامل التي طبقها الجيش الإسرائيلي خلال حرب تموز في العام 2006، في الضاحية الجنوبية. وعليه يعكس هذا التبدل في التوصيف والتعبير حقيقة التحولات التي طرأت على موازين القوى بين حزب الله والجيش الإسرائيلي.
لذلك يمكن الجزم، من جهة المضمون، أن موقف "ايزنكوت" يشكل إقراراً مباشرا وواضحا وصريحا بالقيود التي استطاع حزب الله فرضها على حركة الجيش الإسرائيلي سواء من موقع المبادرة أو ردة الفعل، ومن ورائه على قيادته السياسية، لدى دراسة خياراتها ومن ضمنها إمكانية شن حرب على لبنان و/أو سوريا أو حتى توجيه ضربة عسكرية محدودة تحت أي عنوان.
ولمزيد من الإيضاح، من المعلوم أن الحرب الباردة في أوروبا، كانت سائدة بين المعسكرين الشرقي والغربي، أي بين حلف وارسو وعلى رأسه الاتحاد السوفياتي ومن الجهة المقابلة الحلف الأطلسي وعلى رأسه الولايات المتحدة. وعليه فإن المقارنة في المضمون والتوصيف بين تلك المعادلة وما هو قائم بين حزب الله والجيش الإسرائيلي يشكل إقرارا بوجود ردع متبادل حقيقي. ويمكن القول أنها المرة الأولى التي يصدر فيها هذا التوصيف على لسان قائد عسكري بهذا المستوى، وهو في الخدمة.
ايضا، يلاحظ أن هذا المصطلح قاله ايزنكوت لرؤوساء السلطات المحلية، خلال مناورة "نقطة تحول -4" التي يفترض انها تعبير عن جهوزية الجبهة الداخلية، الذين طالبوه بضرورة توجيه رسالة واضحة إلى الجمهور الإسرائيلي لطمأنته بأن لا مؤشرات على حرب وشيكة. وللوهلة الأولى يتبادر إلى الأذهان انه كان يفترض بقائد المنطقة الشمالية، في أجواء المناورة الكيانية الكبرى، بهدف بث الطمأنينة وسط الجمهور، أن يُقلِّل أو يشكك بجدية وقدرة حزب الله على تنفيذ تهديداته في حال تجرأ الجيش الإسرائيلي واستهدف البنى التحتية والمنشآت الاقتصادية في لبنان. لكن المفاجأة كانت انه بدلا من ذلك اقر بوجود ردع متبادل حقيقي بين حزب الله والجيش الإسرائيلي.