ارشيف من :أخبار اليوم
إعلام العدو: هذا ما يحدث لمن كل عالمه هو عنتيبي
مقالات مترجمة من صحف العدو
المصدر: "معاريف – عوفير شيلح"
" تبدو إسرائيل كدولة تعمل بالقوة من دون تفكير وانطلاقا من خوف وجودي دائم. نحن نعتاش من الحملة الدعائية التي تقول أن كل العالم مجرم ومعادي وكله ضدنا.
إن عملية اقتحام قافلة السفن البحرية وقعت وأنا في الخارج، وعلى ما يبدو يجب أن ننظر من هناك لكي نفهم حجم الانفصال عن الواقع، بحيث تقريبا الأسود ابيض والأبيض أسود، أي هناك انفصال بين الفهم الإسرائيلي وبين الطريقة التي نحن ننظر فيها الى العالم.
عندنا يتحدثون عن محاولة قتل جماعية للجنود، ويفصلون بإفراط بوسائل تفريق المظاهرات التي كانت بحوزة مقاتلي وحدة الشييطت، وكأن المشكلة هي تكتيكية. لكن لو أحضر الجنجي (الأشقر) المفتاح الصحيح، لكانت الأمور على ما يرام. في العالم وفي كل محطات التلفزة التي أنا اراها منذ يوم أمس صباحا وفي كل مواقع الانترنت، تظهر صورة دولة عنيفة، إن الحل الوحيد لديها لأي مشكلة هو عينتيبا (نسبة لعملية عينتيبا في السبعينات التي حررت فيها إسرائيل رهائن الطائرة الاسرائيلية بالقوة).
إن الدول التي ترغب أن تكون جزءا من الشعوب وإسرائيل يجب ان تكون واحدة منهم من أجل بقائها، وليس من أجل أي دافع آخر، يجب عليها ببساطة أن لا تفعل أمورا كهذه، أي لا تهاجم بواسطة جنود مسلحين سفنا تحمل مدنيين، وحتى لو أولئك حاولوا أن يكسروا الحصار المقدس المفروض على غزة. يجب على هذه الدولة أن لا تنفذ عمليات شرطية على مواطنين أجانب في عرض البحر، وبالتأكيد لا تنهي هكذا عملية، بعدد مضاعف من القتلى.
إن من يقوم بهذا العمل فقط الدول التي ليس لديها سياسات خارجية، بل فقط حساسية مفرطة من أي أمر، حتى لو كان إدخال معكرونة الى قطاع غزة يعتبر خطرا وجوديا. إن من يقوم بهذا العمل فقط الدول التي ليس لديها قيادات، بل فقط مجموعة من الغوغائيين الذين يفهمون أن جمهورهم يشعر بان العالم كله ضدنا ومتعطشين الى استخدام القوة العسكرية.
أنا اعرف أن هذا المنطق منذ فترة طويلة لا يحل الأمور. فهناك الكثير من الاشخاص في السلطة وفي وسائل الإعلام ، يعتاشون من الحملة الدعائية التي تقول بأن العالم مجرم ومعادي، وبحسب رأيي إن هذه النظرة المتباكية للواقع والمتنصلة من أي مسؤولية، تشكل خطرا أكبر بكثير من خطر الارهاب ومن حماس.
هذه هي النتائج المتوقعة لهذه العملية الحمقاء. فقدان أي شرعية لأي خطوة عسكرية إسرائيلية، من أجل استمرار الحصار على غزة، ولأي رد عنيف، حتى تلك العمليات التي كان العالم يبررها بظروف معينة.
إن الاستمرار في سياسة جنوب افريقيا (العنصرية) من قبلنا، ستكون نهايتها من غير المشروع التجارة مع الإسرائيليين، أو تبادل العلوم معهم أو دعوتهم للمشاركة في المسابقات الرياضية. نهايتها فقدان مؤيدي إسرائيل في واشنطن وفي أي مكان آخر في العالم القدرة على الدفاع عن أي خطوة لنا، حتى أيضا أمام انتقادات غير المنطقية الموجهة لنا.
إن كل هذا كان يجب أن يفهمه المسؤولين المؤتمنين على قيادتنا منذ النظرة الأولى. لسنا بحاجة من أجل تحقيق هذا، تجربة في الامم المتحدة أو شهادة جامعية من ستانفورد. كان يجب عليهم أن يعرفوا مسبقا أن القوة العسكرية لا يمكن إستخدامها هنا، وحتى لو كان الثمن وصول سفينة مرمرة الى غزة. لكن ما رأوه هو العناوين التي تتحدث عن الاقتحام الجريء ، والصور الصادرة عن المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي والتي تعرض المقاتلين وهم ينزلون على ظهر السفينة. فالشعب يعترف لأولئك بأن لديهم أفضل جيش في العالم.
لكن ما الذي خرج من هذا: منذ اليوم أن أيدي أفضل وحدة في الجيش الإسرائيلي، التي يتجند مقاتليها فعلا من اجل الدفاع عن دولة إسرائيل، ملطخة بدماء المدنيين.. هذا ما يحدث لمن كل عالمه هو عملية عنتيبي".