ارشيف من :أخبار اليوم

إعلام العدو: تورط قد يكلفنا الكثير

إعلام العدو: تورط قد يكلفنا الكثير
مقالات مترجمة من صحافة العدو
المصدر: "يديعوت احرونوت ـ رون بن يشاي"

" عضضنا على الأصابع، رأينا السفينة التركية تضاء بانفجار القنابل الصوتية، وبدأنا نفهم، ما كان يفترض أن يكون عملية سيطرة غير عنيفة قد تعقدت. هذا ما يحصل في العمليات العسكرية، تعرف كيف تدخل إليها لكن لا يمكنك أن تتوقع بالمطلق كيف تخرج منها. لا شك أن وجود عدد قليل من الأشخاص العنيفين وسط مسافري سفينة "مرمرا" التركية كان يجب معرفته من قبل القوات الأمنية، كيف لم يقدروا مدى الخطر.
وقفنا طوال الليل إلى جانب جهاز الاتصال على سفينة سلاح البحرية "نيتسحون" (الانتصار) واستمعنا إلى المعركة التي تجري على مسافة كيلومتر عنا. شاهدنا القنابل التي ترميها القوة التي تهبط من المروحيات، لكن الصورة لم تكن واضحة لنا. كنا في شعور صعب، لكن في ذلك الوقت سفينة الصواريخ ساعر 4 التي كنت عليها، دخلت للعمل في المرحلة الثانية من عملية السيطرة.
كان على السفينة قوة وحدة الدوريات التابعة للشرطة وقوة المدرسة الحربية للبحارة. كان يفترض بعناصر الشرطة السيطرة على سفينة الحمولة التركية "غزا" وطلاب المدرسة الحربية يقودونها إلى مرفأ أشدود. الزوارق السريعة التابعة للشييطت 13، التي تمت قيادتها من قبل الكوموندس البحري، وضعت في حال تأهب في السادسة صباحا.
بعد دقائق على ذلك كنا على مسافة حوالي 300 إلى 400 متر عن السفينة التركية، وشاهدنا المقاتلين ملتصقين بالسور. دعا قائد "نتسحون" سفينة "غزا" بالتوقف، وطاقمها للوقوف على ظهر السفينة. لم تكن مشكلة لطاقم السيطرة بالهجوم على السفينة.
بعد ربع ساعة كانت السفينة في طريقها إلى أشدود، برفقة سفينة "دبور". وهذا ما حصل أيضا مع سفينتين صغيرتين، "صوفيا" و"دفني"، اللتين أوقفتا على يد سفن أخرى تابعة لسلاح البحرية. سفن "دبورا" التابعة لسلاح البحرية رافقتهم إلى مرفأ أشدود مع سفينة صواريخ أو اثنتين.
لكن القصة لم تنتهي بعد، لا تزال في البحر المتوسط هناك سفينة شحن كبيرة، جاءت من ايرلندا وتسمى "رايتشل كوري"، على اسم ناشطة اليسار الأمريكية التي قتلت في غزة على يد جرافة للجيش الإسرائيلي. كان يفترض بهذه السفينة أن تكون جزء من قافلة الإبحار، لكنها تأخرت بالوصول والآن تبحر إلى منطقتنا، وسيضطر سلاح البحرية إلى السيطرة عليها.
سيكون لقضية السيطرة على القافلة التركية تأثيرات كثيرة، ليس فقط على الموقف الدولي لإسرائيل وعلى علاقتنا مع تركيا، بل على مدى شرعية صراع إسرائيل والتحصن من صواريخ القسام في غزة. تثبت التجربة، انه كما في حالات سابقة تعقدت فيها العمليات العسكرية، ستضطر إسرائيل إلى دفع ثمن سياسي.
لنأمل فقط أن لا يكون الثمن السياسي رفع الحصار عن غزة قبل أن يتم التعهد بعدم إدخال أسلحة بعيدة المدى إلى القطاع وصواريخ مضادة للطائرات وقبل أن يطلق سراح غلعاد شاليط. لا شك أن العالم الإسلامي سيحاول الاستفادة كثيرا من هذه القصة، لكن إسرائيل لا يمكن أن توافق على إيجاد سابقة تفرض فيها حماس على إسرائيل الموافقة على مواصلة التسلح بواسطة نشطاء إنسانيين، حسب الظاهر".
2010-06-01