ارشيف من :أخبار اليوم
إعلام العدو: خطأ العجرفة
مقالات مترجمة من صحافة العدو
المصدر: "هآرتس – عاموس هرئيل"
"إن إلقاء مقاتل الشييطت من على ظهر السفينة هو ليس فقط مشهد مرعب، بل إنه إهانة وطنية وضربة للردع الإسرائيلي، كما هو معروف لا مكان لتوجيه الانتقادات لمقاتلي وحدة الشييطت، الذين عملوا بعدد صغير مقابل عدد كبير، وعلى ما يبدو كانت استعداداتهم أساسا هي من أجل تفريق مظاهرات مع استخدام محدود من قبل الخصم للسلاح البارد. وعندما نزل المقاتلون عبر الحبال على ظهر السفينة، أحيطوا بجموع غاضبة. فالنزول على الحبال يستوجب ارتداء أكف من القماش القوي وبالتالي لا يمكنهم استخدام السلاح قبل خلعها. وفي وقت التصادم مع المتظاهرين، خطف على الأقل مسدسين، ووقف المقاتلين أمام محاولة قتل جماعية لعدد من أصدقائهم مقابل عدد كبير من المتظاهرين وبالتالي قاموا بفتح النار. بالتأكيد لم يكن الجندي أو الشرطي التركي سيظهر ضبط النفس أمام ظروف مشابهة . والنتيجة بكل الأحوال كانت مرعبة ليس فقط قتل مدنيين ، بل أيضا الصور المرعبة لمقاتل من وحدة الشييطت تم إلقاؤه من قبل المتضامنين الغاضبين من الطابق العلوي في السفينة إلى الطابق السفلي. وهذا ليس فقط مشهد مرعب، بل إنه إهانة وطنية وضربة للردع. والسؤال هو أصلا لماذا تم إدخال الجنود الى هكذا وضع.
إن إنعكاسات حادثة يوم أمس أبعد بكثير من مسألة أي وحدة عملت على متن السفينة. أولا وقبل كل شيء العلاقة مع تركيا: إن أنقرة أعادت أمس سفيرها من تل أبيب، ولكن هذا فقط هذه الخطوة الأولى. والأمور على ما يبدو قد تصل إلى حد قطع العلاقات. أما بخصوص السياحة أو إستمرار التنسيق الامني يبدو انه لا يمكن بناؤهما. وحكومة أردوغان ليست بالطبع ساذجة، لقد ساندت قافلة السفن بعلم ومعرفة وساعدتها منذ فترة طويلة ورافقتها أجواء شعبية في تركيا معادية لإسرائيل.
في الساحة القريبة جدا ، تم التخلص من مشكلة كبيرة مع عرب إسرائيل، فالإشاعات الكاذبة التي انتشرت لساعات عن موت الشيخ رائد صلاح كان يمكن أن تشعل حريقا أكبر من تظاهرات اشرين الأول/ أكتوبر العام2000 . وفي المناطق الفلسطينية لا يبدو الآن أن هناك إشتعالا آنيا. فالفلسطينيون في الضفة والقطاع دانوا عملية الجيش الإسرائيلي، لكن لا يبدو أنهم يبحثون عن مواجهة كبيرة. فحماس استغلت بالطبع القضية من أجل مصالحها، وستحاول الاستفادة منها من أجل تخفيف الحصار عن القطاع. أما أوروبا فهي جاهزة منذ زمن لهكذا خطوة، ولكن بقي أن نرى كيفية تصرف إدارة أوباما، وهل سيضغط على رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو الذي ألغى امس زيارته للبيت الأبيض من اجل العودة إلى البلاد، ومن اجل اتخاذ تنازلات معينة في المسألة. عموما، إن الفشل الإسرائيلي في معالجة الاستفزاز النقطوي من قبل نشطاء إسلاميين ويساريين متطرفين، يلبس الآن لباسا استراتيجيا".