ارشيف من :أخبار اليوم
إعلام العدو: إلى اية كارثة تقودنا حكومة نتنياهو باراك ويعلون
المصدر: "هآرتس ـ آري شابيط"
"يجب على بنيامين نتنياهو وإيهود باراك وموشيه يعلون ان يتعلموا التاريخ. يجب عليهم أن يعلموا بأنه ما كان ينبغي لهم أن يخطأوا هذا الخطأ الكبير الذي ارتكبه البريطانيون مع سفينة المعذبين"أكسودوس" في صيف العام 1947. فالوحشية التي مارستها سلطة الانتداب ضد سفينة اللاجئين اليهود، أدت الى أن تحولها الى سلطة كريهة. إذ فقدت هذه السلطة ما يسمى اليوم بالشرعية الدولية. وبعد عشرة أشهر فقط على خطأ "أوكسودوس" انتهت سلطة الانتداب على ارض إسرائيل.
إن السفينة التركية "مرمرة" التي كانت في طريقها الى غزة، لم تكن سفينة "أوكسودوس" . لم تحمل ناجين من المحرقة النازية، بل إنها كانت تحمل محرضين غالبيتهم متعصبين وليسوا سذجا.. ولكن سلسلة قرارات ليس لها أساس، اتخذها رئيس الحكومة نتنياهو والوزراء باراك ويعلون، حولوا سفينة الاستفزاز الى سفينة الأوكسودس الفلسطينية.
بمذبحة غباء واحدة نجحت حكومة "إسرائيل" أن تضع الأخوان المسلمين في موقع الضحية، وسلاح البحرية الاسرائيلية في موضع اسطول الشر. وبآن واحد فتحت علينا جبهة أوروبية ، وجبهة تركية وجبهة عربية، وجبهة فلسطينية، وجبهة داخلية اسرائيلية. وهكذا خدمت "إسرائيل" حماس كما لم تخدم نفسها ذات يوم.
إن نتنياهو وباراك ويعلون ليسوا زعماء يثيرون الحماس. فليس لديهم رؤية ولا بشارة أو حتى كاريزما. ولكن كان لديهم ميزة قيادية واحدة: التروي. إن الأمر الوحيد الذي تعهدت به حكومتهم كان عدم اتخاذ قرارات متسرعة مثل القرار في 12 تموز الـ2006 . والأمور الإستراتيجية لدولة "إسرائيل" كان من المفترض ان تدار بجدية وتعمق ومسؤولية. وفي ليل الـ30 أيار/ مايو بددت هذه الحكومة وعدها الوحيد هذا وأمام قافلة السفن الفلسطينية تصرفت بدون تروي وبتسرع لا يغتفر.
عندما أديرت حرب لبنان الثانية كما أديرت، إعتقدت أن إبنتي ابنة الـ15عاما كانت تتصرف بتأن ودراية أكثر من حكومة أولمرت ـ بيرتس. تقدمنا واليوم واضح لي أن إبني إبن الستة إعوام كان سيتصرف بتأن وتعمق أكثر من حكومة إسرائيل الحالية . إن كل ولد عاقل يفهم أنه لا يوجد ربط بين الفرصة والخطر، المرتبطين بالسيطرة على قافلة السفن الفلسطينية. إن كل ولد عاقل يفهم أنه لا يضحى بالأساسي من أجل الهامشي، ولا يخاطرون بكل شيء من أجل لا شيء. لكن حكومة إسرائيل الحالية لم تفهم. تحت قيادة نتنياهو وباراك ويعلون اتخذت الحكومة قرار غير مبرر عمليا، إنه قرار أغبياء.
هناك الكثير من الاسئلة. أين اختفى الإبداع الإسرائيلي؟ ولماذا اختير الخيار الأسوأ من بين كل الخيارات؟ أين كان رئيس الأركان؟ وأين كانت الاستخبارات. ولماذ سرنا وبأعينن مفتوحة الى داخل الفخ. لقد علمنا طوال سنوات الانتفاضة الثانية أن لا نسير الى داخل الفخ، ولكن لماذا لم نرى أنه بدلا من تشديد الحصار على غزة، شددنا الحصار على أنفسنا؟ ولماذا لم نفهم أن تجربة العنف في عزل التطرف الفلسطيني، سيعزل تحديدا دولة إسرائيل؟
ولكن السؤال الأكثر إرهاقا في إعقاب الفشل في قلب البحر، هو من يقودنا. من هو قائدنا، من يقف على جسر القيادة. والى أي كارثة يقودونا قادة سفينة الأغبياء".
"يجب على بنيامين نتنياهو وإيهود باراك وموشيه يعلون ان يتعلموا التاريخ. يجب عليهم أن يعلموا بأنه ما كان ينبغي لهم أن يخطأوا هذا الخطأ الكبير الذي ارتكبه البريطانيون مع سفينة المعذبين"أكسودوس" في صيف العام 1947. فالوحشية التي مارستها سلطة الانتداب ضد سفينة اللاجئين اليهود، أدت الى أن تحولها الى سلطة كريهة. إذ فقدت هذه السلطة ما يسمى اليوم بالشرعية الدولية. وبعد عشرة أشهر فقط على خطأ "أوكسودوس" انتهت سلطة الانتداب على ارض إسرائيل.
إن السفينة التركية "مرمرة" التي كانت في طريقها الى غزة، لم تكن سفينة "أوكسودوس" . لم تحمل ناجين من المحرقة النازية، بل إنها كانت تحمل محرضين غالبيتهم متعصبين وليسوا سذجا.. ولكن سلسلة قرارات ليس لها أساس، اتخذها رئيس الحكومة نتنياهو والوزراء باراك ويعلون، حولوا سفينة الاستفزاز الى سفينة الأوكسودس الفلسطينية.
بمذبحة غباء واحدة نجحت حكومة "إسرائيل" أن تضع الأخوان المسلمين في موقع الضحية، وسلاح البحرية الاسرائيلية في موضع اسطول الشر. وبآن واحد فتحت علينا جبهة أوروبية ، وجبهة تركية وجبهة عربية، وجبهة فلسطينية، وجبهة داخلية اسرائيلية. وهكذا خدمت "إسرائيل" حماس كما لم تخدم نفسها ذات يوم.
إن نتنياهو وباراك ويعلون ليسوا زعماء يثيرون الحماس. فليس لديهم رؤية ولا بشارة أو حتى كاريزما. ولكن كان لديهم ميزة قيادية واحدة: التروي. إن الأمر الوحيد الذي تعهدت به حكومتهم كان عدم اتخاذ قرارات متسرعة مثل القرار في 12 تموز الـ2006 . والأمور الإستراتيجية لدولة "إسرائيل" كان من المفترض ان تدار بجدية وتعمق ومسؤولية. وفي ليل الـ30 أيار/ مايو بددت هذه الحكومة وعدها الوحيد هذا وأمام قافلة السفن الفلسطينية تصرفت بدون تروي وبتسرع لا يغتفر.
عندما أديرت حرب لبنان الثانية كما أديرت، إعتقدت أن إبنتي ابنة الـ15عاما كانت تتصرف بتأن ودراية أكثر من حكومة أولمرت ـ بيرتس. تقدمنا واليوم واضح لي أن إبني إبن الستة إعوام كان سيتصرف بتأن وتعمق أكثر من حكومة إسرائيل الحالية . إن كل ولد عاقل يفهم أنه لا يوجد ربط بين الفرصة والخطر، المرتبطين بالسيطرة على قافلة السفن الفلسطينية. إن كل ولد عاقل يفهم أنه لا يضحى بالأساسي من أجل الهامشي، ولا يخاطرون بكل شيء من أجل لا شيء. لكن حكومة إسرائيل الحالية لم تفهم. تحت قيادة نتنياهو وباراك ويعلون اتخذت الحكومة قرار غير مبرر عمليا، إنه قرار أغبياء.
هناك الكثير من الاسئلة. أين اختفى الإبداع الإسرائيلي؟ ولماذا اختير الخيار الأسوأ من بين كل الخيارات؟ أين كان رئيس الأركان؟ وأين كانت الاستخبارات. ولماذ سرنا وبأعينن مفتوحة الى داخل الفخ. لقد علمنا طوال سنوات الانتفاضة الثانية أن لا نسير الى داخل الفخ، ولكن لماذا لم نرى أنه بدلا من تشديد الحصار على غزة، شددنا الحصار على أنفسنا؟ ولماذا لم نفهم أن تجربة العنف في عزل التطرف الفلسطيني، سيعزل تحديدا دولة إسرائيل؟
ولكن السؤال الأكثر إرهاقا في إعقاب الفشل في قلب البحر، هو من يقودنا. من هو قائدنا، من يقف على جسر القيادة. والى أي كارثة يقودونا قادة سفينة الأغبياء".