ارشيف من :أخبار اليوم
المقتطف العبري ليوم الأربعاء: اسرائيل تحولت إلى عبء على الولايات المتحدة والعالم
أخبار ومقالات مترجمة من صحافة العدو
المصدر: "هآرتس" ـ باراك رابيد"
"رد وزير الخارجية الإسرائيلية أفيغدور ليبرمن على قرار مجلس الامن الدولي الذي أدان "اسرائيل" على سيطرتها على قافلة السفن البحرية وأتهم المجتمع الدولي بالنفاق.
هذا وقد هاتف "افيغدور ليبرمان" بالأمس الأمين العام للأمم المتحدة "بان كي مون", ورد على قرار مجلس الامن الذي ادان اسرائيل وبحسب قوله إن المجتمع الدولي يمر مرور الكرام على أحداث مشابهة في دول أخرى ، لكنه يدين اسرائيل بشدة عليها".
وأضاف ليبرمان "إن في الآونة الأخيرة قتل حوالي 500 شخص في تايلند والعراق وأفغانستان ولم نسمع أي انتقاد أو استنكار من الأسرة الدولية بل صمت وعدم اكتراث ولم يوضع ذلك على برنامجها في الوقت الذي تحظى فيه إسرائيل على شجب واستنكار على عملية دفاعية قامت بها".
وقال ليبرمان أن هذا القرار يعكس النفاق وازدواجية الأخلاق للمجتمع الدولي, ولا يساهم في دفع عملية السلام والاستقرار في الشرق الأوسط.
ودعى القرار الذي صدر هذا الصباح عن مجلس الامن الدولي بعد عقده جلسة طارئ اسرائيل الى اجراء تحقيق فوري وغير منحاز في النتائج القاتلة لعملية السيطرة على قافلة السفن التي كانت تبحر الى غزة".
ـــــــــــــ
المصدر: "هآرتس" ـ نوعه كوشرك"
" دعى اليوم (أمس) عضو الكنيست دانيئيل بن سيمون (حزب العمل) ، الى استقالة رئيس الحزب ووزير "الدفاع" إيهود باراك على خلفية مقتل النشطاء في قافلة السفن البحرية التي كانت تبحر الى غزة، وقال بن سيمون هذا الكلام في اطار كلمة ألقاها خلال مؤتمر نظمته السفارة الفرنسية وصحيفة هآرتس تحت عنوان الديمقراطية والتحديات الجديدة، وقال بن سيمون "أن العملية الاخيرة أدت الى ما أدت اليه وكان يجب على باراك أن يستقيل. وأضاف أنا أعتقد أنه كان يجب على رئيس حزب العمل أن يعقد مؤتمرا صحفيا يقول فيه "أنا فشلت" وأنا أعتقد بانه يجب عليه أن يترك منصبه".
ودعا بن سيمون في سياق مقابلة اذاعية صباح اليوم باراك الى تحمل المسؤولية عن فشل عملية الاستيلاء على قافلة السفن والاستقالة من منصبه وزيرا للدفاع. وقال بن سيمون ان الفشل ليس عسكريا وانما سياسيا وفكريا ومصدره التمسك بالرؤية التي تقول انه يجب علينا ابقاء قطاع غزة مغلقا ومقفلا بكل ثمن . ودعا بن سيمون الى اجراء جدل سياسي وجدل عام حول هذا الموضوع.
وفي سياق آخر قال بن سيمون إن حزب العمل الذي أراد أن يوحد كل التيارات من أجل انتاج اسرائيلي جديد، موجود اليوم في وضع مزري وتحت قيادة قائد سيئ، وأضاف بن سيمون وأضاف أن الديمقراطية في إسرائيل تلهث وينقصها الهواء. وأشار بن سيمون الى أنه لو كان هرتسل حيا وكان يجب عليه أن يصوت في الانتخابات، بالتأكيد ما كان ليصوت لصالح حركة شاس أو لحزب إسرائيل بيتنا أو لحزب الليكود. بقي فقط حزب العمل ، لكن اليوم أنا أشك أنه إذا كان سيصوت له، فهو حزب مريض جدا ، وأنا أشك بأن هرتسل صاحب الرؤية كان سيجد حزبا ملائما لأفكاره".
ـــــــــــــ
المصدر: "هآرتس" ـ يونتان ليس"
" قال رئيس الموساد أمام لجنة الخارجية والأمن البرلمانية أن "إسرائيل" تحولت تدريجيا من ذخر الى عبء على الولايات المتحدة الأمريكية. وبحسب كلامه فإن الإدارة الأمريكية درست في الفترة الأخيرة، إمكانية أن تفرض تسوية على الأطراف، لكنها تراجعت عن قرارها بعد أن أدركت أن هذا الأمر لا يؤدي إلى اتفاق سلام.
بهذه الأثناء أطلع رئيس قسم العمليات في الأركان العامة في الجيش الإسرائيلي العقيد إيتسيك ترجمان ، أعضاء اللجنة على أنه خلال سيطرة الجيش الإسرائيلي على قافلة السفن المبحرة إلى غزة، قرر عدم تخريب محركات السفينة مرمرة، خشية أن تعلق السفينة في عرض البحر، وحدوث أزمة إنسانية بعد انتهاء الماء والطعام فيها. وأشار أيضا الى أن جر السفينة الى مرفأ أشدود كان من الممكن أن يستغرق أياما طويلة. وكما هو معروف قتل خلال سيطرة الجيش الإسرائيلي على السفينة التي كانت تبحر الى غزة 9 نشطاء وأصيب 7 جنود من بينهم اثنان وصفت جراحهم بالخطرة.
وألمح ترجمان الى أن الجيش الإسرائيلي خرب خمس محركات سفن أخرى، وقال بعض السفن عالجناها علاجا دقيقا. وقال أن في حوزة اثنين من القتلى عثر على مسدسين خطفا بعد وقت قصير من الجنود الذين هبطوا على السفينة وكانت مخازنهما فارغة بعد استخدامها.
وبحسب قوله في الساعة 4:20 فجرا عندما كان جنود الجيش الإسرائيلي يراقبون ظهر السفينة ، بدا هادئا ، وقدرت القوات أن ركاب السفينة نائمون. وعمليا كان النشطاء ينتظرون الاقتحام ومرتدين ثيابهم وفي أيديهم عصي ووسائل مقاومة أخرى.
وعرض ترجمان على اللجنة تفاصيل إضافية عن عملية اقتحام السفينة. ومما قاله أن قائد وحدة الشييطت صور رئيس الحركة الإسلامية الشيخ رائد صلاح بواسطة كاميرا الهاتف الخليوي وبعث بالصورة الى إسرائيل، من أجل تبديد الشائعات التي كانت تتحدث عن إصابته أو مقتله خلال المواجهات.
أما رئيس لجنة الخارجية والامن البرلمانية تساحي هنغبي فقال في افتتاح الجلسة أن شعورنا هو أن هناك منطق أمني وأخلاقي بأن لا تفتح مسارات حرة الى قطاع غزة. ولنا الحق في العمل بالصورة التي عملنا بها. ومع ذلك هناك الكثير من الأسئلة في المجالات العملياتية والاستخباراتية والإعلامية سنقف عندها من اجل استخلاص العبر".
ــــــــــــ
المصدر: "موقع قضايا مركزية ـ آفي باز"
" أفادت مصادر أمريكية أن بيبي نتنياهو أراد وبقوة أن يواصل زيارته كالمعتاد وإنهائها بلقاء في البيت الأبيض، إلا أن الرئيس الأمريكي نصح نتنياهو بأنه من الأفضل لك أن تسافر إلى البيت، و"إسرائيل" طلبت من أوباما تهدئة أردوغان.
إن تقديم بنيامين نتنياهو عودته إلى البلاد ليس بقرار منه، بل بعد أن ألغى الرئيس الأمريكي باراك أوباما لقاءه مع رئيس الحكومة الإسرائيلية. وبحسب مصادر أمريكية فإن بيبي نتنياهو أراد بقوة مواصلة زيارته إلى كندا وإنهاء جولته في البيت الأبيض، ولكن أوباما درس الأمور وقرر أن إستضافة نتنياهو في البيت الأبيض بعد هجوم الكوماندوس البحري على سفينة مرمرة ستؤدي إلى اضرار كبيرة للولايات المتحدة الأمريكية.
إن أوباما الذي عبر عن تحفظه على نتائج العملية، هو لا يرى الواقع كما تراه حكومة نتنياهو، ومع ذلك يحاول العمل على تهدئة الأجواء.
وبحسب التقارير الواردة في وسائل الإعلام التركية طلب الرئيس الأمريكي من رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان القدوم الى واشنطن في طريق عودته من جنوب أمريكا الى أنقرة. يذكر ان أردوغان قطع زيارته الى تشيلي وعاد الى بلاده في اعقاب تصفية مواطنين أتراك على يد عناصر الكوماندوس الإسرائيلي، الذي كانوا يبحرون على متن سفينة تركية خارج المياه الإقليمية الإسرائيلية. والزعيم التركي لم يستجب الى الطلب الأمريكي والاجتماع بهذا الموعد.
لقد وصف اردوغان الهجوم الإسرائيلي الذي قتل فيه 9 مواطنين بالهجوم الإرهابي على السيادة التركية، وحذر "إسرائيل"، وفي موازاة ذلك أعلن أن قافلة السفن القادمة الى غزة والمحملة بالمساعدات الإنسانية سترافقها السفن الحربية التركية.
وكالعادة فإن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو فهم متأخرا خطورة قراره الخاطئ في تنفيذ الهجوم الإسرائيلي على قافلة السفن. وفي أعقاب ذلك تفيد وسائل إعلام أمريكية أن بيبي نتنياهو طلب التدخل العاجل للرئيس الأمريكي باراك أوباما من أجل تهدئة أردوغان.
حتى الآن دعى مجلس الامن "إسرائيل" الى إطلاق سراح المواطنين الأجانب المعتقلين والسفن الأجنبية فورا، كما طلب من "إسرائيل" إجراء تحقيق بالحادثة وبمشاركة جهات دولية".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
العدو الصهيوني يسحب عائلات دبلوماسييه من تركيا
المصدر: "موقع NFC "
" بدأت وزارة الخارجية الإسرائيلية يوم أمس بإخلاء عائلات الدبلوماسيين الإسرائيليين من تركيا، وذلك في أعقاب التدهور في العلاقات بين إسرائيل وتركيا بعد السيطرة العسكرية على القافلة البحرية الدولية المتجهة إلى قطاع غزة المؤلفة في اغلبها من نشطاء مؤيدين للفلسطينيين من أصل تركي.
وعاد يوم أمس إلى إسرائيل بعض الممثلين الإسرائيليين والباقين سيعودون إلى البلاد خلال هذا اليوم.
يتعلق الأمر في علاقات وصلت إلى الحضيض بشكل لا سابق له بين تركيا وإسرائيل وهي كانت قد تعرضت إلى هبوط في العام الماضي. يخشون في وزارة الخارجية أن يتم المس بإسرائيليين على يد أتراك غاضبين. بسبب هذه الخشية نشرت وحدة مكافحة الإرهاب تحذير سفر جديد من إسرائيل إلى تركيا حتى اتضاح الوضع وعلى الإسرائيليين الموجودين في تركيا البقاء في المنازل أو في المنشآت السياحية التي سافروا إليها.
بحسب التقديرات، لا يستطيع الإسرائيليين وبما فيهم عائلات الدبلوماسيين عيش حياتهم بشكل طبيعي، من بينها عدم قدرة اخراج أولاد الدبلوماسيين من القنصلية إلى المدرسة.
وعلم أيضا أن الأزمة الدبلوماسية وصلت إلى أمريكا الوسطى، فقد أعلنت نيكاراغوا أنها قررت قطع أي علاقة دبلوماسية مع إسرائيل في أعقاب سيطرة الجيش الإسرائيلي على قافلة المساعدات إلى غزة".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: "معاريف ـ ليران لوتكر"
المصدر: "هآرتس ـ ألوف بن"
" كلما مرت الساعات ظهرت نتائج السيطرة على سفن الأسطول الى غزة، يمكن ان نقول بثقة ان دولة إسرائيل نجحت، في التغلب على نفسها بإظهار انعدام تقدير استعمال القوة، والعجز المطلق عن تخطيط معركة الدعاية الدولية. فالردود في أنحاء العالم على السيطرة الدامية متوقعة هي ايضا. فهناك التنديد الشامل بالسلوك الإسرائيلي. وتقارير لا تنقطع عن "المجزرة"، وعن "البربرية الإسرائيلية". وعناوين ضخمة عن دماء نشطاء السلام القتلى والجرحى، ومقالات أسر تحرير وأخرى تتنافس في الصياغات الشديدة اللهجة الغاضبة من المأساة المتوقعة جدا سلفا هذه.
لم يتم الحصول على رد من الجانب الإسرائيلي خلال ساعات طويلة. وهذا الصمت لا يغتفر وغير مفسر لجميع نظام الدعاية الإسرائيلية عندما كان من الحاسم معادلة التقارير من جانب النشطاء الذين مكثوا على السفن نفسها.
عندما بدأت تتدفق الردود آخر الأمر كانت متوقعة تماما. فرجال الجيش ووزارة الخارجية الإسرائيلية يوجهون اللوم كله الى منظمي الأسطول والمشاركين فيه من جهة، فيعبرون عن أسف لان جنودنا اضطروا الى اطلاق النار من جهة أخرى.
كان يمكن فعل هذا على نحو مختلف. لو أدرك فقط قادة وزارة الدفاع والخارجية كيف يعالجون هذه الأزمة معالجة منطقية متزنة، لأمكن بسهولة جعل هذه الضربة الدعائية القاضية نصرا او تعادلا على الأقل. ولو فحصت إسرائيل حمولة السفن في ضوء النهار ومع وجود أفرقة تلفاز ببث حي، لما أمكن الزعم بأن الجيش الاسرائيلي يذبح الابرياء. ولو تبين حقا ان الحمولة انسانية فقط، لما كان داع الى وقف الاسطول ولحظيت اسرائيل بنصر دعائي. ولو هاجموا سفن سلاح البحرية زمن التفتيش، لرأى العالم كله، ببث حي أن الاسطول الى غزة ليس بريئا كما تبجح.
هذا التناقض التام بين رأي العالم في أفعال إسرائيل في مواجهة رأي الجمهور الاسرائيلي ومنتخبيه أخذ يزداد حدة مع كل أزمة وصراع يتصل اتصالا مباشرا او غير مباشر بالنزاع الاسرائيلي الفلسطيني. هذا المثل الحالي يزيد مرة اخرى في اشتعال الحريق ويزيد صورتنا السلبية على أننا زعران لا يقفنا شيء، سواءا كان الحديث عن البناء في شرقي القدس، او بؤر الاستيطان فوق تلال يهودا والسامرة او محاولات الوصول الى غزة، تختار اسرائيل مرة بعد أخرى طريقة تجعلها منفية عن اشمئزاز منها أيضا بين أكابر اصدقائها. وذلك في حين يهتف جزء كبير من الجمهور في اسرائيل ويتأثر بـ "ثباتنا الصلب في مواجهة الجنون العالمي".
اذا نظرنا قليلا في التاريخ غير البعيد كثيرا فسيتبين لنا أمثلة أخرى خطئت معها دول بـ "انتشاء" كهذا، حيث كانت على ثقة من أن الحق معها ومن أنها اذا أصرت على ما عندها وقتا كافيا، فسترتب الامور على أفضل وجه. ليست اسرائيل صربيا وليست المناطق كوسوفو، لكن يوجد غير قليل من التشابه بين صورة تصور الجمهور الاسرائيلي لتحدي العالم وبين التحدي الصربي حينما رفض هؤلاء الآخرون بقوة، التخلي عن السيطرة على كوسوفو من أجل السكان المحليين.
زعم الصرب آنذاك أن سكان كوسوفو المسلمين ينفذون ارهابا، وأنهم في الحصيلة العامة يدفعون عن أنفسهم اولئك الغزاة الذين سيطروا على "أرض آبائهم". لم ينقض وقت طويل حتى بدأ سائر العالم، الذي رأى السلوك الصربي في كوسوفو غير مقبول، يطبق قرارات الأمم المتحدة ويفرض على صربيا انسحابا تاما من المنطقة. لا يتوقع في الحقيقة أن تقصف طائرات حلف شمال الاطلسي اسرائيل كما حدث في صربيا، لكن الردود التي أخذت تشتد على السياسة الاسرائيلية، التي أخذت ترى أكثر فأكثر غير عقلانية ومتطرفة، تفضي بنا الى بدء عهد جديد تعزل فيه اسرائيل على نحو فعال عن المجتمع الدولي. في وضع كهذا لن يبعد اليوم الذي يفرض فيه تسوية على اسرائيل بلا أي اعتبار لرغبة الجانب الإسرائيلي ومطالبه".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
" قضية الأسطول" هي فرصة مناسبة لإتمام فك الارتباط عن قطاع غزة. وقد حان الوقت ان نقطع بقايا الاحتلال وان ندع دولة حماستان لنفسها. ان محاولة السيطرة على غزة من الخارج، عن طريق قائمة الطعام وقوائم البقالات لسكانها، تفرض على اسرائيل وصمة أخلاقية قاتمة وتزيد في عزلتها الدولية. يجب على كل اسرائيلي أن يخجل من قائمة بضائع وزارة الدفاع، التي تسمح بادخال الى غزة القرفة وديلاء البلاستيك، لكن يمنع الأصص والكزبرة. حان الوقت لأن نجد للضباط والموظفين المشغولين بتحديث هذه القائمة مهمات أكثر حيوية.
كيف يتم هذا؟ أن تبلغ اسرائيل المجتمع الدولي أنها تطرح عن نفسها أي مسؤولية عن سكان غزة ورفاهيتهم. وأن تغلق المعابر تماما، وتهتم غزة بالحصول على الامدادات والخدمات الطبية عن طريق الحدود المصرية او عن طريق البحر. وأن يحدد وقت لقطع شبكات الماء والكهرباء. وان تخرج غزة من "غلاف الجمارك" وأن يكف الشيكل على ان يستعمل نقدا قانونيا هناك. وأن يصدروا أوراقا مالية فلسطينية تحمل صورة الشيخ ياسين.
وتوضح اسرائيل انها ستستعمل حقها في الدفاع عن النفس، وأنها ستفحص كل الحمولات المشبوهة في عرض البحر، لاحباط تهريب السلاح. فهكذا تسلك ايضا القوى الغربية التي تجري تفتيشات عن مكونات سلاح ذري وصواريخ في سفن حمولة تجارية. واذا أطلقوا علينا الصواريخ من غزة فسنطلق عليهم لاصابتهم. وقد تبين لنا أن ذلك ممكن.
يوجد لهذا الواقع سابقة على نحو معكوس. حتى توقيع اتفاق السلام مع مصر، كانت جميع حدود اسرائيل مغلقة مسدودة. تمت تجارة اسرائيل الخارجية عن طريق الموانىء والمطارات، وأيضا اليوم الحركة على الحدود البرية هامشية. ليس هذا مريحا لكنه قانوني. يحل لدولة ذات سيادة ان تغلق حدودها ولا سيما اذا كان الجيران أعداء كارهين. ليس الوضع الذي تكون فيه الحدود مفتوحة على التناوب بحسب تقدير تعسفي مقبولا اليوم في العالم ويرى قسوة لا تحتمل على السكان المدنيين في الجانب المحاصر.
قرر اريئيل شارون الخروج من القطاع الى الخط الاخصر، وأمل بذلك ان يحصل على اعتراف دولي بنهاية الاحتلال. لكن اسرائيل لم تنجح في فك الارتباط فعليا . فقبل أن تسيطر حماس على غزة، اصرت اسرائيل على السيطرة على الدخول الخروج منها. وبعد أن فازت حماس في الانتخابات الفلسطينية، واختطف جلعاد شليت الى غزة، شدد الحصار والرقابة. وكأن "اسرائيل" ندمت في آخر لحظة على الانفصال وأرادت ان تحتفظ بشيء صغير آخر. شيء صغير من غزة الكريهة.
يوجد اليوم للحصار على غزة غاية استراتيجية مربعة: أن يفرض على الفلسطينيين التوحيد من جديد بين الضفة والقطاع تحت قيادة صديقة لاسرائيل؛ وأن تستعمل "أدوات ضغط" على حماس لمضاءلة اطلاق الصواريخ ومحاولات تنفيذ عمليات ضد اسرائيل؛ والحفاظ على وهم أن سلطة محمود عباس وسلام فياض الفلسطينية ما تزال صاحبة السيادة القانونية في غزة، ومنع الاحتكاك مع مصر التي تخشى من فتح حدودها مع الفلسطينيين.
في امتحان النتائج تحرز هذه السياسة درجة غير كاف. لكن التعاون الاستراتيجي مع مصر قوي، وأصبحت حماس مقيدة منذ عملية"الرصاص المصبوب"، لكن حكمها لم يضعف. إن عباسا وفياضا لا يستعملان سلطتهما في غزة.
يقولون للجمهور الاسرائيلي إن حظر الكزبرة وما أشبهها يرمي الى "مساعدة جلعاد شليت". إن ذكر اسم الاسير، الذي يتعذب في سجن حماس، يمنع أي نقاش جدي في السياسة المطلوبة اتجاه غزة. لكن هذا تعبير عن عدم القيادة والغوغائية. فالحكومة تختبىء وراء شليت وأبناء عائلته الذين يتمتعون وبحق بحب الجمهور، بدل البحث عن بديل آخر للوضع القائم.
إن من يعارضون وجود اسرائيل سيستمرون في النضال ضدها ومطاردتها حتى لو طرحت عن نفسها بقايا مسؤوليتها عن غزة. إن أي عملية انفصال لن تقنعهم في أن يتغيروا. لكن ليسوا هم هدف السياسة الاسرائيلية، بل حكومات الغرب التي تحتاج "اسرائيل" الى تأييدها والى العلاقات السياسية والاقتصادية معها. وحكومات الغرب تقول لها، أزيلي الحصار وحرري غزة.
إن العملية القاتلة التي وجهت الى أسطول المساعدة زادت في قوة هذه الدعوات فقط. هذه فرصة "اسرائيل". فبدل مشاجرة المجتمع الدولي يجب القول له: أتريدون غزة – خذوها من فضلكم".