ارشيف من :أخبار لبنانية
"المستقبل" امام تحديات جديدة وبهاء الحريري يعود للتحرك في بيروت ونصائح دولية لسعد لتغيير الاداء
قاسم قصير
كشفت الانتخابات البلدية والاختيارية الاخيرة عن وجود تحديات جديدة يواجهها تيار المستقبل بعد تراجع موقع التيار في مناطق الشمال والبقاع وبروز اعتراضات كثيرة على صعيد الاداء السياسي والتنظيمي في هذه المناطق وتقول مصادر مقربة من التيار ان هناك عدة اسباب وراء هذا التراجع منها : التوقف عن تقديم المساعدات المالية والاجتماعية وعدم الانتهاء من ترتيب الوضع التنظيمي واسلوب عمل نواب التيار وكتلة لبنان اولا في بعض المناطق اضافة للمتغيرات السياسية التي حصلت منذ تشكيل الحكومة والانفتاح على سوريا.
وتتوقف المصادر أمام الاعلان الذي اصدره الشيخ بهاء الحريري ونشرته الصحف اللبنانية عن تكليف جميل جميل بيرم لتمثيله في لبنان واقامة العلاقات مع المؤسسات الاجتماعية وجمعيات المجتمع المدني ما يعني عودة بهاء للتحرك غير المباشر على صعيد الوضع اللبناني في ظل تراجع التقديمات المالية من تيار المستقبل.
وكانت "مجموعة الأزمات الدولية" قد اصدرت تقريراً بالإنكليزية تحت عنوان "سياسات لبنان: الطائفة السنية وتيار المستقبل". يتناول التقرير في 39 صفحة عرضاً شاملاً للتطورات التي طرأت على "الساحة السنية في لبنان" بقيادة سعد الحريري بعد اغتيال والده. ويستمد التقرير نتائجه وتحليلاته السياسية من بحث ميداني طويل قام خلاله فريق عمل المجموعة بمقابلات مع مسؤولين وكوادر في تيار المستقبل وممثلين لمعظم الأحزاب والتيارات اللبنانية إضافة إلى الباحثين والمحللين والصحافيين.
وقد تضمن التقرير دراسة مفصلة للتطورات التي واجهها تيار المستقبل منذ اغتيال الرئيس رفيق الحريري وما حققه من انتشار واسع على صعيد الطائفة السنية ثم عرض التقرير للتغيرات التي حصلت بعد ترؤس سعد الحريري للحكومة وانعكاس ذلك على صعيد موقفه وادائه كما قدم التقرير مجموعات نصائح للحريري لاعادة ترتيب وضع التيار ومما جاء في التقرير:
تمثلت الحصيلة الإجمالية للتطورات بعد اغتيال رفيق الحريري في تعزيز هيمنة تيار المستقبل على الطائفة السنية، من جهة، وسيطرة سعد الحريري على تيار المستقبل من جهة أخرى. صُعِقَ السنة مما حصل في ايار /فاتحدوا جميعاً خلف تيار المستقبل. وبات يُنظر إلى أي انشقاق على أنه يرقى إلى الخيانة. في حزيران 2009، ونظراً الى الاقبال السني الكبير على الانتخابات، فاز التيار في الانتخابات النيابية. فوز بدا انعكاساً للتضامن المذهبي، معلناً سعد الحريري زعيماً سنياً أوحد. غير أن الانتصار الواضح لتيار المستقبل ساهم أيضاً في إحداث تغيرات محلية وإقليمية مهمة. لقد أزال قبول سوريا بنتائج الانتخابات واختيار الحريري رئيساً للوزراء العقبات من طريق المصالحة السعودية - السورية التي كانت بدأت في وقت سابق من السنة. شجعت الرياض تطبيع العلاقات بين سوريا ولبنان، خصوصاً عبر ضغطها على الحريري لزيارة دمشق، وهي الزيارة المثقلة بالاعتبارات العاطفية والسياسية. حالما جرى انتخاب سعد الحريري، سارع إلى مد يده إلى المعارضة، التي ردت على مبادرته بالمثل. مبادرة أتاحت له قيادة حكومة وحدة وطنية تبدو قدرتها على العمل مرهونة بالإجماع. ويختم التقرير :الآن، لكي يتمكن الحريري من الحكم بشكل ناجح، عليه أن يدفع هذا التطور خطوة أخرى إلى الأمام. لا يزال هناك المزيد مما ينبغي فعله من أجل عكس النمو في المشاعر الطائفية وتعميق عملية تطبيع العلاقات السورية اللبنانية. سيكون على الحريري أن يتخلى عن موقعه بحكم الأمر الواقع كزعيم سني ويوزع سلطاته على التيار الذي ينبغي أن يصبح أكثر مؤسسية، أي تحويله حزباً يقوم على آليات صنع قرار واضحة وخاضعة للمساءلة، وإطار سياسي واضح وكوادر احترافية، وأيضاً على هيئات دينية بحاجة إلى مزيد من الإصلاح وتعزيز قدرتها على إدارة شؤون الطائفة ومنع انحدارها نحو التطرف. وفي الإطار عينه، سيترتب على الحريري أن يبتعد تدريجياً عن السياسة الطائفية والزبائنية التي اتبعها التيار بشكل كبير خلال السنوات الخمس الماضية. لا شك في أن إحدى تبعات هذه العملية سيتمثل في ظهور قدر أكبر من المنافسة من خصومه السنة وفقدان هيمنته الكلية، غير أنه - وعلى افتراض تراجع التوترات الطائفية - فإن هذه التبعات أمر محتوم. إذا كانت الغاية هي تحقيق الاستقرار في لبنان وتعزيز إنمائه والحؤول دون عودته إلى الاقتتال الطائفي، فإن هذا ثمن سيتحتم على الحريري دفعه. كما ستكون هذه أفضل طريقة يتّبعها للمحافظة على العناصر الأكثر تميزاً في الإرث الذي تركه والده.
كشفت الانتخابات البلدية والاختيارية الاخيرة عن وجود تحديات جديدة يواجهها تيار المستقبل بعد تراجع موقع التيار في مناطق الشمال والبقاع وبروز اعتراضات كثيرة على صعيد الاداء السياسي والتنظيمي في هذه المناطق وتقول مصادر مقربة من التيار ان هناك عدة اسباب وراء هذا التراجع منها : التوقف عن تقديم المساعدات المالية والاجتماعية وعدم الانتهاء من ترتيب الوضع التنظيمي واسلوب عمل نواب التيار وكتلة لبنان اولا في بعض المناطق اضافة للمتغيرات السياسية التي حصلت منذ تشكيل الحكومة والانفتاح على سوريا.
وتتوقف المصادر أمام الاعلان الذي اصدره الشيخ بهاء الحريري ونشرته الصحف اللبنانية عن تكليف جميل جميل بيرم لتمثيله في لبنان واقامة العلاقات مع المؤسسات الاجتماعية وجمعيات المجتمع المدني ما يعني عودة بهاء للتحرك غير المباشر على صعيد الوضع اللبناني في ظل تراجع التقديمات المالية من تيار المستقبل.
وكانت "مجموعة الأزمات الدولية" قد اصدرت تقريراً بالإنكليزية تحت عنوان "سياسات لبنان: الطائفة السنية وتيار المستقبل". يتناول التقرير في 39 صفحة عرضاً شاملاً للتطورات التي طرأت على "الساحة السنية في لبنان" بقيادة سعد الحريري بعد اغتيال والده. ويستمد التقرير نتائجه وتحليلاته السياسية من بحث ميداني طويل قام خلاله فريق عمل المجموعة بمقابلات مع مسؤولين وكوادر في تيار المستقبل وممثلين لمعظم الأحزاب والتيارات اللبنانية إضافة إلى الباحثين والمحللين والصحافيين.
وقد تضمن التقرير دراسة مفصلة للتطورات التي واجهها تيار المستقبل منذ اغتيال الرئيس رفيق الحريري وما حققه من انتشار واسع على صعيد الطائفة السنية ثم عرض التقرير للتغيرات التي حصلت بعد ترؤس سعد الحريري للحكومة وانعكاس ذلك على صعيد موقفه وادائه كما قدم التقرير مجموعات نصائح للحريري لاعادة ترتيب وضع التيار ومما جاء في التقرير:
تمثلت الحصيلة الإجمالية للتطورات بعد اغتيال رفيق الحريري في تعزيز هيمنة تيار المستقبل على الطائفة السنية، من جهة، وسيطرة سعد الحريري على تيار المستقبل من جهة أخرى. صُعِقَ السنة مما حصل في ايار /فاتحدوا جميعاً خلف تيار المستقبل. وبات يُنظر إلى أي انشقاق على أنه يرقى إلى الخيانة. في حزيران 2009، ونظراً الى الاقبال السني الكبير على الانتخابات، فاز التيار في الانتخابات النيابية. فوز بدا انعكاساً للتضامن المذهبي، معلناً سعد الحريري زعيماً سنياً أوحد. غير أن الانتصار الواضح لتيار المستقبل ساهم أيضاً في إحداث تغيرات محلية وإقليمية مهمة. لقد أزال قبول سوريا بنتائج الانتخابات واختيار الحريري رئيساً للوزراء العقبات من طريق المصالحة السعودية - السورية التي كانت بدأت في وقت سابق من السنة. شجعت الرياض تطبيع العلاقات بين سوريا ولبنان، خصوصاً عبر ضغطها على الحريري لزيارة دمشق، وهي الزيارة المثقلة بالاعتبارات العاطفية والسياسية. حالما جرى انتخاب سعد الحريري، سارع إلى مد يده إلى المعارضة، التي ردت على مبادرته بالمثل. مبادرة أتاحت له قيادة حكومة وحدة وطنية تبدو قدرتها على العمل مرهونة بالإجماع. ويختم التقرير :الآن، لكي يتمكن الحريري من الحكم بشكل ناجح، عليه أن يدفع هذا التطور خطوة أخرى إلى الأمام. لا يزال هناك المزيد مما ينبغي فعله من أجل عكس النمو في المشاعر الطائفية وتعميق عملية تطبيع العلاقات السورية اللبنانية. سيكون على الحريري أن يتخلى عن موقعه بحكم الأمر الواقع كزعيم سني ويوزع سلطاته على التيار الذي ينبغي أن يصبح أكثر مؤسسية، أي تحويله حزباً يقوم على آليات صنع قرار واضحة وخاضعة للمساءلة، وإطار سياسي واضح وكوادر احترافية، وأيضاً على هيئات دينية بحاجة إلى مزيد من الإصلاح وتعزيز قدرتها على إدارة شؤون الطائفة ومنع انحدارها نحو التطرف. وفي الإطار عينه، سيترتب على الحريري أن يبتعد تدريجياً عن السياسة الطائفية والزبائنية التي اتبعها التيار بشكل كبير خلال السنوات الخمس الماضية. لا شك في أن إحدى تبعات هذه العملية سيتمثل في ظهور قدر أكبر من المنافسة من خصومه السنة وفقدان هيمنته الكلية، غير أنه - وعلى افتراض تراجع التوترات الطائفية - فإن هذه التبعات أمر محتوم. إذا كانت الغاية هي تحقيق الاستقرار في لبنان وتعزيز إنمائه والحؤول دون عودته إلى الاقتتال الطائفي، فإن هذا ثمن سيتحتم على الحريري دفعه. كما ستكون هذه أفضل طريقة يتّبعها للمحافظة على العناصر الأكثر تميزاً في الإرث الذي تركه والده.