ارشيف من :آراء وتحليلات
أسطول الحرية ... فاتحة لتاريخ جديد للقضية الفلسطينية!
عقيل الشيخ حسين
في التاسع عشر من نيسان/أبريل الماضي، أجرت الـ بي بي سي استطلاعاً للرأي في 28 بلداً حول صورة " إسرائيل" في العالم. وجاءت النتيجة لتؤكد أن "إسرائيل" هي في عداد البلدان الأشد إثارة للمقت، حيث لم تزد نسبة المؤيدين لها عن 19 بالمئة من مجموع المقترعين.
وحتى هذه النسبة الضئيلة، لم تتحقق إلا بفضل المقترعين في بلدين اثنين هما الولايات المتحدة و... كينيا (بسبب تحدر أصول أوباما من هذا البلد!!!).
أما أكثر النتائج سوءاً فقد سجلت في مصر (برغم التطبيع والعلاقات والسياسات الرسمية). وفي تركيا التي كانت حتى الأمس القريب حليفة "إسرائيل" الأولى في المنطقة، بعد اندحار حليفها الشاهنشاهي.
ولا يعود ذلك إلى كون مصر وتركيا بلدين إسلاميين. فصورة "إسرائيل" قبيحة أيضاً، على ما بينه الاستطلاع، في بلدان كالبرازيل وألمانيا وتايلند وغيرها... 9 بالمئة يؤيدون "إسرائيل" في إسبانيا والبرتغال، و2 بالمئة في اليابان.
وكل هذا قبل حوالى 40 يوماً من هجوم كوماندوس الجيش الإسرائيلي على أسطول الحرية. وقبل أن تقوم الـ بي بي سي أو غيرها بإجراء استطلاع للرأي حول صورة "إسرائيل" التي شهدت المزيد والمزيد من التدهور بعد هذا الهجوم.
لكن عدم إجراء مثل هذا الاستطلاع لا يحجب التدهور المستجد في صورة "إسرائيل". فمظاهرات الاستنكار الحاشدة عمت عواصم العالم ومدنه الكبرى. وكلها أدانت السياسات الإسرائيلية وطالبت بفك الحصار عن غزة، وبطرد السفراء الإسرائيليين... وعبرت عن مدى التحول العميق، على مستوى الرأي العام، لمصلحة القضية الفلسطينية.
وعلى المستوى الرسمي، سفراء إسرائيليون يستدعون في الكثير من العواصم إلى وزارات الخارجية ليتم إبلاغهم استنكار الحكومات للتصرف الإسرائيلي. وسفراء يغادرون "إسرائيل" بطلب من حكوماتهم. وبلدان عديدة تلغي زيارات كانت مقررة لمسؤولين إسرائليين إلى تلك البلدان، وبالعكس.
حتى وزير الخارجية الفرنسي، برنار كوشنير، المعروف بشدة ولائه لـ "إسرائيل"، وصل إلى حد المطالبة بإجراء تحقيق دولي سريع وذي مصداقية وبفرض عقوبات على الدولة العبرية، معتبراً أن هجوم الجيش الإسرائيلي على أسطول المساعدات خطأ كبير، إن لم يكن خطيئة كبرى!
أما تقديم مساعدة لأهل غزة، فقد أصبح الآن "أولوية أميركية"، على ما صرح به مايك هامر، الناطق الرسمي باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض!
جمعيات يهودية عديدة شاركت في تظاهرات الاستنكار، والكثير من يهود الشتات أبدوا تخوفهم من الانعكاسات السلبية حتى على وجودهم في بلدان الشتات جراء العنجهية الإسرائيلية.
والأشد فداحة في كل ذلك هو تدهور صورة "إسرائيل" في أعين الكثير من الإسرائيليين. صحيفة معاريف كتبت ما حرفيته: "في هذه الأزمنة الصعبة ليس لدينا رئيس حكومة، ولا وزير خارجية ولا حكومة من النوع الذي تحتاج إليه إسرائيل"، موضحة أن غالبية الوزراء "يبعثون على الرثاء وعديمو النفع".
وبالمعنى ذاته، كتبت ها آرتز: "هنالك سبعة معتوهين في حكومة نتنياهو الأمنية". وعن الإخفاق المجلجل الذي منيت به "إسرائيل" جراء هجومها على أسطول الحرية، كتبت "يديعوت أحرونوت": "ليست هنالك مكنسة عريضة بما يكفي لإخفاء هذا الإخفاق تحت البساط".
والخلاصة مطالبات بتنحية إيهود باراك واعترافات بأن العملية قد "عززت مواقع المحور المكون من تركيا وإيران وسوريا وحزب الله وحماس".
وبالإضافة إلى المأزق الذي وقعت فيه "إسرائيل" نتيجة للعملية الفاشلة، يبدو أن مآزق أخرى أشد نكاية ترتسم في الأفق. فالعمل جار على قدم وساق لإطلاق مبادرات جديدة لكسر الحصار على غزة. وبهذا الصدد، قال الكاتب السويدي هانينغ مانكل الذي كان في جملة من اعتقلهم الجيش الإسرائيلي على ظهر أسطول الحرية: "ما الذي سيحدث عندما نأتي بأسطول يضم مئات السفن؟ هل سيلقون علينا قنبلة ذرية؟".
أما النائب البريطاني السابق، جورج غالاوي، والمعروف بتأييده المطلق للقضية الفلسطينية، فقد خاطب الجماهير المحتشدة بقوله: "سنذهب مجدداً إلى غزة، براً وبحراً". وقد نسمع قريباً عن مبادرات لفك الحصار المفروض على غزة... بواسطة أساطيل من الطائرات.
لقد فتح أسطول الحرية، وخصوصاً طريقة الإسرائيليين الهمجية في التعامل مع هذه الظاهرة، تاريخاً جديداً ليس فقط لقضية غزة. بل أيضاً للقضية الفلسطينية ولسائر القضايا العادلة في العالم. تاريخاً أوله تمرغ "إسرائيل" وحماتها والمتواطئين معها في كل هذا الوحل، وآخره آخرة "إسرائيل" وحماتها والمتواطئين معها.
في التاسع عشر من نيسان/أبريل الماضي، أجرت الـ بي بي سي استطلاعاً للرأي في 28 بلداً حول صورة " إسرائيل" في العالم. وجاءت النتيجة لتؤكد أن "إسرائيل" هي في عداد البلدان الأشد إثارة للمقت، حيث لم تزد نسبة المؤيدين لها عن 19 بالمئة من مجموع المقترعين.
وحتى هذه النسبة الضئيلة، لم تتحقق إلا بفضل المقترعين في بلدين اثنين هما الولايات المتحدة و... كينيا (بسبب تحدر أصول أوباما من هذا البلد!!!).
أما أكثر النتائج سوءاً فقد سجلت في مصر (برغم التطبيع والعلاقات والسياسات الرسمية). وفي تركيا التي كانت حتى الأمس القريب حليفة "إسرائيل" الأولى في المنطقة، بعد اندحار حليفها الشاهنشاهي.
ولا يعود ذلك إلى كون مصر وتركيا بلدين إسلاميين. فصورة "إسرائيل" قبيحة أيضاً، على ما بينه الاستطلاع، في بلدان كالبرازيل وألمانيا وتايلند وغيرها... 9 بالمئة يؤيدون "إسرائيل" في إسبانيا والبرتغال، و2 بالمئة في اليابان.
وكل هذا قبل حوالى 40 يوماً من هجوم كوماندوس الجيش الإسرائيلي على أسطول الحرية. وقبل أن تقوم الـ بي بي سي أو غيرها بإجراء استطلاع للرأي حول صورة "إسرائيل" التي شهدت المزيد والمزيد من التدهور بعد هذا الهجوم.
لكن عدم إجراء مثل هذا الاستطلاع لا يحجب التدهور المستجد في صورة "إسرائيل". فمظاهرات الاستنكار الحاشدة عمت عواصم العالم ومدنه الكبرى. وكلها أدانت السياسات الإسرائيلية وطالبت بفك الحصار عن غزة، وبطرد السفراء الإسرائيليين... وعبرت عن مدى التحول العميق، على مستوى الرأي العام، لمصلحة القضية الفلسطينية.
تقديم مساعدة لأهل غزة فقد أصبح الآن "أولوية أميركية"
|
حتى وزير الخارجية الفرنسي، برنار كوشنير، المعروف بشدة ولائه لـ "إسرائيل"، وصل إلى حد المطالبة بإجراء تحقيق دولي سريع وذي مصداقية وبفرض عقوبات على الدولة العبرية، معتبراً أن هجوم الجيش الإسرائيلي على أسطول المساعدات خطأ كبير، إن لم يكن خطيئة كبرى!
أما تقديم مساعدة لأهل غزة، فقد أصبح الآن "أولوية أميركية"، على ما صرح به مايك هامر، الناطق الرسمي باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض!
جمعيات يهودية عديدة شاركت في تظاهرات الاستنكار، والكثير من يهود الشتات أبدوا تخوفهم من الانعكاسات السلبية حتى على وجودهم في بلدان الشتات جراء العنجهية الإسرائيلية.
والأشد فداحة في كل ذلك هو تدهور صورة "إسرائيل" في أعين الكثير من الإسرائيليين. صحيفة معاريف كتبت ما حرفيته: "في هذه الأزمنة الصعبة ليس لدينا رئيس حكومة، ولا وزير خارجية ولا حكومة من النوع الذي تحتاج إليه إسرائيل"، موضحة أن غالبية الوزراء "يبعثون على الرثاء وعديمو النفع".
وبالمعنى ذاته، كتبت ها آرتز: "هنالك سبعة معتوهين في حكومة نتنياهو الأمنية". وعن الإخفاق المجلجل الذي منيت به "إسرائيل" جراء هجومها على أسطول الحرية، كتبت "يديعوت أحرونوت": "ليست هنالك مكنسة عريضة بما يكفي لإخفاء هذا الإخفاق تحت البساط".
والخلاصة مطالبات بتنحية إيهود باراك واعترافات بأن العملية قد "عززت مواقع المحور المكون من تركيا وإيران وسوريا وحزب الله وحماس".
وبالإضافة إلى المأزق الذي وقعت فيه "إسرائيل" نتيجة للعملية الفاشلة، يبدو أن مآزق أخرى أشد نكاية ترتسم في الأفق. فالعمل جار على قدم وساق لإطلاق مبادرات جديدة لكسر الحصار على غزة. وبهذا الصدد، قال الكاتب السويدي هانينغ مانكل الذي كان في جملة من اعتقلهم الجيش الإسرائيلي على ظهر أسطول الحرية: "ما الذي سيحدث عندما نأتي بأسطول يضم مئات السفن؟ هل سيلقون علينا قنبلة ذرية؟".
أما النائب البريطاني السابق، جورج غالاوي، والمعروف بتأييده المطلق للقضية الفلسطينية، فقد خاطب الجماهير المحتشدة بقوله: "سنذهب مجدداً إلى غزة، براً وبحراً". وقد نسمع قريباً عن مبادرات لفك الحصار المفروض على غزة... بواسطة أساطيل من الطائرات.
لقد فتح أسطول الحرية، وخصوصاً طريقة الإسرائيليين الهمجية في التعامل مع هذه الظاهرة، تاريخاً جديداً ليس فقط لقضية غزة. بل أيضاً للقضية الفلسطينية ولسائر القضايا العادلة في العالم. تاريخاً أوله تمرغ "إسرائيل" وحماتها والمتواطئين معها في كل هذا الوحل، وآخره آخرة "إسرائيل" وحماتها والمتواطئين معها.