ارشيف من :أخبار اليوم
مجزرة أسطول الحرية: التحقيق مع نتنياهو أما "الشييطت فلا.. والجيش يحمل يعلون المسؤولية
المقتطف العبري: أخبار ومقالات مترجمة من صحافة العدو
المصدر: "معاريف – ايلي بردنشتاين"
" اعد في الآونة الأخيرة كتاب صلاحيات للجنة الفحص بأحداث عملية السيطرة على قافلة السفن، ويبدو من المسودة التي طرحت في الهيئة الوزارية السباعية أن نتنياهو، باراك وبقية الوزراء ورئيس الاركان سيمثلون أمام اللجنة، أما المقاتلون، فسيدلون بإفاداتهم في التحقيقات الداخلية. والبيان الرسمي بخصوص التحقيق هو بعد انتهاء المشاورات مع الولايات المتحدة الأمريكية.
تبدد الغموض الذي يلف المداولات حول تشكيل اللجنة الإسرائيلية لفحص أحداث عملية السيطرة على قافلة السفن الى غزة، وقد علمت "معاريف" أنه في المداولات التي جرت أمس أعدت بشكل نهائي مسودة كتاب صلاحية لجنة الفحص التي ستشكلها الحكومة، وترتكز هذه المسودة على نتائج التحقيق العسكري الداخلي الذي ستبدأ به جهات مختلفة داخل الجيش الإسرائيلي وكذلك أيضا على النتائج التي ستتوصل إليها اللجنة برئاسة اللواء في الاحتياط غيورا آيلند التي أعلن عن تشكيلها يوم أمس رئيس الأركان غابي أشكنازي.
وبحسب مصادر سياسية فإنه عمليا أقرت الهيئة السباعية كتاب صلاحية اللجنة من الناحية المبدئية، وتتضمن هذه المسودة مبدأين أساسيين أصر عليهما رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو: إن اللجنة التي ستشكل لا تحقق مع جنود الجيش الإسرائيلي، لكن يسمح لها ان تستدعي إلى التحقيق رئيس الحكومة ووزير الدفاع إيهود باراك ورئيس الأركان غابي أشكنازي وبقية الوزراء.
وبناءا على توجيهات واضحة من نتنياهو، فإن هاذين المبدأين قد دمجا في كتاب الصلاحية يوم أمس، وحظيا بتأييد كل المشاركين في الهيئة السباعية الوزارية. وأوضحت مصادر وزارية يوم أمس أن السبب الذي أخر إعلان الحكومة عن تشكيل لجنة الفحص، هو المشاورات التي تجرى مع جهات دولية، من بينها إدارة أوباما.
وبحسب مصادر سياسية، لأن الأمر في الأساس يتعلق بمطلب من المجتمع الدولي، من الحيوي إنهاء المشاورات في الموضوع مع الولايات المتحدة الأمريكية ومع " حكومات مسؤولة" أخرى في العالم قبل الإعلان عن القرار بصورة علنية.
وفي موازاة ذلك يواصلون في محيط رئيس الحكومة العمل على التقدم في الإجراءات الإدارية التي تسمح ببدء عمل اللجنة بأقصر فترة ممكنة.
وبمعزل عن لجان التحقيق الإسرائيلية، من المتوقع أن تحقق في أحداث قافلة السفن البحرية إلى غزة أيضا لجنة دولية من قبل الأمم المتحدة، التي دعى إلى تشكيلها مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في الأسبوع الماضي. وبحسب الموقف الإسرائيلي الرسمي في الحكومة والجيش، فإنهما سيرفضان التعاون مع لجنة من هذا النوع".
ـــــــــــــــ
" تلقت التصريحات القاسية الصادرة عن نائب رئيس الحكومة موشيه يعلون، ضد المتورطين في قضية القافلة المتجهة إلى غزة، موجة من الردود، والانتقادات من الجيش والحكومة. ففي أعقاب كلام الوزير موشيه يعلون، قال مسؤول كبير في الجيش الإسرائيلي أن يعلون "كان رئيس الحكومة فعليا خلال الحادثة، والمسؤولية ملقاة عليه".
واعترف الوزير يعلون انه خلال عملية السيطرة على سفينة "مرمرة" حدث خطأ، لكنه وجه أصبع الاتهام إلى جهات لم يعلنها. وقال "بدل تقديم تنويهات، فان شيئا كان يبدو انه ليس على ما يرام، شيء لم يعمل وفقا لإجراء المعركة". وفي لقاء داخل الكنيست مع رؤساء السلطات التابعين للكيود، قال أيضا أن "قرار إيقاف القافلة كان صحيح، لكن هناك مكان للتعديل، وأنا لن ادخل إلى التفاصيل".
مصدر في الجيش الإسرائيلي رفض بازدراء ادعاءات يعلون. وقال "إذا لم يكن هناك إجراء معركة، لماذا لم يهتم لان يكون هناك واحد؟، لماذا بعد عدة ساعات على القافلة لم يقم باستشارات ولم يرسل الوزراء لإجراء مقابلات على وسائل الإعلام، فقد كان رئيس الحكومة عمليا والمسؤولية ملقاة عليه (كون نتنياهو كان في خارج البلاد)".
وأضاف المسؤول الكبير في الجيش الإسرائيلي، "كان يمكن ليعلون أن يتأكد ماذا يوجد وما الذي ينقص قبل العملية، وكلامه هو محاولة لرمي المسؤولية استعدادا للجنة تحقيق".
حتى على المستوى السياسي، حيث يبدو أن تبادل الاتهامات قد بدأ استعدادا لإنشاء لجنة فحص للأحداث، لم يحبوا سماع كلام رئيس الأركان السابق. وقالوا أن "يعلون نسي من كان في ذلك الوقت رئيس الحكومة عمليا ومن كان ينبغي أن يهتم بتفاصيل هذا الموضوع. فقد بدأ بإعداد الأرضية استعدادا للجنة تحقيق ويعد لنفسه أعذار استعدادا للتحقيق".
وفي وقت لاحق، فسروا في كاديما كلام نائب رئيس الحكومة كإلقاء مسؤولية على الجيش، على الرغم من أن الآخرين رأوا في كلامه هجوم على وزير الدفاع أيهود باراك، وقال يعلون أيضا أن " القتال على السفينة كان في ظروف غير محتملة وجرى ببطولة". وأشار أيضا انه حذر من الأخطاء في التخطيط والتنفيذ قبل الحادثة.
رئيس لجنة مراقبة الدولة، عضو الكنيست يوآل حسون، قال في رد على ذلك "على ما يبدو أن شيء ما لم يعمل وفقا لإجراء المعركة، لان من أرسل جنود الجيش الإسرائيلي إلى المهمة كانت محكومة مسبقا بالفشل، لم يتخذ القرار المناسب، وهم لا يخجلون الآن من إلقاء المسؤولية على الشييطت".
ـــــــــــــــ
المصدر: "اذاعة الجيش- أليال شاحر"
"هناك حقيقة واضحة للمستوى السياسي وهي أنه لا جدوى من تشكيل لجنة فحص للتحقيق باحداث قافلة السفن الى غزة، إذا لم يقبل بها العالم، والولايات المتحدة الأمريكية أشارت أمس الى أنها غير مسرورة من طاقم الفحص الذي قررت إسرائيل تشكيله. وإذا كان الامر كذلك- من المتوقع حصول تغييرات . وفي هذه الأثناء أمر أمس الوزير يشاي بمنع دخول كل المواطنين الأجانب الى إسرائيل الذين شاركوا في قافلة السفن التي كانت متوجهة الى غزة.
إجتمعت هذا الصباح الهيئة الوزارية السباعية من اجل البحث في تشكيل لجنة الفحص بأحداث قافلة السفن الى غزة، وأيضا بإمكانية تخفيض الإجراءات التي يفرضها الحصار على غزة.
هذا وما يزالون في القدس ينتظرون الرد الأمريكي في مسألة لجنة التحقيق ، وبحسب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية فيليب كراولي الذي المح أمس في حديثه مع الصحفيين الى أن واشنطن غير مرتاحة على وجه الخصوص من طاقم الفحص الذي قرر وزراء الهيئة السباعية الإسرائيلية تشكيله وأضاف إن المشاركة الدولية هي أمر حيوي من أجل أن يكون التحقيق موضوعي وأمين" يذكر أن وزراء السباعية قرروا وضع مراقبين اثنين أجنبيين في اللجنة التي ستشكل، لكن يبدو أن الامريكيين يريدون أكثر من ذلك.
من الواضح للمستوى السياسي في اسرائل أنه اذا لم تكن اللجنة مقبولة على دول العالم، فإنه لا فائدة منها ، لذا إذا أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية أن التشكيلة الحالية للجنة غير كافية بالنسبة لهم، فإنه يتوجب على وزراء السباعية أن يجتمعوا لإجراء تغييرات في صلاحية اللجنة والقانونيين الذين يشكلون اللجنة.
بهذه الاثناء أمر وزير الداخلية إيلي يشاي مدير عام سلطة الهجرة والسكان بأن يمنع كليا دخول كل الأجانب الذين شاركوا في قافلة السفن الى اسرائيل".
ـــــــــــ
" على الصحفيين ان يكون غير مبالين بالموضوعات التي يقومون بتغطيتها، ومع ذلك فاني اشعر بالحزب وباضاعة الفرصة، بما يتعلق بازمة العلاقات مع تركيا. يشتد لدي الام ان اسمع خطابات الكراهية من رجب طيب اردوغان المخصصة ضد اسرائيل، او أن اسمع وزير الخارجية افيغدور ليبرمان يرد عليه. لسنا دولة كذابين وقتلة كما يزعم اردوغان، وليست تركيا ايران التي تسعى الى محو اسرائيل عن الخريطة، كما يعتقد ليبرمان.
كان الحلف مع تركيا الى جانب السلام مع الأردن أهم تعويض حصلت عليه اسرائيل في مسيرة السلام في مدريد واوسلو. لقد تجاوز التعاون الأمني، والتجارة المتبادلة والسياحة الرؤيا، كل التوقعات. لم ينبع ذلك فقط من ظرف مؤقت بين المصالح، فهناك الكثير من التشابه بين دولة اسرائيل والجمهورية التركية.
رئيسا الحكومة الأولان، دافيد بن غوريون وموشيه شريت تحدثا التركية، فقد درس بن غوريون الحقوق في كوشتا. وخدم شريت ضابطا في الجيش العثماني في الحرب العالمية الاولى. وكان مصطفى كمال اتاتورك، ويده اليمنى عصمت اينونو قائدين كبيرين في الجبهة على أرض اسرائيل.
الرابط العقائدي أهم من التماثل التاريخي . تمرد بن غوريون واتاتورك على الوسط الديني الذي ترعرعا فيه، وأنشآ دولتين علمانيتين تتطلعان الى الغرب. كانت الرسمية البن غورنية نسخة اسرائيلية من الكمالية التركية، وقد صارعت مثلها المتدينين وتأثيرهم. كذلك أدواء الدولتين متشابهة فهناك العلاقة المشكلة للأقليات وتأثير الجيش الزائد الذي بلغ في تركيا حد الانقلابات العسكرية.
في بدء التسعينيات، كان يبدو بقيادة اسحاق رابين وتانسو شيلر أن العلمانية الغربية تنطلق قدما نحو النصر التاريخي في الدولتين اللتين كادتا تحتلان مكانهما الذي تستحقانه في مجموعة الديمقراطيات المتقدمة. طرقت تركيا أبواب الاتحاد الأوروبي، وتمتعت اسرائيل بثمار التطبيع والعولمة بعقب مدريد واوسلو.
استوعبت اسرائيل آنذاك مليون مهاجر من الاتحاد السوفياتي السابق، وهم علمانيون خلّص، غيروا تماما وجه المجال العام وأبعدوا المتدينين عن الأنظار. لكن التغيير كان قصيرا. فقد فعلت الديمقراطية فعلها: فـ 45 في المائة من طلاب الصفوف الأولى من اليهود يذهبون اليوم الى مدارس رسمية – دينية وحريدية، بزيادة 13 في المائة في العقد الأخير. أما تركيا التي رفضها الاتحاد الاوروبي فجرى عليها شيء مشابه من تقوي الدين. تطور في الدولتين استقطاب آسر: فمن جهة شركات هايتك وصناعة متقدمة ومن جهة أخرى كنس ومساجد مملوءة؛ وحياة ليلية عاصفة ولباس قصير الى جانب غطاء الرأس وتقبيل عضاضات الأبواب.
تسيطر على أنقرة والقدس اليوم حكومتان تسعيان الى نقد عرى التراث الكمالي وتراث بن غوريون. وتتغذى عقيدتهما من الدين والتراث، حتى لو كان اردوغان وبنيامين نتنياهو يلبسان حللا ورباطات عنق. يعمل حزب اردوغان في اضعاف الجيش وجهاز القضاء وهما من أساطيل الكمالية. ويتم ذلك في اسرائيل على نحو يختلف قليلا فقد غدا وزن المتدينين يزداد في القيادة العسكرية، وتتجاهل الحكومة قرارات محكمة العدل العليا.
عندما يسعى اردوغان الى الجامعة الاسلامية، ويجري نتنياهو معركة صد سياسي للعالم كله ويرعى اسرائيلية يهودية تكره الاقليات والاجانب يكون الصدام محتوما. لقد كشفت "أزمة الرحلة البحرية" عن الآراء المسبقة والنمطية التي كانت متوارية طوال سني الصداقة: فهناك تصورات معادية للسامية في تركيا، والترفع الاسرائيلي عن المسلمين وثقافتهم. وقد نسينا أن اردوغان الفظيع عرف كيف يعمل مع اريئيل شارون وايهود اولمرت، وضبط نفسه مع الاخلال بالسيادة التركية مع قصف المفاعل السوري.
لكن لا يمكن ان نتهم القادة والاحزاب في الأزمة فقط. فنحن، الاسرائيليين العلمانيين الذين نتجه الى الغرب، لم نحاول حقا الاقتراب من أشباهنا من الاتراك. كان بلدهم وما يزال غاية جذابة للعطل، والأعمال وتدريبات سلاح الجو لا أكثر. اهتممنا دائما بما يحدث في نيويورك ولندن وباريس وتجاهلنا أنقرة واسطنبول. لم نبن هيكل علاقات انسانية وفضولا متبادلا، يبقى مع التقلبات السياسية. وقد أصبح الوقت الآن متأخرا جدا وهذا مؤسف".
ــــــــــــــ
المصدر: "معاريف ـ روتي سيناي"
" الجدل والسؤال حول وجود أزمة انسانية تمكّن من خرق الحصار الاسرائيلي على غزة، يذكر قليلا بنقاش حول هل يوجد في اسرائيل بالفعل 1.6 مليون فقير أم أن طريقة القياس فاسدة. لنفرض أن العدد مبالغ فيه، وأنه يعيش في اسرائيل مليون شخص "فقط" تحت خطر الفقر، وأن 600 ألف ارتفعوا فوق الخط بـ 50 شيكلا أو مائة او حتى 500 . أيعني ذلك أن حياتهم على ما يرام؟
أسباب الحصار الاسرائيلي تتغير. مرة يقولون إنه يهدف الى منع دخول السلاح، وأخرى يقولون إنه يهدف الى اسقاط سلطة حماس. ويقولون منذ الرحلة البحرية إنه يرمي الى منع اقامة ميناء ايراني في البحر المتوسط. ومن الحقائق ان الحصار لم يمنع تهريب الصواريخ والبنادق. فقد عزز حماس التي تثري من الأرباح التي تجبيها من المهربين وتجند اخلاص السكان لكونها رب العمل شبه الوحيد في القطاع، بعد ان سببت اسرائيل تدمير البنى التحتية الاقتصادية.
كان يمكن منع تهريب ا لسلاح بشتى الوسائل لا بحصار شامل، لكن للجميع مصلحة في وجود الحصار البري والبحري. فاسرائيل تريد أن تسبب معاناة للسكان ليسقطوا حماس. من يسقط السلطة؟ أهم العمال في مؤسسات السلطة؟ أم حفار الأنفاق المثرون؟ أم الأولاد الحفاة ذوو المخاط السائل من الأنوف، من الجيل الثالث والرابع من اللاجئين؟ من؟ اسرائيل تعاقب سكان غزة لأنهم لم يسقطوا حماس، ولم يفضوا الى تحرير غلعاد شليت، ولأنهم ما زالوا يطلقون علينا الصواريخ من أرضهم برغم الانفصال.
لحماس عناية واضحة بالوضع الذي يمكنها من أن تجمع المال والسلطة؛ وتريد مصر فقط الخلاص من الأزمة التي اسمها غزة وأن تمنع فرار مئات آلاف من الغزيين الى أراضيها؛ ووجدت تركيا هدفا يمكن أن تجمع حوله وأن تقود العالم الاسلامي؛ ومنظمات السلام، ومنظمات الأرهاب، والسماسرة، والقوادون، كلهم ينمو فوق ظهور البؤساء في غزة.
لقد أصبحنا شعبا منتقما حقودا لا يرى بؤس جيرانه بعد أن غسلوا أدمغة مدة سنين وعلمونا أن ألم الجانب الثاني لا يشبه ألمنا، وأن حزن أم عربية لموت ابنها ليس عميقا كحزن أم يهودية.
وبعد كل ذلك، نشعر بالاهانة للانتقاد ولا نفهم لماذا لا يمتدح العالم الجيش الاسرائيلي لأنه أرسل جنود كوماندو للاستيلاء على "مرمرة" . أترون؟ إن العالم كله في الحقيقة ضدنا".
ـــــــــــــــ
المصدر: "إسرائيل هيوم – يهوشع سوبول"
" رد الدعاية الإسرائيلية على الفوضى الدولية التي نشأت في أعقاب قضية سفينة "مرمرة" كشفت عدة حقائق مثيرة لم يكن الجمهور في إسرائيل مطلع عليها حتى الآن. الدعاية الإسرائيلية قدمت للعالم انه خلال العام 2009 عبر من إسرائيل إلى القطاع حوالي مليون طن من المواد السلع.
وتبين أيضا من الدعاية الإسرائيلية انه فقط في الفصل الأول من العام 2010 دخل من إسرائيل إلى القطاع حوالي 100 ألف طن من السلع والأدوية. كذلك أيضا تزود إسرائيل سكان القطاع بالوقود والكهرباء، ويصل مئات الفلسطينيين للعلاج الطبي في إسرائيل.
يبدو انه باستثناء السلاح والذخائر تزود إسرائيل القطاع تقريبا بكل شيء. صحيح انه بحسب معطيات المنظمات الإنسانية، في السنوات التي سبقت الحصار، زودت إسرائيل القطاع ببضائع بكميات بلغت أربع أضعاف الكميات التي زودت منذ الحصار، لكن هذه البضائع يقوم الآن 900 نفق يربط القطاع بالجانب الآخر للحدود مع مصر بتزويدها. 900 نفق يشكل عرضهم عشر طرقات سريعة. لكن على الرغم من أن الحركة في الأنفاق لا تجري بنفس السرعة على الطريق رقم 6، يبدو أن كميات البضائع التي تنقل داخل 900 شريان تحت الأرض، لا تقل كثيرا عن البضائع التي تنقل في يوم واحد على طرقاتنا. يمكن أن نستخرج هذه المعلومات من الصور التي تنشر عمن قبل الدعاية الإسرائيلية، وتظهر الأسواق في غزة مليئة بالمنتجات.
بشكل عام يتم عبر الطرقات تحت الأرض ضخ القطاع أيضا بوسائل قتالية من دون عائق، بعيدا عن رقابة إسرائيل. ما بقي هو فقط بحر غزة، لا تزال تفرض إسرائيل عليه حصار، في حين أن التزود بالبضائع يتدفق من كل الاتجاهات. بما في ذلك الحدود مع إسرائيل.
بإجمال أربع سنوات من الحصار على غزة، يمكن أن تسجل إسرائيل لنفسها انتصارين، من جانب هذا الحصار منح سكان غزة الذرائع الكافية لتطوير القطاع السفلي الذي يضخ إلى القطاع بضائع تتضمن وسائل قتالية، ومن جانب آخر نجحت إسرائيل أن تجعل لنفسها اسم سيء بتجويع الناس المدنيين الأبرياء، وهي في الطريق للحصول على مركز الدولة المجذومة والمنبوذة.
الحصار على غزة أفاد حماس أساسا، والتي حولتها إسرائيل، من خلال هذا الحصار الأخرق، من منظمة إرهابية مجرمة إلى ضحية بريئة في نظر العالم بأسره. في نفس الوقت نجحت السياسة الفاشلة هذه في أن تدفع سكان غزة إلى أذرع حماس. قاعدة ثابتة هي أن العقاب الجماعي يعمل كالسهم المرتد، فهو يثير الكراهية تجاه المعاقب، ويرص صفوف الشعب حول من يتلقى العقاب. عندما عاقبت سلطات الانتداب البريطاني السكان اليهود بفرض حظر تجول، والقيام بعمليات تفتيش وإبعاد زعماء ، تراصت اليهودية حول الهاغانا وحول القيادة.
سياسي إسرائيلي شجاع وعظيم كان ليعلن عن أن التجربة المتراكمة في السنوات الأربع الأخيرة تثبت بان الحصار حقق عكس ما أرادت منه إسرائيل تحقيقه، وان استمرار الحصار الفاشل هذا يمس بإسرائيل وبأمنها ولا يفيد سوى حماس.
من الصعب الاعتراف بهذا الخطأ ولكن سيكون أصعب بكثير وأكثر إيلاما تحمل نتائج استمرار السياسة المغلوطة التي ولدت هذا الفعل المنكر".
التحقيق مع نتنياهو أما "الشييطت فلا..
المصدر: "معاريف – ايلي بردنشتاين"
" اعد في الآونة الأخيرة كتاب صلاحيات للجنة الفحص بأحداث عملية السيطرة على قافلة السفن، ويبدو من المسودة التي طرحت في الهيئة الوزارية السباعية أن نتنياهو، باراك وبقية الوزراء ورئيس الاركان سيمثلون أمام اللجنة، أما المقاتلون، فسيدلون بإفاداتهم في التحقيقات الداخلية. والبيان الرسمي بخصوص التحقيق هو بعد انتهاء المشاورات مع الولايات المتحدة الأمريكية.
تبدد الغموض الذي يلف المداولات حول تشكيل اللجنة الإسرائيلية لفحص أحداث عملية السيطرة على قافلة السفن الى غزة، وقد علمت "معاريف" أنه في المداولات التي جرت أمس أعدت بشكل نهائي مسودة كتاب صلاحية لجنة الفحص التي ستشكلها الحكومة، وترتكز هذه المسودة على نتائج التحقيق العسكري الداخلي الذي ستبدأ به جهات مختلفة داخل الجيش الإسرائيلي وكذلك أيضا على النتائج التي ستتوصل إليها اللجنة برئاسة اللواء في الاحتياط غيورا آيلند التي أعلن عن تشكيلها يوم أمس رئيس الأركان غابي أشكنازي.
وبحسب مصادر سياسية فإنه عمليا أقرت الهيئة السباعية كتاب صلاحية اللجنة من الناحية المبدئية، وتتضمن هذه المسودة مبدأين أساسيين أصر عليهما رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو: إن اللجنة التي ستشكل لا تحقق مع جنود الجيش الإسرائيلي، لكن يسمح لها ان تستدعي إلى التحقيق رئيس الحكومة ووزير الدفاع إيهود باراك ورئيس الأركان غابي أشكنازي وبقية الوزراء.
وبناءا على توجيهات واضحة من نتنياهو، فإن هاذين المبدأين قد دمجا في كتاب الصلاحية يوم أمس، وحظيا بتأييد كل المشاركين في الهيئة السباعية الوزارية. وأوضحت مصادر وزارية يوم أمس أن السبب الذي أخر إعلان الحكومة عن تشكيل لجنة الفحص، هو المشاورات التي تجرى مع جهات دولية، من بينها إدارة أوباما.
وبحسب مصادر سياسية، لأن الأمر في الأساس يتعلق بمطلب من المجتمع الدولي، من الحيوي إنهاء المشاورات في الموضوع مع الولايات المتحدة الأمريكية ومع " حكومات مسؤولة" أخرى في العالم قبل الإعلان عن القرار بصورة علنية.
وفي موازاة ذلك يواصلون في محيط رئيس الحكومة العمل على التقدم في الإجراءات الإدارية التي تسمح ببدء عمل اللجنة بأقصر فترة ممكنة.
وبمعزل عن لجان التحقيق الإسرائيلية، من المتوقع أن تحقق في أحداث قافلة السفن البحرية إلى غزة أيضا لجنة دولية من قبل الأمم المتحدة، التي دعى إلى تشكيلها مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في الأسبوع الماضي. وبحسب الموقف الإسرائيلي الرسمي في الحكومة والجيش، فإنهما سيرفضان التعاون مع لجنة من هذا النوع".
ـــــــــــــــ
مسؤول كبير في الجيش يرد على يعلون: إدارة المعركة.. مسؤوليتك
المصدر: "يديعوت احرونوت"" تلقت التصريحات القاسية الصادرة عن نائب رئيس الحكومة موشيه يعلون، ضد المتورطين في قضية القافلة المتجهة إلى غزة، موجة من الردود، والانتقادات من الجيش والحكومة. ففي أعقاب كلام الوزير موشيه يعلون، قال مسؤول كبير في الجيش الإسرائيلي أن يعلون "كان رئيس الحكومة فعليا خلال الحادثة، والمسؤولية ملقاة عليه".
واعترف الوزير يعلون انه خلال عملية السيطرة على سفينة "مرمرة" حدث خطأ، لكنه وجه أصبع الاتهام إلى جهات لم يعلنها. وقال "بدل تقديم تنويهات، فان شيئا كان يبدو انه ليس على ما يرام، شيء لم يعمل وفقا لإجراء المعركة". وفي لقاء داخل الكنيست مع رؤساء السلطات التابعين للكيود، قال أيضا أن "قرار إيقاف القافلة كان صحيح، لكن هناك مكان للتعديل، وأنا لن ادخل إلى التفاصيل".
مصدر في الجيش الإسرائيلي رفض بازدراء ادعاءات يعلون. وقال "إذا لم يكن هناك إجراء معركة، لماذا لم يهتم لان يكون هناك واحد؟، لماذا بعد عدة ساعات على القافلة لم يقم باستشارات ولم يرسل الوزراء لإجراء مقابلات على وسائل الإعلام، فقد كان رئيس الحكومة عمليا والمسؤولية ملقاة عليه (كون نتنياهو كان في خارج البلاد)".
وأضاف المسؤول الكبير في الجيش الإسرائيلي، "كان يمكن ليعلون أن يتأكد ماذا يوجد وما الذي ينقص قبل العملية، وكلامه هو محاولة لرمي المسؤولية استعدادا للجنة تحقيق".
حتى على المستوى السياسي، حيث يبدو أن تبادل الاتهامات قد بدأ استعدادا لإنشاء لجنة فحص للأحداث، لم يحبوا سماع كلام رئيس الأركان السابق. وقالوا أن "يعلون نسي من كان في ذلك الوقت رئيس الحكومة عمليا ومن كان ينبغي أن يهتم بتفاصيل هذا الموضوع. فقد بدأ بإعداد الأرضية استعدادا للجنة تحقيق ويعد لنفسه أعذار استعدادا للتحقيق".
وفي وقت لاحق، فسروا في كاديما كلام نائب رئيس الحكومة كإلقاء مسؤولية على الجيش، على الرغم من أن الآخرين رأوا في كلامه هجوم على وزير الدفاع أيهود باراك، وقال يعلون أيضا أن " القتال على السفينة كان في ظروف غير محتملة وجرى ببطولة". وأشار أيضا انه حذر من الأخطاء في التخطيط والتنفيذ قبل الحادثة.
رئيس لجنة مراقبة الدولة، عضو الكنيست يوآل حسون، قال في رد على ذلك "على ما يبدو أن شيء ما لم يعمل وفقا لإجراء المعركة، لان من أرسل جنود الجيش الإسرائيلي إلى المهمة كانت محكومة مسبقا بالفشل، لم يتخذ القرار المناسب، وهم لا يخجلون الآن من إلقاء المسؤولية على الشييطت".
ـــــــــــــــ
إذا لم تقبل دول العالم بلجنة التحقيق الإسرائيلية فلا جدوى منها
المصدر: "اذاعة الجيش- أليال شاحر"
"هناك حقيقة واضحة للمستوى السياسي وهي أنه لا جدوى من تشكيل لجنة فحص للتحقيق باحداث قافلة السفن الى غزة، إذا لم يقبل بها العالم، والولايات المتحدة الأمريكية أشارت أمس الى أنها غير مسرورة من طاقم الفحص الذي قررت إسرائيل تشكيله. وإذا كان الامر كذلك- من المتوقع حصول تغييرات . وفي هذه الأثناء أمر أمس الوزير يشاي بمنع دخول كل المواطنين الأجانب الى إسرائيل الذين شاركوا في قافلة السفن التي كانت متوجهة الى غزة.
إجتمعت هذا الصباح الهيئة الوزارية السباعية من اجل البحث في تشكيل لجنة الفحص بأحداث قافلة السفن الى غزة، وأيضا بإمكانية تخفيض الإجراءات التي يفرضها الحصار على غزة.
هذا وما يزالون في القدس ينتظرون الرد الأمريكي في مسألة لجنة التحقيق ، وبحسب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية فيليب كراولي الذي المح أمس في حديثه مع الصحفيين الى أن واشنطن غير مرتاحة على وجه الخصوص من طاقم الفحص الذي قرر وزراء الهيئة السباعية الإسرائيلية تشكيله وأضاف إن المشاركة الدولية هي أمر حيوي من أجل أن يكون التحقيق موضوعي وأمين" يذكر أن وزراء السباعية قرروا وضع مراقبين اثنين أجنبيين في اللجنة التي ستشكل، لكن يبدو أن الامريكيين يريدون أكثر من ذلك.
من الواضح للمستوى السياسي في اسرائل أنه اذا لم تكن اللجنة مقبولة على دول العالم، فإنه لا فائدة منها ، لذا إذا أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية أن التشكيلة الحالية للجنة غير كافية بالنسبة لهم، فإنه يتوجب على وزراء السباعية أن يجتمعوا لإجراء تغييرات في صلاحية اللجنة والقانونيين الذين يشكلون اللجنة.
بهذه الاثناء أمر وزير الداخلية إيلي يشاي مدير عام سلطة الهجرة والسكان بأن يمنع كليا دخول كل الأجانب الذين شاركوا في قافلة السفن الى اسرائيل".
ـــــــــــ
الشعور باضاعة الفرصة
المصدر: "هآرتس ـ الوف بن"" على الصحفيين ان يكون غير مبالين بالموضوعات التي يقومون بتغطيتها، ومع ذلك فاني اشعر بالحزب وباضاعة الفرصة، بما يتعلق بازمة العلاقات مع تركيا. يشتد لدي الام ان اسمع خطابات الكراهية من رجب طيب اردوغان المخصصة ضد اسرائيل، او أن اسمع وزير الخارجية افيغدور ليبرمان يرد عليه. لسنا دولة كذابين وقتلة كما يزعم اردوغان، وليست تركيا ايران التي تسعى الى محو اسرائيل عن الخريطة، كما يعتقد ليبرمان.
كان الحلف مع تركيا الى جانب السلام مع الأردن أهم تعويض حصلت عليه اسرائيل في مسيرة السلام في مدريد واوسلو. لقد تجاوز التعاون الأمني، والتجارة المتبادلة والسياحة الرؤيا، كل التوقعات. لم ينبع ذلك فقط من ظرف مؤقت بين المصالح، فهناك الكثير من التشابه بين دولة اسرائيل والجمهورية التركية.
رئيسا الحكومة الأولان، دافيد بن غوريون وموشيه شريت تحدثا التركية، فقد درس بن غوريون الحقوق في كوشتا. وخدم شريت ضابطا في الجيش العثماني في الحرب العالمية الاولى. وكان مصطفى كمال اتاتورك، ويده اليمنى عصمت اينونو قائدين كبيرين في الجبهة على أرض اسرائيل.
الرابط العقائدي أهم من التماثل التاريخي . تمرد بن غوريون واتاتورك على الوسط الديني الذي ترعرعا فيه، وأنشآ دولتين علمانيتين تتطلعان الى الغرب. كانت الرسمية البن غورنية نسخة اسرائيلية من الكمالية التركية، وقد صارعت مثلها المتدينين وتأثيرهم. كذلك أدواء الدولتين متشابهة فهناك العلاقة المشكلة للأقليات وتأثير الجيش الزائد الذي بلغ في تركيا حد الانقلابات العسكرية.
في بدء التسعينيات، كان يبدو بقيادة اسحاق رابين وتانسو شيلر أن العلمانية الغربية تنطلق قدما نحو النصر التاريخي في الدولتين اللتين كادتا تحتلان مكانهما الذي تستحقانه في مجموعة الديمقراطيات المتقدمة. طرقت تركيا أبواب الاتحاد الأوروبي، وتمتعت اسرائيل بثمار التطبيع والعولمة بعقب مدريد واوسلو.
استوعبت اسرائيل آنذاك مليون مهاجر من الاتحاد السوفياتي السابق، وهم علمانيون خلّص، غيروا تماما وجه المجال العام وأبعدوا المتدينين عن الأنظار. لكن التغيير كان قصيرا. فقد فعلت الديمقراطية فعلها: فـ 45 في المائة من طلاب الصفوف الأولى من اليهود يذهبون اليوم الى مدارس رسمية – دينية وحريدية، بزيادة 13 في المائة في العقد الأخير. أما تركيا التي رفضها الاتحاد الاوروبي فجرى عليها شيء مشابه من تقوي الدين. تطور في الدولتين استقطاب آسر: فمن جهة شركات هايتك وصناعة متقدمة ومن جهة أخرى كنس ومساجد مملوءة؛ وحياة ليلية عاصفة ولباس قصير الى جانب غطاء الرأس وتقبيل عضاضات الأبواب.
تسيطر على أنقرة والقدس اليوم حكومتان تسعيان الى نقد عرى التراث الكمالي وتراث بن غوريون. وتتغذى عقيدتهما من الدين والتراث، حتى لو كان اردوغان وبنيامين نتنياهو يلبسان حللا ورباطات عنق. يعمل حزب اردوغان في اضعاف الجيش وجهاز القضاء وهما من أساطيل الكمالية. ويتم ذلك في اسرائيل على نحو يختلف قليلا فقد غدا وزن المتدينين يزداد في القيادة العسكرية، وتتجاهل الحكومة قرارات محكمة العدل العليا.
عندما يسعى اردوغان الى الجامعة الاسلامية، ويجري نتنياهو معركة صد سياسي للعالم كله ويرعى اسرائيلية يهودية تكره الاقليات والاجانب يكون الصدام محتوما. لقد كشفت "أزمة الرحلة البحرية" عن الآراء المسبقة والنمطية التي كانت متوارية طوال سني الصداقة: فهناك تصورات معادية للسامية في تركيا، والترفع الاسرائيلي عن المسلمين وثقافتهم. وقد نسينا أن اردوغان الفظيع عرف كيف يعمل مع اريئيل شارون وايهود اولمرت، وضبط نفسه مع الاخلال بالسيادة التركية مع قصف المفاعل السوري.
لكن لا يمكن ان نتهم القادة والاحزاب في الأزمة فقط. فنحن، الاسرائيليين العلمانيين الذين نتجه الى الغرب، لم نحاول حقا الاقتراب من أشباهنا من الاتراك. كان بلدهم وما يزال غاية جذابة للعطل، والأعمال وتدريبات سلاح الجو لا أكثر. اهتممنا دائما بما يحدث في نيويورك ولندن وباريس وتجاهلنا أنقرة واسطنبول. لم نبن هيكل علاقات انسانية وفضولا متبادلا، يبقى مع التقلبات السياسية. وقد أصبح الوقت الآن متأخرا جدا وهذا مؤسف".
ــــــــــــــ
الحصار لم يمنع تهريب الصواريخ الى غزة
المصدر: "معاريف ـ روتي سيناي"
" الجدل والسؤال حول وجود أزمة انسانية تمكّن من خرق الحصار الاسرائيلي على غزة، يذكر قليلا بنقاش حول هل يوجد في اسرائيل بالفعل 1.6 مليون فقير أم أن طريقة القياس فاسدة. لنفرض أن العدد مبالغ فيه، وأنه يعيش في اسرائيل مليون شخص "فقط" تحت خطر الفقر، وأن 600 ألف ارتفعوا فوق الخط بـ 50 شيكلا أو مائة او حتى 500 . أيعني ذلك أن حياتهم على ما يرام؟
أسباب الحصار الاسرائيلي تتغير. مرة يقولون إنه يهدف الى منع دخول السلاح، وأخرى يقولون إنه يهدف الى اسقاط سلطة حماس. ويقولون منذ الرحلة البحرية إنه يرمي الى منع اقامة ميناء ايراني في البحر المتوسط. ومن الحقائق ان الحصار لم يمنع تهريب الصواريخ والبنادق. فقد عزز حماس التي تثري من الأرباح التي تجبيها من المهربين وتجند اخلاص السكان لكونها رب العمل شبه الوحيد في القطاع، بعد ان سببت اسرائيل تدمير البنى التحتية الاقتصادية.
كان يمكن منع تهريب ا لسلاح بشتى الوسائل لا بحصار شامل، لكن للجميع مصلحة في وجود الحصار البري والبحري. فاسرائيل تريد أن تسبب معاناة للسكان ليسقطوا حماس. من يسقط السلطة؟ أهم العمال في مؤسسات السلطة؟ أم حفار الأنفاق المثرون؟ أم الأولاد الحفاة ذوو المخاط السائل من الأنوف، من الجيل الثالث والرابع من اللاجئين؟ من؟ اسرائيل تعاقب سكان غزة لأنهم لم يسقطوا حماس، ولم يفضوا الى تحرير غلعاد شليت، ولأنهم ما زالوا يطلقون علينا الصواريخ من أرضهم برغم الانفصال.
لحماس عناية واضحة بالوضع الذي يمكنها من أن تجمع المال والسلطة؛ وتريد مصر فقط الخلاص من الأزمة التي اسمها غزة وأن تمنع فرار مئات آلاف من الغزيين الى أراضيها؛ ووجدت تركيا هدفا يمكن أن تجمع حوله وأن تقود العالم الاسلامي؛ ومنظمات السلام، ومنظمات الأرهاب، والسماسرة، والقوادون، كلهم ينمو فوق ظهور البؤساء في غزة.
لقد أصبحنا شعبا منتقما حقودا لا يرى بؤس جيرانه بعد أن غسلوا أدمغة مدة سنين وعلمونا أن ألم الجانب الثاني لا يشبه ألمنا، وأن حزن أم عربية لموت ابنها ليس عميقا كحزن أم يهودية.
وبعد كل ذلك، نشعر بالاهانة للانتقاد ولا نفهم لماذا لا يمتدح العالم الجيش الاسرائيلي لأنه أرسل جنود كوماندو للاستيلاء على "مرمرة" . أترون؟ إن العالم كله في الحقيقة ضدنا".
ـــــــــــــــ
غزة: علينا رفع الحصار لمصلحتنا
المصدر: "إسرائيل هيوم – يهوشع سوبول"
" رد الدعاية الإسرائيلية على الفوضى الدولية التي نشأت في أعقاب قضية سفينة "مرمرة" كشفت عدة حقائق مثيرة لم يكن الجمهور في إسرائيل مطلع عليها حتى الآن. الدعاية الإسرائيلية قدمت للعالم انه خلال العام 2009 عبر من إسرائيل إلى القطاع حوالي مليون طن من المواد السلع.
وتبين أيضا من الدعاية الإسرائيلية انه فقط في الفصل الأول من العام 2010 دخل من إسرائيل إلى القطاع حوالي 100 ألف طن من السلع والأدوية. كذلك أيضا تزود إسرائيل سكان القطاع بالوقود والكهرباء، ويصل مئات الفلسطينيين للعلاج الطبي في إسرائيل.
يبدو انه باستثناء السلاح والذخائر تزود إسرائيل القطاع تقريبا بكل شيء. صحيح انه بحسب معطيات المنظمات الإنسانية، في السنوات التي سبقت الحصار، زودت إسرائيل القطاع ببضائع بكميات بلغت أربع أضعاف الكميات التي زودت منذ الحصار، لكن هذه البضائع يقوم الآن 900 نفق يربط القطاع بالجانب الآخر للحدود مع مصر بتزويدها. 900 نفق يشكل عرضهم عشر طرقات سريعة. لكن على الرغم من أن الحركة في الأنفاق لا تجري بنفس السرعة على الطريق رقم 6، يبدو أن كميات البضائع التي تنقل داخل 900 شريان تحت الأرض، لا تقل كثيرا عن البضائع التي تنقل في يوم واحد على طرقاتنا. يمكن أن نستخرج هذه المعلومات من الصور التي تنشر عمن قبل الدعاية الإسرائيلية، وتظهر الأسواق في غزة مليئة بالمنتجات.
بشكل عام يتم عبر الطرقات تحت الأرض ضخ القطاع أيضا بوسائل قتالية من دون عائق، بعيدا عن رقابة إسرائيل. ما بقي هو فقط بحر غزة، لا تزال تفرض إسرائيل عليه حصار، في حين أن التزود بالبضائع يتدفق من كل الاتجاهات. بما في ذلك الحدود مع إسرائيل.
بإجمال أربع سنوات من الحصار على غزة، يمكن أن تسجل إسرائيل لنفسها انتصارين، من جانب هذا الحصار منح سكان غزة الذرائع الكافية لتطوير القطاع السفلي الذي يضخ إلى القطاع بضائع تتضمن وسائل قتالية، ومن جانب آخر نجحت إسرائيل أن تجعل لنفسها اسم سيء بتجويع الناس المدنيين الأبرياء، وهي في الطريق للحصول على مركز الدولة المجذومة والمنبوذة.
الحصار على غزة أفاد حماس أساسا، والتي حولتها إسرائيل، من خلال هذا الحصار الأخرق، من منظمة إرهابية مجرمة إلى ضحية بريئة في نظر العالم بأسره. في نفس الوقت نجحت السياسة الفاشلة هذه في أن تدفع سكان غزة إلى أذرع حماس. قاعدة ثابتة هي أن العقاب الجماعي يعمل كالسهم المرتد، فهو يثير الكراهية تجاه المعاقب، ويرص صفوف الشعب حول من يتلقى العقاب. عندما عاقبت سلطات الانتداب البريطاني السكان اليهود بفرض حظر تجول، والقيام بعمليات تفتيش وإبعاد زعماء ، تراصت اليهودية حول الهاغانا وحول القيادة.
سياسي إسرائيلي شجاع وعظيم كان ليعلن عن أن التجربة المتراكمة في السنوات الأربع الأخيرة تثبت بان الحصار حقق عكس ما أرادت منه إسرائيل تحقيقه، وان استمرار الحصار الفاشل هذا يمس بإسرائيل وبأمنها ولا يفيد سوى حماس.
من الصعب الاعتراف بهذا الخطأ ولكن سيكون أصعب بكثير وأكثر إيلاما تحمل نتائج استمرار السياسة المغلوطة التي ولدت هذا الفعل المنكر".