ارشيف من :ترجمات ودراسات

"الوطن" السورية: الملف النووي الإيراني.. منعطف جديد

"الوطن" السورية: الملف النووي الإيراني.. منعطف جديد
رأت صحيفة "الوطن" السورية أنه وعلى الرغم من الآمال التي برزت مع اتفاق تبادل الوقود النووي الثلاثي والذي تم الوصول إليه بوساطة تركية - برازيلية إلا أن الدول الكبرى وتحديداً الولايات المتحدة لم تعط لهذا الاتفاق أهمية بل أهملته وسارت في نهج التصعيد، لافتة الى ان العقوبات الجديدة والتي وصفتها هيلاري كلينتون بـ"الأشد" تشكل ضربة كبيرة للجهود السلمية التي بذلت لإيجاد حل دبلوماسي للملف النووي الإيراني، ولإمكانية استمرار الحوار بين إيران والدول الست الكبرى من جهة ثانية، خالصة الى انه يمكن القول إن هذا الملف دخل مرحلة جديدة فيها الكثير من الخطورة.

واعتبرت الصحيفة، أنه وبغض النظر عن هذه العقوبات وتداعياتها السياسية على العلاقة بين الجانبين فإن السؤال الذي يطرح نفسه هنا يتعلق بجدوى هذه العقوبات، مذكرة انه سبق لمجلس الأمن الدولي أن فرض ثلاث مجموعات أو حزم من العقوبات على إيران، فماذا كانت النتيجة؟

وأضافت الصحيفة، في مراجعة بسيطة يمكن التوقف عند ما يلي:

1- إن إيران التي هي بحجم قارة والفصول الأربعة لا تغادر أراضيها على مدار السنة، قادرة على استيعاب آثار العقوبات بحيث لا تؤثر على الحركة العامة للبلاد.

2- إن إيران التي تمتلك ثروة نفطية كبيرة وكميات هائلة من الغاز تشكل إغراءً للدول الكبرى والشركات النفطية العالمية بما يعني ذلك استحالة التزام هذه الأطراف بكل بنود العقوبات، وخاصة أن دولاً كبرى مثل الصين تعتمد في تأمين معظم احتياجاتها من الطاقة على النفط الإيراني.

3- إن إيران التي شهدت نهضة اقتصادية وصناعية كبيرة خلال السنوات الماضية قادرة على توفير معظم احتياجاتها ذاتياً أو إيجاد البدائل بطرقها الخاصة كما أكدت تجربة السنوات الماضية.

4- إن إيران التي تمتلك من القوة والنفوذ والتأثير في معظم الملفات الإقليمية المهمة في المنطقة، فضلاً عن شبكة علاقات إقليمية قوية ولاسيما مع سورية وتركيا والعراق، كل ذلك كفيل بالحاجة الدولية إلى دورها في هذه الملفات، وخاصة أنها تسيطر على أهم مضيق بحري أي هرمز الذي يتم من خلاله تصدير ما نسبته أربعين بالمئة من الحاجة العالمية النفط.

واعتبرت "الصحيفة"، أنه ومع تأكيد أن تأثير هذه العقوبات سيكون محدوداً وعلى قطاعات محددة، وهي في جميع الأحوال لن تؤثر في القرار السياسي الإيراني والذي يأخذ طابع التحدي، فإن العقوبات الجديدة تؤكد مسألتين:

الأولى: أن مجمل السلوك الغربي يؤكد أن المسألة تتجاوز إيجاد حل دبلوماسي للملف النووي الإيراني إلى قضايا تتعلق بدور إيران وسياساتها وإلا فلماذا تم تجاهل اتفاق تبادل الوقود النووي بهذا الشكل؟

الثانية: إن التراجع عن نهج الحوار الذي دعا إليه الرئيس أوباما في بداية عهده يفتح المجال للتصعيد والصدام.

وخلصت الصحيفة الى أن العقوبات سياسية بالدرجة الأولى وهي نقلت الملف النووي الإيراني إلى منعطف جديد.
2010-06-10