ارشيف من : 2005-2008
بريد القراء للعدد 1265 ـ 2/5/2008
رصدت بحرك
لسيد المقاومة لأبي الشهيد والشهداء لبدر المجاهدين في ثغورهم لك أبا هادي أهدي هذه الأبيات
قاربت سرّك أنشد الأصباح
ووميض نورك يبهر الأرواحا
وقصدت بحرك والرياح مطيتي
وحفيف وردك أيقظ الأفراحا
فبفيء جنحك والظلال ديارنا
وبعزم صوتك نطرد الأشباحا
تحنو القلوب إذا وقفت ببابها
هي تنحني وتقدم المفتاحا
للعرب قبلك ألف لات تعبد
وغدا اللسان بمدحها صداحا
كاد الهوان يصيبنا في مقتل
نخشى الجراح وندّعي الإصلاحا
حتى استفاقوا والصباح رسولنا
ودم الأكابر يوقد المصباحا
تموز تاج الشهور أخاله
في روض حضنك عارفا لماحا
وهزائم تلو الهزائم ترسم
نذر الفناء وترسل الأرياحا
شارون يغفو والهزيمة خدره
وقد انتهى متذللا نواحا
وبإثره أولمرت ينزف روحه
بالعار لما أيقظ الأتراحا
هو وعدكم يا بن الحسين ونصركم
إني أراه مقبلاً لواحا
نصري حجازي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
دماؤنا الحمراء..!
الدماء الحمراء بسمات
تتورد في سمائنا ألواناً
وتموج في بحارنا ألحاناً
لا.. لن يحجبوا الشمس بأيديهم
لن يطفئوا شموعاً توقد من تلك الملاحم
فالرشاش صار نبض قلوبنا
والرصاص أصبح هواء حياتنا
بعد أن كان الانتظار قوت يومنا
والفجر أمل صغارنا.
نعم شرعت الأبواب للشمس
وها هي..
ها هي الشمس تطلع بالبشائر
وها هي..
ها هي الرجال تقف في وجه كل جائر
والأرض اعشوشبت وزينت
بالأخضر مساحات البيادر
وها هي..
ها هي أصواتنا تصدح في السماء
عازفة أنشودة القياصر..!
مريم شعيب
ــــــــــــــــــ
الوطن الشهيد
فلسطين سيدة الأحزان، بالأمس حيفا، بالأمس يافا ودير ياسين، واليوم غزة، فاسمحي لي أن أؤبن بالحروف وبالدموع، ذلك الطفل الذي من فوق دراجته شق الطريق بعدد "حواتيت" جدته، ومحاذير أمه "عد سالماً"، ولكن ما أخطأ الصاروخ شر المعركة، قد صرت يا ولدي تهمّ بلا قدم، "عد سالماً" "عد سالماً"، ما ظل ينفعك الندم!
الطير قد شق الفضاء مغردا
فأتى الغراب مزمجراً ومهددا
والطفل أشرق بالبراءة يحتمي
خلف الطفولة باسماً يطأ الندى
قد راح يمرح لاهياً يا ليته
سمع العدو مغاضباً متوعدا
يرنو صباه ويرميه صواعقا
ويشل طلعته البهية إذ بدا
فتقطعت قدم النشاط وحرَّمت
أن يمتطي نجماً ويركب فرقدا
حلم هوى عند السقوط وإنه
قد كان من قبل السقوط مشيدا
فتعرقل اللعب الوديع ببغته
ونعى زغاريد الصغار وألحدا
والقتل جاء يعيث في طلقاته
فاصطاد أحلام الصغار وسددا
قتل الدمى، قتل البكاء توحشا
وبنى لألعاب الطفولة مشهدا
الشمس في كبد الظلام حبيسة
والجمر أشعل بالقلوب وأوقدا
قد أزهق الفجر السعيد بأفقهم
ما كان من بعد الظلام ليسعدا
طرقوا الحنان فما رأوا إلا يداً
حكمت عليه بأن يسد ويوصدا
لعبت بغزة ذي الوحوش، أما اكتفت!
من أن ترى الجوع المخيف معربدا
لعبت بغزة ذي العروبة وحدها
صمتت على ذبح الحمام مقيدا
جرح بقارعة الطريق مكدس
ودم على مرّ السنين تبددا
قد كفّن ا لمجد العتيد بخيبرٍ
واليوم غال الكافرون محمدا
تلك المشاهد والقنابل تمتطي
أحلام عيني والظلام تعمدا
رفقاً بعيني يا قنابل إنها
ما عودت سحق الزهور لتعتدا
إني دفنت سعادتي مع ميت
جعل التعاسة والشقاء مؤبدا
حسين الموسوي
ــــــــــــــــــــــــــــــ
"إلى الذي سبق الرحيل"
مهداة إلى روح الشهيد محمد وهبي سرور (الحاج جهاد)
رأيتك في ثوبك الملائكي..
تتهادى من خلف الموت..
تسمو فوق الفناء..
تتعالى فوق الجراح..
أراك تضمد جراحنا
أيّها الشهيد..
يا من سبق الرحيل
في عمر الربيع،
كزهر بديع
تهاجم الأعداء
كطير أبابيل
ترميهم بحجارة من سجيل
مكانك لا يملأ
ورحيلك لا يُنسى
وصاياك خالدة في نفوسنا
في قلوب الأوفياء
عهداً على خطاك
لتبقى أحلامنا من رؤاك
وتبقى الشهادة شعارنا
دفاعاً عن لبنان الإباء
بيان حسن فاعور
ــــــــــــــــــــــــــــ
من أنت؟ ومن نحن؟
افعل ما شئت فأنت لا تستحي
واقتل من شئت فنحن لا ننتفي
هذا أنت وها نحن والدهر يومان
يا من على مصارع الأطفال أغلقت الأجفان
وأغدقت حبك على الجلاد والأقزام.. وتنال اليوم من شيم الكرام
من لم ترتق لتلقي عليهم حتى السلام
فمن أنت؟ ومن نحن؟
نحن الصادقون ووعدنا الأكيد.. وأباة ضيم وعزم من حديد
لم نهن يوماً ولم نكن لغير الله عبيد
وأنت لست سوى عابدٍ للغزاة.. تجثو على ركبتيك لعلهم يرمون لك بالفتات
وتتبجح بالكذب كي تنجو من الممات
فاشهد يا دهر على الخوّان.. من قتل صبية وشبانا
ويعظنا اليوم ويدعي السلام
اشهد يا دهر على الحكام في بلدي.. من يمنعون رغيف الخبز عن ولدي
ويغرقوننا بعتم أسود قاتم.. ويقتلون شباباً عرسهم قائم
وبعد كل هذا يشمتون.. ومن على منابرهم يعلنون
بأن من مات كان مجرد قاطع لطريق
وبأن ثقافتنا لا تحوي سوى البكاء والنحيب
فهل سألوا عن مصطفى أمهز.. في حرب تموز ما أنجز
أم أنهم كالعادة جبناء.. لم يرتقوا لمراتب الشرفاء
أنذرهم يا جهاد وبلغ يا حمزة.. لمن في بلادي ستكتب العزة
ولمن ستبقى تخلد الأوطان.. ولمن سترجع كفة الميزان
ها أنت ونحن والدهر يومان
نعمت محمود كريم
ـــــــــــــــــــــ
إلى حيدر
مهداة إلى روح الشهيد "حيدر قاسم الطويل" في ذكرى استشهاده
ما لي لا أرى في هذا المعجم من مفردات تليق بمحضر الشهادة والشهداء، فالكلام يسقط والحروف تتكسّر، والأفكار تتبعثر والهامات تنحني، ولغة الصمت تسود، ولا تكاد تفك إلا على ألسن تتقن الإبحار على أمواج الأحمر القاني العابق بأريج الشهادة الذي لا يستأنس إلا لمن يحترف ركوب الموت وعشق التفاني في سبيل الله.
فعلى متن سفينة النجاة إلى دار البقاء اعتليت يا حيدر، وكنت حيدراً اسماً وفعلاً، وعبرت من خلالها إلى حيث لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر.
فمنذ الفتوة الحالمة ولربما قبل نعومة الأظافر استللت يا حيدر سيفك ومضيت، مضيت غير آبه من ستواجه من جنود للشيطان على الأرض، كله يهون دون الكرامة والنهج والراية، وكان لك شرف المنال لكلتا الحسنيين النصر والشهادة معاً، فهنيئاً لك تحقيقك الحلم الذي أبصرت، وجنان الخلد التي قصدت، فإنها والله لا تغلو عليك، فهي ان خلقت الا لتكون لك ولأمثالك خالدين فيها أبداً، وهذا دمك المبارك اليوم ودماء رفاق السلاح في الخط المقاوم، قد أزهر انتصاراً وبزغ فجراً جديداً مكاناً بالرفعة والشموخ والعز والانتصار.
عبد الله محمد طبوش
الانتقاد/ العدد1265 ـ 2 ايار/ مايو 2008