ارشيف من : 2005-2008
بريد القراء / العدد1243 ـ 30 تشرين الثاني/ اكتوبر2007
لكم المجد
في ذكرى تكريم شهداء بلدة حبوش
لكم المجد أيها الشهداء
لا توازي أسماءَكم أسماءُ
أنتم النور حيث يمكر ظلام
ودواء يحل حيث الداء
هذه الأرض دونكم كان فيها
يمرح القاتلون أنى أفاؤوا
فنسجتم دماءكم في ثراها
وزهت تحت خطوكم بيداء
لم تغيبوا فكل صورة بذلٍ
هي درب الى العلا شماء
ان أقدارنا تقيس تراباً
وبأقداركم تقاس السماء
يخجل الشعر أن يقدم رهطاً
أرضعتهم من نبلها حواء
واستقوا من سموطه سمواً
فعليكم من ربكم آلاء
فاغفروا ضعفنا فليست تساوي
دمكم أحرف لنا خرساء
دمكم ناطق بأعظم سفر
فيه حبر الندى ندي مضاء
قد بذلتم ما يعجز القول عنه
فالأساطير عندكم سفراء
من أعزّ الفرسان شدت عراهم
همة السيد الحبيب وقاء
أرجعوا الحق زاهياً وندياً
فبأحداقهم يضيء المساء
وبأنوارهم تشعشع فجر
كان ليلاً سدوفه رعناء
تحت ظل الأمين عالي المحيا
حسن النصر داره الجوزاء
فهو أعلى من أن تنال بغاث
الطير منه وحقدها والوباء
وهو اسم على حداه تغني
أمم حرة غزاها الشقاء
سوّت النصر عمة في سداها
يكمن الطهر والندى والسخاء
ورعتنا كفاه كفا حبيب
نسج الحب وترها والوفاء
فهو حرز لأمة نهشتها
لوثة الخوف واعتراها الجفاء
أرجف الغاصبين يوم استهانت
بالأعاريب دولة خرقاء
وسقى الروح للعروبة حتى
قيل هذا زعيمها الوضّاء
وأعاد الآمال الى شعوب
في قراراتها يعيش الإباء
يا حبيباً من عمر مجد بلادي
لك أعمارنا لما ها الإخاء
فتجلّ ولا يريبك نهر
جفّ فيه الساقي وغيض الماء
وتسام فحول نورك سرب
كوكبته المواقف السمحاء
أنت للموطن الحزين سياج
فدع القيل انهم بلهاء
ان كفاً ضممتها ونبيهاً
لها الفتح والمنى والمضاء
جل ما تزرعان موسم خصبٍ
نهره موطني بتبرٍ يضاء
أيها الخالدون في كل آنٍ
لكم المجد أنكم شهداء
نسأل الفجر عن حماكم فيومي
حيثما العنفوان والإسراء
نسأل الترب والبوادي دليلاً
أنسنته القوافل الصفراء
ولبدرٍ مذاقها في رباكم
ولأُحدٍ مروجها السمحاء
ولسبط الرسول في كربلاء
مهرجان وساحة ونداء
عنفوان أقله في الأسا
طير وعزم وهمة تعساء
لم تغيبوا فهذه صور العزّ
خلود على المدى وبقاء
ليت فينا من جودكم بعض جودٍ
بعد هذا الفداء عزّ النداء
فاغفروا ضعفنا فليست تساوي
دمكم أحرف لنا خرساء
د. حسن جعفر نور الدين
ـــــــــــــــــــ
شهداؤنا عظماؤنا
يرحل تشرين الأول ويحلّ تشرين الثاني.. فترحل أفئدتنا الى مهواها.. تصمت الحروف.. يجف اليراع ويخرس أدعياء الحرية والحضارة.
في 12 تشرين الثاني من كل عامٍ تزغرد جراح الوطن المفجوع، فتعلن نصرها فجراً بازغاً وأملاً واعداً، وعلى ضفاف عمرنا المثقل بألم خيانتهم تعبر سفن أحلامنا لجّة بحر أوجاعنا نحو الغد الموعود والأمل المنشود.
أنّى لنا اليأس وهدير دمائهم الأبية يصرخ في وجداننا "هيهات منا الذلة".. أنّى لنا الهزيمة وفرسان الوغى أسود تحكي الشجاعة عن شجاعتهم، وتؤكد أن "الحياة في موتهم قاهرين والموت في حياتهم مقهورين". نعم إنهم ملح الأرض.. نور الشمس.. وهج الحبّ في سماء الحقد والغدر.. إنهم شتلة التبغ وغرسة الزيتون وكل أرزة كللت جبين لبنان.
لقد استحال "تشريننا" ربيعاً واعداً، في غرّته تعبر أرواحنا نحوهم.. فنحسّ بأرواحهم في عليائها تلوح للأرض التي عشقت مجددة لها العهد والوعد: لا نهادن.. لا نخضع ولا نستكين.. شعارنا المقاومة موقفاً ووصية ووعداً صادقاً.
في غرّة تشرين يُزهر آذارنا وأيار ويطلع تموزنا وآب عموداً من نار ونور مخترقاً عنان سمائنا وعهد بنصر السماء ببركة الدماء وحكمة سيد الشرفاء.
سلام الله عليكم يا شهداء المقاومة في يومكم من أحمد قصير الى سامر نجم يا من رويتم ثرى وطنكم بحبّات قلوبكم وضمّختم ترابه بفيض حبّكم..
سلام الله عليكم يوم ولدتم ويوم استشهدتم ويوم تبعثون أحياء.
ندى زين الدين
ــــــــــــــــــــــــــــــ
جراحات الوجد
مهداة الى روح الشهيد رضوان صالح
أبا علي..
همست دموع الليل باسمك
وتكلمت جراحات الوجد عن بطولاتك
وسكن الليل مع سكون رصاصك
رضوان..
أيها المغوار..
أنبتت رصاصاتك في صدرنا بلسماً
وفي صدرهم جراحاً
شهيد الله
أشرقت يارون بقمرها وبطلها
فأينعت مواسمها وأزهرت أشجارها
حبيب الله
صنعنا من دموعنا شموع القلب
ومن آهاتنا زينة القبر
ومن دماك.. صنعت النصر
فارس الغاب..
حطم القيود عن وجه الليل
دع الشمس تشرق من جديد
واجعل زيت قناديلك نارا تشعل في قلوب الأعداء
رضوان..
قرأنا آيات الوجد على جسدك
وقدمناك قرباناً.. للإله
آية أحمد عواضة
ــــــــــــــــــــــــ
أهلكناهم بسبب ذنوبهم..
مرت العديد من الأمم السابقة في تاريخ البشرية ولكن بعضها يفنى وتهلك مدنهم فيمحو بذلك أهلها وسكانها، وكان ينزل عليهم العذاب الالهي كلمحٍ بالبصر فلا ترى لهم بعده من باق.
ولو سألنا أنفسنا: ترى ما سبب نزول العذاب الالهي على تلك الأمم؟ وماذا كان يصنع أهلها حتى يستوجب بذلك نزول العذاب عليهم؟ لوجدنا بأن القرآن الكريم أجاب عن هذا السؤال بلغةٍ واضحة وصريحة يكشف لنا عن أن إعلان الكفر بالله تعالى من جهة، وان اقتراف الذنوب والمعاصي من جهة ثانية، وتكذيب الأنبياء والرسل(ع) من جهةٍ ثالثة، كل هذه الأسباب وغيرها هي التي كانت وراء هلاك تلك الأمم السابقة، وبالتالي إبادة أهلها معها.
فيحكي الله تعالى عن قوم النبي صالح (ع) بقوله: "فعقروها فأصبحوا نادمين فأخذهم العذاب" (الشعراء/ 157 ـ 158) ويحكي عن قوم نبيه نوح (ع) بقوله: "وقوم نوحٍ لمّا كذبوا الرسول أغرقناهم" (الفرقان /37)، ويقول تعالى عن قوم شعيب (ع): "فكذّبوه فأخذهم عذاب يوم الظلة" (الشعراء /189)، ويقول عن قوم هود(ع): "أما ثمود.. فأخذتهم صاعقة العذاب الهون" (فصّلت /17)، ويقول عن قوم النبي لوط(ع): "ولوطاً آتيناه حكماً وعلماً ونجيناه من القرية التي كانت تعمل الخبائث" (الأنبياء/74)، ويقول تعالى عن فرعون وملئه: "فكذّبوهما فكانوا من المهلكين" (المؤمنون/48) ويقول تعالى: "فأصابهم سيئات ما كسبوا" (الزمّر/51) "فأخذهم الله بذنوبهم" (غافر/21) "فكلاً أخذنا بذنبه فمنهم من أرسلنا عليه حاصباً ومنهم من أخذته الصيحة ومنهم من خسفنا به الأرض ومنهم من أغرقنا" (العنكبوت/40).
وهناك آيات أخرى يتحدث القرآن فيها عن عاقبة الاستهزاء بالأنبياء(ع) وعاقبة تكذيب الآيات الإلهية فيقول تعالى: "فأهلكنا أشدّ منهم بطشاً" (الزخرف/8)، "فكذبوا رسلي فكيف كان نكير" (سبأ/45)، "إن كلٌّ إلا كذّب الرسل فحق عقاب"(ص/14).
ويخاطب الله تعالى موسى وهارون(ع) بقوله: "اذهبا الى القوم الذين كذّبوا بآياتنا فدمرناهم تدميراً" (الفرقان/36).
أمّا الآيات التي تتحدث عن عاقبة من كفر فهي في قوله تعالى: "فأمليت للكافرين ثم أخذتهم" (الحج/44)، وقوله: "ثم أخذت الذين كفروا فكيف كان نكير"(فاطر/26).
لا بد للأمة الاسلامية من أن تتجنّب كل الذنوب والآثام وكل سببٍ أدّى الى فناء وهلاك الأمم السابقة حتى لا يصيبنا ما أصابهم، ولا نبتلي بما ابتلوا به.
وسام اسماعيل
الانتقاد/ العدد 1243 ـ 30 تشرين الثاني/ نوفمبر 2007