ارشيف من : 2005-2008

رئيس حركة الشعب نجاح واكيم لـ"الانتقاد":التوطين وسلاح المقاومة ضمن "17 أيار" جديد

رئيس حركة الشعب نجاح واكيم لـ"الانتقاد":التوطين وسلاح المقاومة ضمن "17 أيار" جديد

يعتبر واكيم أن "الانقلاب في السياسة لم يتحقق فتوّج بعدوان تموز، ومن أغراضه الواضحة ضرب المقاومة، وعزل لبنان عن سوريا، وجر لبنان إلى صلح مع "إسرائيل"، ومن ضمنها طبعاً توطين الفلسطينيين في لبنان".‏

رئيس حركة الشعب نجاح واكيم لـ"الانتقاد":التوطين وسلاح المقاومة ضمن "17 أيار" جديد

النائب السابق نجاح واكيم في مقدمة من يرصدون الافكار الاميركية الشريرة، ولا يألون جهداً في سبيل فضحها ومواجهتها، وآخرها مشروعان لقانونين مطروحين على الكونغرس الأميركي: الأول يتناول توطين الفلسطينيين حيث هم، والثاني إدانة حزب الله لاستخدامه ـ وفق المنطق الأميركي ـ المواطنين كـ"دروع بشرية" في عدوان تموز!‏

وهنا كان لا بد لـ"واكيم" أن يتذكر أيضاً أن الفريق الحاكم "السيادي" هو من عمل منذ العام 92 للتوطين من خلال الحديث حينها عن منطقة القريعة، والربيع الزاهر!‏

ويعتبر واكيم ان المشروع الأميركي "أُفشل في أكثر من موقعة"، لكن "لم يهزم بعد"، مشدداً "أن الفضل الكبير في إفشال المشروع الأميركي وعدم اكتمال انقلابه عائد بالدرجة الأولى لحزب الله".‏

بين المشاريع الأميركية والأزمة السياسية الراهنة سلسلة حلقات متصلة، كانت مدار حوار مع رئيس حركة الشعب اللبناني النائب السابق نجاح واكيم، المعروف بمواقفه الوطنية والقومية الواضحة منذ دخل معترك الحياة السياسية. ووقف بوجه اتفاق 17 أيار وحتى اليوم، وفيما يلي نص المقابلة:‏

في خضم الأزمة السياسية التي تعيشها البلاد، يطل التوطين مجدداً من البوابة الأميركية، وتحديدا من خلال مشروعي قانونين مطروحين على الكونغرس الأميركي، أولاً كيف قرأت مشروع التوطين؟ وفي أي توقيت تضعه؟‏

ـ أولاً التوطين بند أساسي في الرؤية الإسرائيلية لحل المشكلة الفلسطينية، يعني التخلص من شيء اسمه حق العودة، وهنا أذكر تعبير خبيث لشيمون بيريز يتعلق بالتوطين وبالمستوطنات، وهو انه من السهل عليك أن تعمل من البيضة عجة ولكن لا يمكن فعل العكس، بمعنى آخر ما حصل قد حصل، لنرَ ماذا بعد؟ هذا الموضوع يثار في كل مرة عندما يكون هناك حديث عن تسويات ما في المنطقة وذلك بهدف تمريره، خاصة في ظل الهجوم الأميركي الذي بدأ في العام 2000 واستطاع أن يحقق إنجازات، لكن لم تكتمل بعد وفق المشروع المرسوم لإعادة رسم المنطقة جغرافياً.. هذا المشروع اليوم وصل إلى المأزق، فإذاً يجب أن يكون هناك تعاطٍ مختلف مع ملفات المنطقة من خلال طرح الموضوع مجدداً من الجانب الإسرائيلي، يضاف له بشكل خاص الموضوع اللبناني من خلال تصفية المقاومة، وجر لبنان إلى صلح مع "إسرائيل"، والذي يفترض من ضمن ترتيباته موضوع التوطين، وهنا لا بد أن نتذكر أن هذا الفريق الحاكم يعمل منذ العام 92 للتوطين من خلال الحديث يومها عن منطقة القريعة، إلى موضوع الربيع الزاهر، ويومها قيل ان لا خوف من تنامي الدين العام فهناك حلول له، كيف؟ هل يكون بصناعة الطائرات في لبنان أم الحل بالتوطين؟! إذاً المشروع مطروح منذ زمن، والفريق الحاكم دوماً يسعى إلى تحقيقه.. الانقلاب الذي حصل في العام 2005 نفذ بشكل واضح، الغاية منه: لا للمقاومة، سوريا خارج لبنان، إذاً أمامكم 17 أيار جديد، ومن ضمنه تقع مسألة التوطين، غير أن هذا الانقلاب في السياسة لم يتحقق فتوج بعدوان تموز، ومن أغراضه الواضحة ضرب المقاومة، عزل لبنان عن سوريا، وجر لبنان إلى صلح مع "إسرائيل"، ومن ضمنها طبعاً توطين الفلسطينيين في لبنان.‏

ألا تخشى من محاولة فرضه على لبنان من قبل مجلس الأمن ليصار إلى تبنيه كما حذر رئيس الجمهورية أميل لحود!؟‏

مجلس الأمن لا يستطيع فرضه على لبنان إذا كان في لبنان دولة حقيقية، لا ننسى أن ميثاق الأمم المتحدة يحظّر الدخول في الشؤون الداخلية للدول، لكن متى يستطيع فعل ذلك؟ عندما تنعدم الدولة! أي عندما تنعدم السيادة، من هنا نجد أن أكثر من يعمل على ضرب السيادة في لبنان هم الذين يتحدثون الآن عن السيادة، خصوصا إذا ما عدنا بالذاكرة إلى مشروع القرار الأميركي الفرنسي المعد قبل العدوان، ويومها قيل ان المقاومة قد تصمد ثلاثة إلى أربعة أيام، وان حزب الله ينفرط عقده خلال سبعة أيام، وفي اليوم الثامن تتحرك ثورة الأرز، هذه الفرضيات كان الغرض منها واضحاً!.. من يتذكر كلام وليد جنبلاط عام 2004 عندما تحدث عن ضرورة عودة الانتداب! كان كلامه رسالة واضحة في اتجاه دول صاحبة الرعاية، أي بما معناه أنا أحد أعمدة من يتجرأ بطلب إعدام السيادة في لبنان، وكان ذلك تمهيدا لأمور كثيرة منها التوطين، عندها يصبح فرضه من قبل مجلس الأمن أمراً واقعياً.‏

تحدثت عن أن الفريق الحاكم يسعى إلى التوطين، كيف؟‏

لنكن واضحين، عندما تختار مشروعاً ما لا تختار جزءاً وتترك آخر، فإما أن تتبناه كاملاً وإما لا، فالذي تبنى المشروع الأميركي في المنطقة لا نسأله عن بنود المشروع بل نذهب إلى الأصل، وثانياً لا يوجد مشروع في المنطقة بمعزل عن المشروع الأميركي، من هنا لا أسال وليد جنبلاط ولا سمير جعجع عن بنود هذا المشروع الذي من ضمنه تصفية القضية الفلسطينية، والتي برأيه لا حل لها إلا بالتوطين، وعليه لا أستطيع القول انني مع السلام مع "إسرائيل" وضد التوطين! وإذا لاحظنا ما يقوم به الفريق الحاكم من ضرب للمؤسسات الدستورية يتضح أكثر فأكثر الهدف من المشروع الأميركي.‏

.. هذا في مشروع التوطين، ماذا عن مشروع إدانة حزب الله وتحميله مسؤولية المجازر التي أحدثها عدوان تموز!؟‏

ـ لنكن دقيقين، نحن قوى التحرر العربي أفشلنا المشروع الأميركي في أكثر من موقع، ولكن لم نهزم المشروع بعد، والفرق كبير، ما قصدته هو أن أقول إن الأميركي لم يتخلّ عن مشروعه بعد.. صحيح أنه فشل في موقعة، غير انه يفتش عن موقعة أخرى. وهنا لا بد من القول ان الفضل الكبير في إفشال المشروع الأميركي وعدم اكتمال انقلابه عائد بالدرجة الأولى لحزب الله، وهنا أسأل ما هو سر التطابق بين "الأجندة" التي تعلنها قوى 14 آذار وبين "الأجندة" الأميركية والإسرائيلية: بدءاً من القرار 1559 والعداء لسوريا، وصولا إلى نزع سلاح المقاومة خاصة عندما لم يستطيعوا أن يسجلوا عليها أي شائبة، من هنا فالأميركي مستمر في حربه على حزب الله من خلال تشويه صورته لدى الرأي العام العالمي، والقول ان حزب الله استخدم المدنيين كدروع بشرية في عدوان تموز.‏

في أي سياق تضع زيارة جنبلاط إلى واشنطن وتحريض الإدارة الأميركية على المقاومة؟‏

ـ جنبلاط أو غير جنبلاط، كل ذلك الفريق الذي تبنى، أو رهن نفسه لمشروع ما، إنما يقوم اليوم بتوزيع للأدوار، ولكن يبقى المشروع واحداً.. جنبلاط والآخرون لماذا ذهبوا إلى أميركا؟ هل لأجل إسماع الأميركي ما لا يعرفه، لا، هل ذهبوا ليسمعهم الأميركي ما لا يستطيع قوله لهم بواسطة فيلتمان، أيضاً لا، برأيي الأميركي استدعى هؤلاء ليقول لحزب الله وللقوى الوطنية ولسوريا ولإيران انه يملك قنبلة الحرب الأهلية، وهي نقطة ضعفكم، فإما أن تعطوني ما أريد أو أفجّر حرباً أهلية في لبنان، ونقطة على السطر.‏

تسليح الجيش‏

وماذا عن زيارة وزير الدفاع الياس المر إلى واشنطن. والحديث عن تسليح الجيش اللبناني؟‏

الأميركي عندما يريد أن يسلح الجيش اللبناني، هل لمقاومة "إسرائيل"؟ طبعاً لا، فتسليح الجيش اللبناني من اجل ماذا؟ .. لنفترض أن لديك جيشاً من نصف مليون عسكري، لماذا تريد رمي ورقة المقاومة التي لم تقل مرة إنها بديل عن الجيش، قالت إنها بديل عن جيش في دولة لا تريد أن تدافع عن نفسها، فالعلة ليست بوجود المقاومة إنما العلّة في الدولة التي لا تريد أن تدافع عن الوطن، فالحل إذاً يكون باستحضار الدولة للدفاع عن الوطن من خلال استراتيجية دفاعية.. أريد أن أذكر جماعة 14 آذار انه في اتفاق 17 أيار، "إسرائيل" حددت بموجب هذه الاتفاقية ما يسمى أنصار الجيش، بمعنى إنها شرّعت عملاءها، ونحن ممنوع علينا أن نشرّع مقاومتنا!؟ .. مرة أخرى أسال الجيش لماذا؟ حل موضوع الجيش ليس بعدد الدبابات التي يقدمها الأميركي، بل أي إستراتجية دفاعية موجودة لدى الدولة اللبنانية، هذه الاستدعاءات هي من ضمن اللعبة الأميركية، لان الأميركي لعب في كل الأجهزة الأمنية، وأسأل هنا ما هي قصة الأمن العام؟ ما هي مآخذهم عليه؟ هل لأن الأخير وضع يده على طائرات وصلت إلى مطار بيروت هي بالشكل إغاثة، ولكن في المضمون تحمل سلاحاً، وماذا عن مخابرات الجيش لماذا هي متروكة جانباً، لا يوجد إلا فرع المعلومات مربوط بغرفة عمليات في السفارة الأميركية.. لماذا؟ لأن الأميركي يريد أن يسيطر على كل مفاصل الدولة السياسية والأمنية وحتى الاقتصادية.‏

أميركا في كل الأزمات‏

اليوم نحن أمام مأزق سياسي بات معروفاً، هل من أفق لتسوية ما تخرج الوضع اللبناني من عنق الزجاجة؟‏

كل أزمات المنطقة أميركا هي الفريق الأساسي فيها، ولكونها تعرضت لفشل في أكثر من مكان فهي غير مهيأة لتسوية كبيرة، وخاصة أن تغيير إستراتيجيتها في هذه المنطقة سيرتب عليها تداعيات في انتخاباتها المقبلة، وان بدا أطراف الصراع في المنطقة يرغبون في تسوية غير أنهم لا يستطيعون إقامتها مع إدارة ستنتهي ولايتها قريباً، من هنا نقول إن المنطقة ليست ذاهبة لتسويات كبيرة، وبالتالي لا مكان لتسويات صغيرة، أما فيما يتعلق بلبنان، نحن أمام تهدئة لا تسوية، لان التسوية لا يمكن أن تحصل من دون الأميركي.. نحن لسنا أمام طائف، نحن أمام محاولة عدم الانفجار، والأميركي هنا لا يمانع في ذلك كونه ذاهب إلى 10 آذار.. والأرجح أن يتم التوصل إلى حكومة أنت تقرأها 19 + 11 هم يقرأونها 19 +10+1 وهذه التسوية الصغيرة مرهونة بنتائج 10 آذار، وهي مؤقتة إن خرج المؤتمر بنتائج ايجابية على صعيد كل الأطراف المعنية بالملف العراقي..‏

في حال لم يخرج المؤتمر بالنتائج المرجوة هل نحن ذاهبون لعصيان مدني؟‏

ـ نعم .. وهذا ما ستسعى إليه المعارضة دون أن تقع فتنة .. من هنا أدعو لقيام جبهة وطنية حقيقية لديها برنامج يتجاوز الطوائف نحو بناء الدولة وموقعها في صراعات المنطقة.‏

أجرى المقابلة : حسين عواد‏

تصور : عصام قبيسي‏

الانتقاد/ مقالات ـ العدد 1205 ـ 9 آذار/مارس 2007‏

2007-03-09