ارشيف من : 2005-2008

أسست موقع "أصدقاء لبنان" وتتمنى لقاء المقاومين..الاميركية "براندا هارلد": هناك عدوّ اسمه اسرائيل يجب الوقوف ضده

أسست موقع "أصدقاء لبنان" وتتمنى لقاء المقاومين..الاميركية "براندا هارلد": هناك عدوّ اسمه اسرائيل يجب الوقوف ضده

وألوانها، أصبح وسط بيروت مكاناً هاماً يقصده المناضلون نحو الحرية والاستقلال.‏

الناشطة الاميركية "براند هارلد" زارت بيروت ومعها أولادها اللبنانيون لتمنحهم المشاركة في الاعتصام وفي رسم مستقبل جديد لبلدهم "إن بقاء أولادي في أوروبا بعيداً عن وطنهم لبنان لن يساعدهم في تحديد مصيره".‏

"الانتقاد" التقت "هارلد" وأجرت معها لقاء حول رأيها بشباب الوحدة والحرية والسيادة المشاركين بالاعتصام:‏

ـ براندا أنت ناشطة أميركية في حقوق الانسان، أخبرينا عن زيارتك هذه الى لبنان؟‏

قبل أن أجيب عن هذا السؤال اود أن أهنئ جميع اللبنانيين، مسلمين ومسيحيين، بحلول الاعياد، عيد الميلاد وعيد الاضحى، أما عن سبب الزيارة الى لبنان فكانت عندما دعا السيد حسن نصر الله الشعب اللبناني الى المشاركة في الاعتصام، وكوني أميركية متزوجة من لبناني نظرت الى أبنائي ووجدت انه من واجبي أن ألبي هذه الدعوة وأن أحمّل أولادي مسؤولية مشاركتهم في صنع مستقبل وطنهم لبنان، ولأن كلام السيد حسن نصر الله مقدس بالنسبة لي أدركت أن بقاء أولادي في أوروبا بعيداً عن وطنهم لبنان لن يساعدهم في تحديد مصيره، لهذا أنا اليوم هنا.‏

ـ أنت اليوم في وسط بيروت، تتنقلين بين الساحتين لماذا؟‏

جئت للتعرف الى هؤلاء المعتصمين الصامدين هنا في ساحة الحرية، ووجود هذا العدد الهائل من المعتصمين وهذا الجمهور المتعدد الطوائف، المتعدد المذاهب، المتعدد الالوان شيء غريب لم يحصل في أي دولة في العالم، وهذه الارقام التي نراها ورأيناها عبر الحشود السابقة في هاتين الساحتين فعلاً ارقام خيالية لان ملايين الناس اتحدت هنا في الساحتين.‏

ـ ما رأيك بهذا الاعتصام السلمي؟‏

عندما جئت للمرة الاولى جئت أرافق أولادي، وأول ما تحدثت به ابنتي "سكينة" عن الخيم الموجودة هنا والتي تبدو كمدينة صغيرة، حضارية من حيث التنظيم ومحبة الناس وروح الالفة التي يتبادلها المعتصمون من مختلف التيارات والتي تفتقدها الكثير من الشعوب الاوروبية.‏

ـ كيف تقارنين هذا الاعتصام مع أي اعتصام أوروبي؟‏

هذا سهل للغاية، ففي أي اعتصام صغير حتى الذي لا يضم سوى الآلاف أو مئات الآلاف في لندن مثلاً نرى أن أيا من هذه الاعتصامات الصغيرة تحاط بمئات من رجال الامن والشرطة يحاصرون هذه المجموعات خوفاً من الاضطرابات التي تحصل لأنهم شعب غير قادر على ضبط أنفسهم في أي تحرك، وعدم وجود أي من القوى الامنية هنا خير دليل على أنه اعتصام سلمي وحضاري، ولن ننسى أن المحبة والتضامن بين التيارات المشاركة ومن مختلف الاديان ايضاً تدل على وحدة لبنان الوطنية وهذا ما لا نراه في بعض الدول الاوروبية.‏

ـ ما أكثر ما لفت انتباهك في الساحتين؟‏

التعاون بين جميع المعتصمين هو أكثر ما لفتني حقيقة، واذا الشعب او الناس هنا او المعتصمون صمدوا بهذه الطريقة سيصلون الى مطالبهم، ولا أنسى الالوان والشعارات الرائعة التي ترفع هنا.‏

ـ فيما يخص الالوان هل تعرفين كل لون أي تيار يمثل؟‏

بالطبع، أعرف كل لون لأي تيار أو حزب، وأعرف احزاب المعارضة المشاركة في الاحتفال، فدائماً ما أقوم بدراسات وأبحاث عن لبنان، وأكثر ما يشدني ويجذب اهتماماتي هو حزب الله، هذا الحزب الذي حصل على هوية عالمية بثقافته وحضارته ومقاومته التي وصل اسمها الى كل شعوب العالم.‏

ـ المطلب الاساسي لهؤلاء المعتصمين هو الوحدة الوطنية، من خلال جولتك هل لمست هذه الوحدة بين الموجودين؟‏

أنا ما زلت أذكر كيف تابعت الحرب على لبنان، وكيف احتضنت التيارات المشاركة هنا مثل المردة والتيار الوطني الحر وغيرهما النازحين من جنوب لبنان والضاحية الجنوبية لبيروت، واستقبلوهم في ديارهم وفي بيوتهم، وهذه العلاقة خلال الحرب والسابقة للاعتصام دليل على المودّة وليست علاقة مصلحة أو مال أو أي شيء آخر، كذلك هذه العلاقة برزت أكثر عندما سيطر اللونان الاصفر والبرتقالي في الضاحية أثناء تطوع الشباب لإعادة الاعمار، وهذا كله يشدد على أهمية هذا التحالف بين هذه التيارات.‏

ـ هل أنت من المشاركين بهذا الاعتصام؟‏

لأني أميركية لم ولن أشارك بهذا الاعتصام، أتمنى أن أشاركهم، ليس خوفاً على نفسي لكن لقناعتي التي تمنعني، فلبنان هو للبنانيين، فلنترك اللبنانيين وحدهم يقررون مصير بلدهم من دون تدخل عربي أو أجنبي، ولنشارك بدعمهم معنوياً ليبقوا صادمدين.‏

ـ ما رأيك بالضغوط الخارجية على لبنان؟‏

آسف فعلاً لهذا التدخل الخارجي وخصوصاً الاميركي، ولأني أميركية أدرك جيداً المشاكل الداخلية التي يعانيها جورج بوش والتي عليه حلها قبل أن يتدخل بالمشاكل الخارجية للعالم، ونحن كشعب اميركي متعاطفون مع لبنان وقضيته، ومتعاطفون مع المعارضة وتياراتها المتحدة، وما يحصل في لبنان هو للبنان وليس لأميركا، وأعتقد أن اسرائيل اذا لم يتوافر لها هذا الدعم المنطلق من الحكومة الاميركية ما استطاعت ان تقوم بالحرب الاخيرة على لبنان.‏

ـ كيف تعرّفت الى المقاومة في لبنان؟‏

عندما يريد الانسان أن يبحث عن الحقيقة، أي حقيقة، عليه أن يبحث عنها في عدة مصادر وليس في مصدر واحد، والحرب الاخيرة على لبنان زادت من أهمية المقاومة ودورها، ومتابعتي الدائمة والمستمرة للأخبار على مختلف الفضائيات هذه المتابعة المتنوعة والدائمة لوسائل الاعلام أثبتت أن المقاومة في لبنان مقاومة صامدة، صادقة، شعارها التضحية من أجل الوطن، اضافة الى ملامستي لهذه الحقيقة عبر وجودي الان في لبنان زاد ثقتي بالمقاومة وحزب الله، وما أتمناه من كل قلبي أن ألتقي يوماً بالمناضلين الذين رفعوا اسم بلدهم عالياً.‏

ـ براندا ما هي نشاطاتك في لبنان؟‏

بعد الحرب أسّست جمعية اسمها "أصدقاء لبنان"، friends of Lebanon) ) وهي من اجل لبنان، وشعارها تحت عنوان "من أجل لبنان أفضل"، ولأن لبنان بلد التعدد من حيث الطوائف والمذاهب والاحزاب أحببت ان أكرمه من خلال التعريف به الى كل العالم، واليوم أصبح عندي من المشتركين من جميع أنحاء العالم، ويستطيع اي مناضل ان يشترك ويساهم معنا عبر الموقع على الانترنت (www.friendsoflebanon.org)، وهذا الموقع ليس للبنانيين فقط انما لكل من يحب لبنان ويدافع عن لبنان، وكل من يرغب بالانضمام الينا مرحب به شرط أن يكون محبا لهذا الوطن لبنان.‏

ـ قبل أن أختم اللقاء اود أن أسألك كيف بدأ اهتمامك بأن تكوني ناشطة في حقوق الانسان وخصوصاً للبنانيين؟‏

لطالما نشأ في داخلي حب للبنان، لهذا تزوجت من لبناني، ولبنان اليوم هو وطن اولادي، وتعرّفي الى شعبه زاد من اهتمامي بهذا الشعب، وكنت أظن انه بعد حرب العام 1982 ستنتهي الحروب في هذا البلد الصغير، لكن هذا لم يحصل لذا وجدت أنه من واجبي الوقوف مع شعب لبنان وأن نحفظ جميعاً سلامته لأن هناك عدوّا اسمه اسرائيل يجب الوقوف ضده.‏

أجرت المقابلة: أمل شبيب‏

الانتقاد/ مقابلات ـ العدد1205 ـ 9 آذار/ مارس 2007‏

2007-03-09