ارشيف من : 2005-2008

فرنسا وجهت دعوة للأسد الأسبوع الماضي وكوشنير التقى المعلم في تركيا قبل أيام من اندلاع مواجهات لبنان

فرنسا وجهت دعوة للأسد الأسبوع الماضي وكوشنير التقى المعلم في تركيا قبل أيام من اندلاع مواجهات لبنان

"الانتقاد" من مصادر مطلعة في العاصمة الفرنسية باريس، أن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي وجه دعوة لنظيره السوري بشار الأسد لحضور اجتماع الإتحاد المتوسطي، وقد حمل الدعوة الفرنسية السفير السابق آلان رينو الذي سلمها للرئيس السوري بشار الأسد الاسبوع الماضي في دمشق.‏

وتضيف المصادر انه على عكس ما يتردد عن قرب فتح باب التواصل بين دمشق وباريس، فإن هذه الإتصالات بدأت بالفعل منذ عدة اسابيع ولكن بشكل غير علني بناءً على رغبة سوريا التي لا تريد تسليف الفرنسيين نجاحا سياسيا دون مقابل، خصوصا بعد الحملات التي شنها عليها وزير خارجية فرنسا برنارد كوشنير.‏

وتوضح المصادر الفرنسية المطلعة أن لقاءً جمع وزيري خارجية فرنسا وسوريا في تركيا وذلك قبل أيام من وقوع الحوادث الاخيرة في لبنان. وتعزو المصادر الهجوم الدبلوماسي الإيجابي من فرنسا باتجاه دمشق، إلى حاجة باريس لحضور سوريا الاجتماع المتوسطي المزمع عقده في العاصمة الفرنسية نهاية شهر تموز القادم. وأشارت إلى أن هناك نوعاً من النقمة في أوساط الرئاسة الفرنسية على وزير الخارجية برنارد كوشنير بعد التعثر الذي أصاب السياسة الخارجية الفرنسية على عدة محاور، بسبب خفّته.‏

وفي السياق شرحت المصادر أسباب النقمة في اوساط الإليزيه على كوشنير بالقول إن فرنسا فقدت زمام المبادرة في اثنين من الملفات المهمة، على الصعيد الدولي، وهما:‏

1ـ الملف اللبناني الذي كانت فرنسا اول من بادر للعمل على حله عبر مؤتمر "سيل سان كلو" للحوار اللبناني، وقد خرجت فرنسا من السباق بعدما تمكنت دولة قطر من انجاز ما عجزت عنه فرنسا، وتحمّل اوساط ساركوزي الوزير كوشنير جزءا كبيرا من مسؤولية هذا الفشل، بسبب تبنيه وجهة نظر قوى الرابع عشر من آذار على طول الخط، تزامنا مع حملات هجومية على سوريا وإيران وصلت على حد تهديد الأخيرة بالحرب.‏

2ـ ملف المفاوضات السورية الإسرائيلية، حيث كشفت المصادر الفرنسية ان فرنسا كانت هي المبادرة إلى إحياء هذه المفاوضات، وقد تزامن ذلك مع مؤتمر الحوار اللبناني في "سيل سان كلو" غير أن تصرفات كوشنير الإستفزازية تجاه السوريين جعلتهم يهملون فرنسا، مفضلين التعاون مع الأتراك على أساس ان من يقطع معنا بحجة الملف اللبناني لا ينتظر منا الكثير في ملفات أخرى.‏

في خضم هذا التعثر يبدو أن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي يواجه فشلا ثالثا عبر مشروع الإتحاد المتوسطي الذي طرحه، واضطر إلى التنازل عن مجمل محتواه تحت تأثير الرفض الألماني لهذه الفكرة.‏

وبحسب المصادر الفرنسية فإن ساركوزي اضطر إلى العودة لاتفاقية برشلونة وجعل الإتحاد المتوسطي ضمن فعاليات برشلونة.‏

هنا يبدو الحضور السوري اكثر من ضروري لنجاح اجتماع باريس في تموز المقبل. ويعود هذا الأمر إلى تردد الجزائر، وامتعاض تركيا من مشروع ساركوزي الذي ترى فيه محاولة لمنعها من دخول الإتحاد الأوروبي.‏

وتعتقد مصادر دبلوماسية فرنسية أن لبنان لن يحضر بشخص رئيسه، في حال غياب سوريا، وذلك كي لا يظهر ان الرئيس الجديد يقوم بعملية تطبيع مع "إسرائيل" من جانب واحد.‏

من هنا فإن فرنسا بحاجة للحضور السوري ـ بحسب المصادر المذكورة ـ حتى يتجنب ساركوزي فشلا ثالثا وكارثيا هذه المرة، لأن المشروع المتوسطي كان أحد بنود حملته الإنتخابية.‏

سوريا سوف تحضر ولكن بعد الحصول على ثمن كبير ليس أقله التطبيع الكامل للعلاقات مع فرنسا، ومنها مواقف حول المحكمة الدولية. وتقول المصادر إن المقربين من القصر الرئاسي الفرنسي يرددون ان المحكمة قد انطلقت تقنيا غير ان مصيرها العملي يتوقف على مواقف الحكومات اللبنانية المقبلة، ولن تكون فرنسا أكثر مَلَكية من الملك في هذا الموضع.‏

"بالمناسبة ما هي آخر أخبار محمد زهير الصديق".. تختم المصادر الفرنسية كلامها.‏

الانتقاد/ العد1270 ـ 9 حزيران/ يونيو 2008‏

2008-06-09