ارشيف من : 2005-2008
قائد الامن الوطني في جنوب قطاع غزة لـ"الانتقاد": نستعد، وحدَّدنا خطوط انتشار قواتنا
الانتقاد / مقابلات ـ العدد 1120 ـ 29 تموز/ يوليو 2005
حوار ـ إبراهيم قنن
مع اقتراب الموعد المحدد من قبل الإسرائيليين للانسحاب من غزة ما زالت هناك قضايا عالقة لم تعط حكومة الاحتلال إجابات واضحة ومحددة للجانب الفلسطيني حولها، خاصة في ما يتعلق بالموعد النهائي والدقيق لعملية الانسحاب، والخرائط التفصيلية، وعملية التنسيق مع الجانب الفلسطيني، وجهوزية قوى الأمن الوطني والشرطة الفلسطينية لاستلام المناطق المنوي إخلاءها.
ولمزيد من التفصيل حول الملف الشائك والمعقد أجرت "الانتقاد" هذا الحوار مع العقيد ركن جمال كايد قائد قوات الأمن الوطني في جنوب قطاع غزة.
ـ ما هي آخر النتائج والقرارات التي توصلتم إليها من خلال لقائكم المستمر مع الإسرائيليين فيما يتعلق بملف الانسحاب من غزة؟
ـ الجانب الإسرائيلي ومن خلال كل اللقاءات المتبادلة والمستمرة لم يقدم المعلومات الكافية حول الانسحاب، فالأسبوع الماضي كان لنا عدة لقاءات مع مسؤولي المنطقة الجنوبية في الطرف الإسرائيلي، ولكنهم لم يقدموا لنا المعلومات والخرائط الوافية بخصوص عملية الانسحاب والتواريخ المحددة لها، ولكن تم الاتفاق مع الإسرائيليين على تشكيل غرفة عمليات مشتركة مهمتها تنسيق وبحث آليات عملية الانسحاب من قطاع غزة، ومتابعة ومراقبة كل التطورات الميدانية على الأرض.
ـ ما هي الخطط والاستعدادات التي وضعتها قوات الأمن الوطني استعداداً لعملية الانسحاب والحفاظ على الممتلكات العامة؟
ـ كقوات أمن وطني وكسلطة فلسطينية قمنا بوضع خطتنا وحددنا المهام الأمنية المطلوبة منا، وحددنا الخطوط التي ستنتشر عليها قواتنا الفلسطينية بناءً على المعلومات التي حصلنا عليها من خلال اللقاءات مع الإسرائيليين، وتتلخص الخطة الفلسطينية الأولية في نشر ثلاثة خطوط أمنية من قوات الأمن الفلسطيني.
الخط الأمني الأول: يتشكل من قوات الأمن الوطني الفلسطيني التي ستكون مهمتها الأساسية حفظ حدود المستوطنات، ولن يكون لقوات الأمن الوطني أي احتكاك مباشر مع المواطنين الا في حالة الضرورة!!
الخط الأمني الثاني: ويتشكل من قوات حفظ النظام والتدخل السريع، والتي ستكون مهمتها التعامل مع المواطنين وإرشادهم، وعدم السماح لهم بالعبث او بالظهور بمظاهر غير أخلاقية تسيء لسمعة شعبنا الفلسطيني من خلال التعدي على الممتلكات والمنشآت العامة التي سيتركها الجانب الإسرائيلي، لأنها ملك للشعب الفلسطيني بأسره.
الخط الأمني الثالث: فيتشكل من الوحدات الخاصة التي يتم تشكيلها وتجهيزها في مدينة غزة خصوصا بهدف إحكام السيطرة الكاملة على أراضي المستوطنات التي سيتم الانسحاب منها، وستكون مهمتها كبيرة لأنها ستحافظ على جميع الممتلكات والمنشآت والمباني التي ربما سيبقي عليها الجانب الإسرائيلي، وستكون هذه القوات بقيادة اللواء جمعة غالي.
ـ فيما يتعلق بالحواجز الإسرائيلية في قطاع غزة وعمليات الإغلاق المستمرة لتلك الحواجز هل هناك آلية لوقف سياسة الإغلاق للحواجز؟
ـ الحواجز الإسرائيلية تشكل هاجسا كبيرا لدى المواطنين، بسبب عمليات التنكيل والإذلال اليومي التي تقوم بها قوات الاحتلال، وخاصة على حاجزي أبو هولي والمطاحن الواقع شمال مدينة خان يونس والذي يفصل قطاع غزة الى نصفين، وهناك لقاءات أمنية بين قيادة المنطقتين الجنوبية في الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني، تم خلالها الاتفاق على عدة نقاط أهمها نشر قوات فلسطينية مشتركة من الأمن الوطني، والشرطة، والأمن الوقائي، والاستخبارات العسكرية، تقوم بترتيب دخول الحافلات والمركبات وتسهيل حركة المواطنين على الحاجز من خلال تنظيم حركة المركبات والمواطنين من قبل الأمن الفلسطيني دون التدخل المباشر من قبل الإسرائيليين.
ـ هل لديكم معلومات حول كيفية سير عملية الانسحاب؟
ـ الحكومة الإسرائيلية لم تُعط على الإطلاق مواعيد دقيقة لتنفيذ خطتها في الانسحاب من غزة، فهم يخفون الكثير من الحقائق عن الجانب الفلسطيني، وخاصة مواعيد الانسحاب والخطط الأمنية، وأماكن الانتشار الخاصة بهم، لتأمين عملية الانسحاب، ومع الأسف هم أبلغونا بأنه لا توجد لديهم خطط واضحة ونهائية، وهذا غير صحيح فهم يحتفظون بالخطط ولكن لا يفصحون عنها، ولكن باعتقادي أن عملية الانسحاب ستبدأ من شمال قطاع غزة من مستوطنات (أيلي سناي، دوغيت، نسنيت) ومن ثم الانسحاب من مستوطنة (نتساريم) وبعدها يتم الانسحاب من مجمع (غوش قطيف) الاستيطاني الذي يمثل اكبر تجمع للمستوطنين، وأعتقد أن أمام الجيش الإسرائيلي ما يقارب الشهرين ليتم عملية الانسحاب، حيث كما الخطة المعلنة سيبدأ من 15/8 إخلاء المستوطنين، وبعدها سيحتاج الجيش فترة من 7/8 أسابيع لسحب المعدات الثقيلة من داخل المستوطنات، وباعتقادي أن الجيش الإسرائيلي سيعجل عملية الانسحاب بكل الوسائل الممكنة، ولكنه يخشى عمليات المقاومة.
ـ هل هناك اتفاق مع الاسرائيليين لتسيير دوريات مشتركة أثناء فترة الإخلاء؟
ـ لا توجد هناك أي عمليات تنسيق أمني مع الجانب الإسرائيلي بالشكل الكامل أو الحد الأدنى من التنسيق المطلوب، وهذا يعود لكون خطة الانسحاب خطة أحادية الجانب، وهذا أيضا يشكل عملية إرباك لانتشار قواتنا لان مسألة توقيت عملية الانسحاب تشكل أهمية قصوى بالنسبة لنا لكي تنتشر قواتنا بالشكل السليم والمطلوب، ولكن ما لمسناه وشعرنا به، أن لديهم رغبة قوية في اجراء التنسيق الميداني معنا، وسنجدهم مضطرين للتنسيق معنا!! حتى لا تتم عملية الانسحاب والإخلاء من المستوطنات، تحت إطلاق النار والقذائف!! ونحن وافقنا على ذلك.
ـ في حال قامت التنظيمات الفلسطينية بحشد مئات العناصر المسلحة بعتادهم من اجل الاستيلاء على المستوطنات، ماذا سيكون رد فعلكم؟
ـ اعتقد أن المستوطنات التي ستخليها قوات الاحتلال والمستوطنون هي ملك عام للشعب الفلسطيني، ولا يحق لأحد كان أن يتصرف فيها وفق تفكيره الخاص، سواء كانت حركة فتح أو حماس أو غيرهما من الفصائل.. هذه الأرض هي ارض فلسطينية محررة، وكل ما يوجد فيها من ممتلكات ومبانٍ ومنشآت هي ملك لعموم الشعب الفلسطيني، سواء كان في الداخل أو الخارج، وليس من الحكمة والمنطق أن نتقاتل على شيء هو ملك للشعب الفلسطيني، والسلطة الفلسطينية هي المسؤولة عنها، لكونها صاحبة الاختصاصات، ونحن بدورنا ندعو الفصائل الفلسطينية للدخول في المنظومة السياسية للشعب الفلسطيني عن طريق الانتخابات، فإذا فازت حماس فمن حقها الإشراف على الأراضي، وإذا فاز أي فصيل آخر فمن حقه أن يدير الأراضي والسلطة!!
أما أن يكون هناك تشكيلات مسلحة تسيطر على الأراضي فأعتقد هذا لن يحدث، ولن نسمح به، والأمر المطلوب من الجميع تنفيذه هو تغليب المصلحة الوطنية على المصالح الحزبية والشخصية.