ارشيف من : 2005-2008

رفض التخلي عن الجنسية اللبنانية مقابل الاحتفاظ بالجنسية الصهيونية: نسيم نسر الى الحرية قريباً

رفض التخلي عن الجنسية اللبنانية مقابل الاحتفاظ بالجنسية الصهيونية: نسيم نسر الى الحرية قريباً
يوم الأحد القادم الواقع فيه الأول من شهر حزيران/ يونيو يكون الأسير اللبناني في السجون الصهيونية نسيم نسر حرا في بلاده، قد عاد الى وطنه بطلا كبيرا شامخا، بعد أن تحدى الضغوطات الصهيونية لتغيير مواقفه الوطنية. وكان نسيم نسر قد حكم بالسجن لمدة ست سنوات عام 2002 بتهمة التجسس لحزب الله.
فقد نقلت محامية الاسير نسر، سمادار دن ايتان، أن اطلاق نسيم نسر سيتم يوم الاحد في الأول من حزيران/ يونيو القادم عبر الصليب الأحمر الدولي الذي اكد اتصال قوات الاحتلال به وابلاغه ان نسر سيعبر الاحد المقبل معبر الناقورة باتجاه لبنان وباشراف اليونيفل والقوى الأمنية والعسكرية اللبنانية.
من هو نسيم نسر؟
هو ابن بلدة البازورية الجنوبية اعتقل عام 2002 على يد السلطات الصهيونية بتهمة التعامل مع حزب الله. وكان نسر من الشباب الطليعيين في الجنوب اللبناني، شهد الاعتداءات والمجازر الصهيونية بأم عينه عام 1978 وعدواني تموز 1993 ونيسان 1996، وكان عنده توق كبير لينتقم لكل هذه الجرائم.
سافر نسيم نسر الى الخارج وتزوج من امرأة روسية من اصل يهودي، وأنجب منها ابنتين، وحصل على الجنسية الإسرائيلية، وسافر الى تل أبيب عام 2002. وفي نفس العام اعتقل نسر بتهمة التجسس لحساب حزب الله ووضع في السجن. تنقل نسر بين عدة سجون، وتعرض للتعذيب، ومورست عليه ضغوطات كبيرة بقصد التخلي عن الجنسية اللبنانية والاحتفاظ بالجنسية الإسرائيلية، لكنه داخل المحكمة العليا الصهيونية أصر أن يحتفظ بجنسيته اللبنانية، ورفض أن يتخلى عن وطنه لبنان وعن المقاومة. وخلال فترة سجنه خيرت سلطات العدو الأسير نسر بين المنع من رؤية زوجته وابنتيه وبين التخلي عن الجنسية اللبنانية والاحتفاظ بالجنسية الصهيونية، وأمام هذا الامتحان الصعب رفض الأسير نسر أن يتخلى عن جنسيته اللبنانية، كما رفض الاحتفاظ بالجنسية الإسرائيلية.
لكن ذلك لم ينه حملة الضغوط على الأسير اللبناني ووضعته سلطات العدو في العزل الانفرادي. وتعرض للضرب والتعذيب المبرح بقصد إذلاله وتكسير عنفوانه، ولكونه موجودا في سجن جنائي وليس في سجن يخص الأسرى، كانت سلطات العدو تحرض السجناء عليه بالضرب من اجل قتل نفسيته. لكنه بقي مصرا على موقفه البطولي بعدم التخلي عن جنسيته اللبنانية ودعم المقاومة. وأمام هذا الموقف المشرف للأسير نسر يئس الإسرائيلي منه، وفي السادس من شهر نيسان الماضي أضافت سلطات العدو شهرين على حكمه نتيجة إشكال حصل بينه وبين حراس السجن، لأنهم تطاولوا على الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله. وفي السادس والعشرين من شهر نيسان نقل من سجن هشارون الى سجن بيسان حيث اخضع للمحاكمة من قبل وزارة الداخلية وقضاة من المحكمة العليا وأجهزة المخابرات. وكالعادة حاول الصهاينة إغراءه وطلبوا منه أن يخرج الى الإعلاميين ويصرح لهم بأنني أحتفظ بالجنسية الإسرائيلية، لكنه رفض وأصر على موقفه "لن أتخلى عن جنسيتي اللبنانية، وأنا لبناني وسأعود الى وطني ولن أتخلى عن حزب الله". بعد أن سمع الإسرائيليون هذا الكلام وأيقنوا أن لا فائدة مما يتمنونه، صدر القرار بطرده من "إسرائيل". بعد هذا القرار بقي نسر داخل السجن على أن يطلق سراحه في غضون ستين يوما من صدور القرار الأخير.
وبذلك يخرج نسر بطلا من سجون الاحتلال محلقاً في فضاء الحرية.
مصعب قشمر   
الانتقاد/ العدد1269 ـ 30 ايار/ مايو 2008

2008-05-28