ارشيف من : 2005-2008
في ذكرى قصفها للعراق: طائرة B1 تتحطم على أرض قاعدة العديد في قطر
بغداد، تحطمت بالامس وعلى أرض قاعدة العديد في قطر واحدة من السرب الحاقد الذي قصف العراق وكان مساهماً في احتلاله.
في بطاقة تعريف لطائرة B1 توصف بانها طائرات إستراتيجية بعيدة المدى تستطيع حمل القنابل النووية.
واستخدام هذا النوع من طائرات يعني بالمفهوم العسكري أن القوات البرية غير قادرة على المواجهة العسكرية أو هي تواجه مشاكل حقيقية مع الخصم على أرض المعركة، و أنها لا تستطيع السيطرة على تلك الأراضي بالوسائل العسكرية الأخرى كسلاح المشاة والطائرات العمودية حتى الطائرات الأخرى هي في متناول المضادات الأرضية للخصم، هذا من جانب و من جانب أخر محاولة التأثير على العدو معنويا.
طائرة B1 ، تعتبروريثة وخليفة الطائرة الإستراتيجية B52، وهي قاذفة صممت في نهاية الستينات من شركة "نورث أمريكان"، وفي عام 1970 أحتفظ بها لبرنامج كقاذفة استراتيجة لبرنامج " أ.م.س.أ" ، لتأخذ مكان القاذفة " فوق الصوت " B70.
أربعة طائرات B1، تجريبية تم بناؤها ، ابتداء من 1974، لكن تم توقيف إنتاجها في منتصف 1977، بسبب تكاليفها الباهظة لكن أعيد إنتاجها في عهد ريغان ،عام 1981.
هي في الحقيقة آلة حرب حقيقية، حمولتها كبيرة جدا، تصل حتى 50 طن من الذخائر ، طاقمها يتكون من أربعة أفراد ( طيارين و ملاحيين)، تستطيع الطيران " الأعمى" بفضل رادار الالكتروني المتطور جدا ،بسرعة 1000 كلم في الساعة.
شاركت هذه الطائرات في عملية عاصفة الصحراء ضد العراق عام 1998، و في حرب كوسوفو عام 1999 ، تنطلق من قواعدها في الخليج، شاركت بإطلاق العشرات من صورايخ كروز و ما شابها ضد العراق في عام 2003.
وحسب الكاتب الأمريكي وليم أركِن، تستضيف قطر أهم بنية تحتية عسكرية أمريكية في عموم المنطقة، وفيها يوجد المقر الميداني للقيادة العسكرية المركزية للمنطقة الوسطى من العالم CENTCOM الممتدة من آسيا الوسطى للقرن الأفريقي، بينما المقر الرئيسي لتلك القيادة في قاعدة ماك دِل MacDill الجوية في ولاية فلوريدا الأمريكية.
وكانت قد انتقلت القيادة الجوية للقيادة العسكرية المركزية الأمريكية CENTCOM من السعودية إلى قطر ما بين عامي 2002 و2003، ومقرها قاعدة العديد الجوية التي تفتخر بأطول وأفضل المدرجات في عموم المنطقة. ويزعم أركِن أن قطر أنفقت ما يزيد عن أربعمائة مليون دولار لتحديث العديد وغيرها من القواعد مقابل "الحماية" العسكرية الأمريكية للدولة الخليجية الصغيرة.
وبدأت قطر منذ 1995 تستضيف بعضاً من القوات الجوية المكلفة بالإشراف على منطقة حظر الطيران في جنوب العراق. وتحولت الجزيرة خلال التسعينات إلى واحدة من أكبر مخازن الأسلحة والعتاد الأمريكي في المنطقة، وبنت على نفقتها مجمعاً يضم سبعاً وعشرين مبنىً لتخزين الآليات والقوات الأمريكية استعداداً للعدوان على العراق.
انتقل المقر الميداني للقوات الخاصة، التابعة للقيادة العسكرية المركزية الأمريكية للمنطقة الوسطى، إلى قاعدة السيلية القطرية عام 2001. وحضنت السيلية بعدها المقر الميداني للقيادة المركزية الأمريكية للمنطقة الوسطى المذكورة أعلاه، وقد تمت عملية نقل المقر الميداني حسب أركِن تحت ستار التمرين العسكري "نظرة داخلية" Internal Look، الذي كان في الواقع تمريناً على خطة قيادة العدوان على العراق Operation Iraqi Freedom، وليلاحظ القارئ الكريم أن هذا التمرين جرى عام 2002، أي بغض النظر عن أية خطوات سياسية قامت أو لم تقم بها القيادة العراقية آنذاك، فقد كانت خطة العدوان رهن التنفيذ.
وكان للقيادة المركزية الأمريكية في المنطقة الوسطى CENTCOM قبل أحداث 11 سبتمبر أربعة مرافق خاصة بها في قطر، بالإضافة إلى حقها باستخدام أربعاً وعشرين مرفقاً تابعة للقوات المسلحة القطرية، وكانت معدات فرقة مدرعة ثقيلة قد خزنت في موقعين منفصلين، الأول في السيلية، والثاني في مكانٍ ما على بعد 531 ميلاً جنوب غرب الدوحة.
والطريف أن الرمز العسكري المشفر للنشاطات العسكرية الأمريكية في قطر هو "معسكر سنوبي" Camp Snoopy، وسنوبي شخصية كرتونية مألوفة تمثل كلباً أبيض ظريفاً جداً، تجده في المسلسلات والرسوم الكرتونية في الصحف والمجلات، ويأتي أحياناً على شكل ألعاب للأطفال. ويضم معسكر سنوبي اليوم:
1) مطار الدوحة الدولي، 2) معسكر السيلية، 3) قاعدة العديد الجوية، 4) نقطة تخزين ذخيرة في قاعدة فالكون-78، تقول مراجع على الإنترنت أنها موجودة في منطقة تسمى صلنة، أو صلنح، وأخيراً، 5) محطة أم سعيد للدعم اللوجستي، وأم سعيد اسم مكان بالطبع لا اسم إنسان...
هذا، وقد سبق واستضافت قاعدتا مطار الدوحة الدولي والعديد الجويتين، على ذمة أركِن، أسراباً كثيرة من الطائرات الأمريكية المقاتلة وطائرات الشحن والحاملة للدبابات وغيرها. فالدوحة تعتبر محور النقل الجوي العسكري الأمريكي إلى دجيبوتي، ودوشنبي في طاجيكستان، والمصيرة في عمان، وقندهار في أفغانستان، وشمسي في باكستان.
التاريخ: 5/4/2008