ارشيف من : 2005-2008
بريد القراء 1245 ـ 14 كانون الاول/ ديسمبر2007
"كفررمان تزرع في الأرض أقحوانه"
إلى الشهيد محمد الشيخ تيسير رزق
كان اسمه محمد .. وجهه كحقول القمح..
يزداد اخضرارا كلما اشتد النجيع في تراب الخصب
كان يجمع ألوان الشفق من دفاتر الشهداء..
يحملها حنّاء.. لهدأة البحر حين يعتريه الموج الناعم..
يدغدغ خديه عند المساء..
وكانت كفررمان تسكن عينيه ووجنتيه..
وفي قلب شهدائها المئة والستة والسبعين شهيداً، وهو الآن..
كان والده الشيخ الجليل يسقيه من العبرات، يلقنه درس كربلاء من وجع الحزن الممتد عبر التاريخ..
كان محمد الحالم يجمع ألوان الفرح.. يجمعه حبة حبة
يذهب مع الفجر ينتظر الشمس.. عند سهل المئذنة..
يفاجئها بهامته.. يزرع فيها قلبه ليشرق من أكمامها عطراً للموسم..
كبر بعمر مقاومته.. فغدا طالباً في المعاهد..
يرتشف الحرف من شهد الكتاب، ومجاهداً يعرف أن سر العزة في المقاومة..
ويأبى إلا أن يكون دوره هو المقاوم..
شاهدوه منذ أسبوع وهو يقوم بهذا الدور في مسرحية "فتية الوعد".. كان يمشي في المقاومة ولا يحكي..
صامتاً كيناع الورد على أغصان الصبح، يذهب إلى هناك.. إلى مساحات العز يفترش قلبه ويزرع أنامله أماناً للناس..
يفكك القنابل العنقودية، وينتزع الاحتلال المدفون في تراب الجنوب..
بالأمس استشهد محمد..
استشهد وهو يزرع الفرح في قلوب الأطفال..
وليبقى الفلاحون في قطاف الزيتون، ليعتصروه زيتاً يضيء سراج الشمس..
ليشرق محمد الشيخ تيسير من عيونهم قمراً.
وليبقى سهل المئذنة في كفررمان.. ليبقى جاراً للجرمق والوادي الأخضر والريحان،
وجنى الجنتين دان..
عماد عواضة
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
يا صاحب العمة الوضاء
يا صاحب العمّة السوداء يا حسناً
نصر من الله فينا من أهالينا
يا صاحب العمّة العصماء يا بطلاً
في حالك الدهر يهدينا ويُهدينا
من ألف عام نباري الحزن في فرح
شاب الزمان وما شابت أمانينا
يا سيّد القول في عصر السكوت ألا
ترى المحامين أسرى في صحارينا
إنا لنشهد والتاريخ دوّنها
يا من ظمئت ولكن كي تروّينا
يا صاحب الراية العرباء يا علماً
في مفرق الدهر مشكاتاً لرانينا
إنا جميعاً فدينا من يجاورنا
سل الجليل وسل لبنان أو سينا
إنا احترمنا، عشقنا من يحاورنا
للسلم والحرب سل عنا أعادينا
من بعض ما قلت ها تموز شاهدة
عند الشهادة ما ينفي تداعينا
يا من ورثت حسيناً في مآثره
نحن القوافل أنت اليوم حادينا
لولا رجالك لا نصراً نقول به
ولا تقرّ لنا في عزة عينا
لولا رجالك أين النصر من بلد
لولا شخوص المنايا من أمانينا
فأنت وحدك ما أبقى الزمان لنا
يشدو باسمك غادينا وبادينا
إن تحجب الشمس أميركا وشلتها
فأنت يا نصرُ شمس في ليالينا
بذل النفوس على البلوى لنا دينا
وكل درب على التقوى لنادينا
من خالص الحب غنينا قصائدنا
وأنشد الكون والدنيا قوافينا
من خمرة العشق روينا الهوى طرباً
ترقص الدنّ والساقي خوابينا
من خافق الحب حنّينا العلا بدم
إن يدعُ يا رب قال النصر آمينا
يا صاحب الراية الصفراء، مغسلة
ريّا القطوف تدانت من أيادينا
ما كان خصمك إلا من وهى دينا
يا صادق الوعد فينا بل وهادينا
معمّر أنت والباقي مخربة
هذي الخفافيش مذ كانوا شياطينا
هذي رجالك جند الله منشدة
بوح الهوى أنت بل بوح الهدى فينا
الشاعر حكمت الجنيدي ـ حمص ـ سوريا
ـــــــــــــــــــــــــــ
لا يستويان عند الله مثلاً
لقد وردت الكثير من الآيات القرآنية التي تفرّق بين المؤمن والكافر وبين من يسير في خط الصراط المستقيم وبين من ينحرف عنه، فلا يستويان مثلاً عند الله تعالى: "قل هل يستوي الأعمى والبصير أفلا تتفكرون" (الأنعام /50)، وقال تعالى: "أومن كان ميتاً فأحييناه وجعلنا له نوراً يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارجٍ منها كذلك زين للكافرين ما كانوا يعملون" (الأنعام/122) وقال: "وما يستوي الأعمى والبصير ولا الظلمات ولا النور ولا الظلّ ولا الحرور وما يستوي الأحياء ولا الأموات إن الله يسمع من يشاء وما أنت بمسمعٍ من في القبور" (فاطر/19). في هذه الآية يشبه سبحانه الكفّار بمن يسير في الظلمات وبالأموات نظراً إلى انهم ميتون في العقيدة وفي الايمان، ويشبه المؤمنين بمن يسير في خط النور وهم أحياء، قال سبحانه: "أفمن كان مؤمناً كمن كان فاسقاً لا يستوون" (السجدة/18).
كما ويشبه الله تعالى من اتخذ من دونه أولياء بالأعمى الذي يمشي في طريق الظلمات ويشبه الموحد بالبصير الذي يسير في طريق النور: "قل هل يستوي الأعمى والبصير أم هل تستوي الظلمات والنور" (الرعد/16)، وقال سبحانه: "أفمن يمشي مكباً على وجهه أهدى أمّن يمشي سوياً على صراطٍ مستقيم (الملك/22) فلا يستويان عند الله مثلاً!! "أفنجعل المسلمين كالمجرمين ما لكم كيف تحكمون" (القلم/35)، كذلك لا يستوي المسيئون مع المحسنين، قال عزّ من قائل: "أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات سواءً محياهم ومماتهم ساء ما يحكمون " (الجاثية/21)، ولا يستوي الخبيث والطيب ولو كثر عدد الخبيث: "قل لا يستوي الخبيث والطيب ولو أعجبك كثرة الخبيث" (المائدة/100).
وأخيراً: "لا يستوي أصحاب النار وأصحاب الجنة أصحاب الجنة هم الفائزون" (الحشر/20).
وسام اسماعيل
أحمد محمود .. يحب الحياة!
الحمد لله..
أخيراً تذكر الشباب "إنو عندن صف"!
أخيراً تذكر الاخوان "إنو صار لازم ينزلوا عالشغل"!
أخيراً تذكروا أن ثمة من يجب أن "يرجع من السفر" ومن "يبقى هون" وتناسوا أنهم حوّلوا البلد خلال أكثر من سنة إلى جمهورية الاضرابات والاعتصامات المتلاحقة والمتواصلة! وأن لبنان بفضلهم بات جمهورية "المحكمة"! كان الاهتمام بالوضع الاقتصادي في ذلك الوقت تنكراً لدماء الرئيس الحريري! كانت "النزلة عالشغل" في ذلك الوقت استخفافاً بجريمة العصر! كان الحضور إلى الصف يتم بأمر عمليات من الباب العالي في "ريف دمشق"!
كم أكره اللغة العربية حين تصبح أداة طيّعة في فم المتلونين ومحترفي الكذب، الذين يتخذون الموقف وعكسه دون أن يراودهم أي شعور بالخجل! ألا يعرف هؤلاء سبب التأييد الشعبي العارم للسيد حسن نصر الله والعماد عون؟ منذ بدأ هذان الرجلان بالعمل السياسي وحتى الآن، لم يصدر عن أي منهما موقفان متناقضان، لم يضطرا يوماً لنفي موقف أعلناه أو تصحيحه أو توضيحه، ليس لديهما ما يخجلان به، مواقفهما ثابتة، لا تتبدل بمرور الزمن، ولا بتغير موازين القوى، ولا بتقلّب الظروف، ولا بتبدل التحالفات، هي ذاتها في الحرب والسلم، في الرخاء والشدة.. هل يدرك هؤلاء ذلك؟ وهل يستطيعون أن يكونوا كذلك؟
وأخيراً لهؤلاء نقول :أحمد محمود كان أيضاً يحب "النزلة عالشغل" والحضور إلى الصف! كان أيضاً يحب الحياة!
أحمد حيدر
الانتقاد/ العدد 1245 ـ 14 كانون الاول/ ديسمبر 2007