ارشيف من : 2005-2008
بريد القراء / العدد1241 ـ 16 تشرين الثاني/ اكتوبر2007
"إلى حسين"
مهداة إلى الشهيد السعيد حسين علي حمودي
حسين يا وردة قطفت من جنتها قبل الذبول
ودعتنا باكراً قبل الأوان
قبل أن ينبت الزهر والأقحوان
ما أجمل الدحنون الأحمر وهو يزهو بأريج دمك العاطر ووجهك الوردي كأنه زهرة بريّة أزهرت وغادرت
وبسمتك التي ما فارقت وجهك
الجميل
يا صاحب الضحكة الرنانة والصوت
الرقيق، حسين.. لقد رحلت سريعاً
فتركت كل هذا الوجود ولامست الخلود
وعجلت بالرحيل
يا ملائكة السماء افتحي جنان الخلد واستقبلي عريساً جديداً التحق بقافلة الشهداء
لن ننساك أبداً يا أيها الشهيد السعيد
رنا خليل دبوق
ــــــــــــــــــــــــــــ
حزب النصر
تلونت الأرض بلون الدماء
لمقاومة نشرت البطولة والفداء
هذي طلائع النور فانحن
اجلالاً وارفع الأكف لها بالدعاء
بطولة أعطت للنصر كل المعاني
نصر الله من الأرض ومن السماء
يا حزب الله على الدرب أكمل
فقد نسينا التاريخ ونسينا الوفاء
نسينا أمجادنا ونسينا أسلافنا
وأصبحنا بين العالم العرب الضعفاء
تناسينا أن الجهاد حق علينا
وتركنا هذا الحق وبقي الأشداء
حرروا عقد الخوف فينا حرروا
فقد أصبحنا نفخر أننا قوم جبناء
علمونا كيف أن الإنسان يحيا
بالكرامة والعزة ونشيد الشهداء
علمونا كيف أصبح النصر غاية
فقد نسينا النصر ونسينا الفداء
يا بواسل النور الكرام أكملوا
فوالله لا يأتي النصر إلا من الكرماء
عدونا فنان في اقتلاع الأعين
والقتل والغدر عنوان له ورجاء
والله لم يبق للدفاع عنا سواكم
فأنتم الأمل بالعزة وأنتم الثناء
يا سيد المقاومة ويا سيد النضال
أمدك الله بنصره وأمدك بالعطاء
مازن النوري ـ دمشق ـ سوريا
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أجنوب يا وجع الضمير بأمتي
أجنوبُ يا وجه الضمير بأمتي،
يا فخرها، يا زيتها وفتيلا
يا طهر يا برك الدماء فكلها
قانا، الخيام، القاع، يحمر، حولا
قانا: وتعتمل الجراح مجدداً
يا من اتخذت من النزيف خليلا
اهدوك صاروخاً لفرط ذكائه
اكتشف النساء، ورضعا وكهولا
فاغتال نومهم، وأنهى خوفهم
صور تشيب الطرف حيث أجيلا
وتوجه الأحياء من شهدائهم
لمن استمرت للعثار مقيلا
يا امة كانت انوفاً شمخا
هل بين انفك والكرامة حيلا؟؟
اكل اليباس ربيعنا، بل كاد أن
يُنسي الخيول شتائما وصهيلا
ايجاهرون بخوفهم من نصركم
وعلى تهودهم تريد دليلا!!؟؟
أوَهل يفاخر بالنضال واهله
من إن يعش دهراً يعشه ذليلا
ألفوا الحجور وريحها فترعرعوا
جيلاً يحدّث في المهانة جيلا
فهموا الحياة مناصباً ومكاسبا
وأطايبا وملاعبا وحجولا
ولطول ما ديست رقابهم ونـىً
ظلوا لأقدام الغزاة نعولا
ولوا أنهم أمروا لقاء عروشهم
دحض الشريعة أنكروا التنزيلا
صدموا بسجيل الجنوب فغيّروا
وغدت حداة الفيل تشكو الفيلا
نبت ايادٍ تسمن الغول الذي
في كل مملكة سينبت غولا
يا سادتي: خرف الزمان ولم يعد
بذوي الجلالة يتقن التهليلا
حتى وبالمنديل ان تستعموا
تجدوا الحرائر حرمت منديلا
فاشمخ وحيد القام حزبا لم يزل
والشام همّ القاصرين حمولا
تالله: لو لم تعلكوا ناب الأذى
مشت الرؤوس مع النجيع سيولا
قسماً بذات الله تلك عناية الـ
مولى فروانا جوى وغليلا
وسيحتذي بمثالكم وفعالكم
من شاء من زرد الدجى قنديلا
وستأكل الأبطال فضلة زادكم
يا أنجماً أعصت نوى وأفولا
حتى وان نشروا الدمار رسائلا
أو أنهم بعثوا الجحيم رسولا
خذني بأذني للجنوب تكرماً
علي ـ ولو غصباً ـ أكون جليلا
وارفعن فوق قذيفة لم تنفجر
صوّرن ثم تكفل التذليلا
واكتب بغصن أفحمته قنابل
قزم يحاول أن يكون طويلا
غسان الأحمد ـ ابو حميدي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إني الجنوب
إخلع نعالك إن وطئت ترابي
إني الجنوب، تقدست أعتابي
واسجد على باب الشهادة والتقى
يا عزّ من سجدوا على أبوابي
واقرأ على أذن الزمان ملاحما
نبضت بها روحي وماء شبابي
سور من المجد الرفيع وحكمة
لله ثبتها بمتن كتابي
افتح تجد أيار أول سورة
واقلب على تموز سورة آب
نصر الى نصر، وسفر خالد
يختال تيّاهاً على الأحقاب
*****
سجل ولا فخر بصفحة أمتي:
بدمي قهرت عصائب الإرهاب
لمّا دعا الداعي الى بذل الفدا
لبّيت والنيران ملء إهابي
فركبت بأسي، وارتديت كرامتي
فكرامتي، قبل الثياب، ثيابي
وعقيدة شبّت على نبض الحسين
بكربلا ونجيعه المخصاب
كانت سلاحي في المعارك كلها،
وتَخِذتها ذخراً ليوم مصاب
فصرعت ذاك الوحش في هيجانه
فوق التراب، مكسر الأنياب
ورجعت من أم المعارك وردة
حمراء تقطر في عروق ترابي
باكرت أبواب السما ففتحتها
وبنيت في أعلى النجوم قبابي
وتركت أرضاً للذباب يجوبها
هيهات يلحقني جناح ذباب!
*****
وشمخت في ليل العروبة ساطعاً
لو كان يبصرني بنو الأعراب!
"قد كنت أفديهم" بخالص مهجتي
وهم الذين تسببوا بعذابي
عذراً، بني رحمي، لقد قاومت دون
اجازة منكم، ونلت ثوابي
دافعت عن حقي بقوة ساعدي
أوَيُرتجى حق بغير غِلاب؟!
كل الشرائع جوّزت ردّ الأذى
حتى ولو كانت شريعة غاب
وحدي، أنا قاومت، لم أقصد
فضيحتكم، فليس الفضح من آدابي
أقوالكم فضحت خبيث صدوركم
وفعالكم سم بعضّة ناب
عذراً، بني رحمي، لأني لم أكن،
وقت المعارك، جاهزاً لعتاب
كيف السبيل الى العتاب ولم تزل
سِكّينة الأعداء فوق رقابي؟!
أمن العدالة عندكم أن تطلبوا
إغماد سيفي في بطون قرابي
والضرب في صدري كسح سحابة
والطعن في ظهري كسح سحاب؟!
هل ترفعون رماحكم عني قليلاً
كي ألملم نكبتي وخرابي؟!
والله ما ضرب العدو أشد وقعاً
في دمي من ضربة المحراب!
*****
وأنا السماحة، كابراً عن كابر
وأنا الوفي لإخوتي وصحابي
لو أغرزوا أشواكهم في مقلتي
لحميت ذاك الشوك، بالأهداب
لو أنهم صبروا على "من غامروا"
لو أنهم قد أجّلوا استجوابي
لجمعت من جثث العدو بيادرا
ورميتها، للسائلين، جوابي
إني لأرفض أن يحاسبني بنو
أمي، وهم أولى بألف حساب
أو أن يطاول قامتي قزم قضى
أيامه في لثم كل ركاب!
لا شبه لي، إني الفريد بإخوتي
إني "كيوسف" في جمال شبابي
إني "كيوسف" آية للسائلين
وعبرة تهدي أولي الألباب
فاسجد على بابي كإخوة "يوسفٍ"
يا عزّ من سجدوا على أبوابي
واخلع نعالك مثل "موسى" في "طوى"
إني الجنوب، تقدَّسَتْ أعتابي
علي قعيق
الانتقاد/ العدد1241 ـ 16 تشرين الثاني/نوفمبر 2007