ارشيف من : 2005-2008
رئيس كتلة حماس الانتخابية إسماعيل هنية للانتقاد:حماس دخلت المجلس التشريعي لحماية برنامج المقاومة وليس العكس
حاوره في غزة: عماد عيد
في العمر يسبقه الكثيرون من قادة حماس وفي المرتبة التنظيمية هناك أيضا من يتقدم عليه، لكنه ربما الأكثر شعبية في صفوف الفلسطينيين في الداخل من بين قادة الحركة السياسيين.. الابتسامة لا تفارق ثغره حتى في اللحظات الصعبة.. اختياره لمنصب رئاسة القائمة الانتخابية لم يكن عبثا فهو الأقرب إلى قلوب الناس .. يسكن في مخيم الشاطئ بين عشرات الآلاف من اللاجئين الفلسطينيين الذين منحوه أصواتهم ودعموه ربما ليكون رئيس الوزراء الفلسطيني أو رئيس المجلس التشريعي القادم في ظروف اقل ما توصف أنها حرجة.
"الانتقاد" التقت الأستاذ إسماعيل هنية القيادي البارز في حركة حماس لاستطلاع آرائه حول المرحلة القادمة وعمل حماس فيها والإشكاليات التي قد تصاحب عمل أول حكومة ترأسها حماس، وكان معه الحوار التالي:
ـ أين وصلت جهود تشكيل إقامة الحكومة الفلسطينية وما هي السيناريوهات؟
* أمامنا العديد من الصيغ لكننا نفضل حكومة وحدة وطنية، أي حكومة ائتلاف وطني موسع يغلب عليها طابع التكنوقراط التي يمكن أن تفتح الباب واسعا لتقديم الخدمة الأفضل للشعب الفلسطيني ولحمل برنامج الحكومة في شقيه السياسي والمدني، وتشكيل الحكومة سيأخذ القسط الأوفر في مباحثاتنا مع كل الجهات الفلسطينية والعربية، وسنحاول الخروج بأفضل صيغة نقدمها للشعب الفلسطيني ونقدمها للبرلمان الفلسطيني في اجتماعاته القادمة لتحظى الحكومة بالثقة، وربغم كل التصريحات التي نسمعها هنا وهناك فإن حركة فتح لم تبلغنا رسميا بموقف رافض.
ـ لكن ما هو الموقف إن أصرت حركة فتح على موقفها وكيف ستواجه حماس الضغوطات الأوروبية؟
* إذا رفضت فتح المشاركة في تشكيل حكومة وطنية فحماس قادرة على تشكيل حكومة بنفسها. وهي ليس اقل من غيرها في القدرة على إدارة المرحلة ومواجهة الاستحقاقات في حميع القضايا التي لها صلة بالساحة الفلسطينية، سواء في البعد السياسي أو البعد الداخلي، وحركة حماس قادرة وبشكل سريع أن تشكل حكومة تحظى بثقة الشعب الفلسطيني لان الثقة البرلمانية متوافرة، برغم أن حماس عندما طرحت قضية الشراكة السياسية كانت تطرحها من واقع الإيمان بأهميتها، وليس كنوع من الدعاية، وبالنسبة للأوروبيين فنحن ندعوهم لحوار مفتوح بلا شروط مسبقة فليس من المعقول أن يطلب الأوروبيون منا الاعتراف بدولة الاحتلال ونحن الضحية ونحن الذين نتعرض للقتل والذبح كل يوم.
فمنظمة التحرير اعترفت بـ"إسرائيل" والرئيس ابو مازن انتخب على برنامج التسوية والمفاوضات، فماذا قدم الاسرائيليون للشعب الفلسطيني ولأبي مازن وهو قد مضى عليه عام منذ انتخابه..
ـ كيف تنظرون في حركة حماس إلى ازدياد وتيرة الاغتيالات وتكرار الغارات الجوية؟
* هذا استمرار لسياسة القتل والتدمير والسياسة الإرهابية التي يتبعها الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني على مدار سنوات الانتفاضة، وهذا دليل إضافي على أن هذا الاحتلال لا يرغب مطلقاً بهدوء أو استقرار في هذه المنطقة, كونه يستمر في سياسة الاغتيالات لقيادات ولكوادر المقاومة الفلسطينية، وهو يتصور واهماً أن هذه الاغتيالات تكسر إرادة الشعب الفلسطيني، ويمكن أن تدفعه نحو اليأس والإحباط والقبول بشروط تصفية القضية الفلسطينية, وهذا وهم وهذا عبث، فالاغتيالات تزيد الشعب الفلسطيني قوة وتوحداً وتمسكاً بحقوقه المشروعة, وتزيده تمسكاً بالمقاومة وبحق الدفاع عن النفس.
ـ لكن هناك من يرى أن عمليات الاغتيال برغم أنها وجهت لحركة فتح والجهاد الإسلامي لها مغازٍ سياسية موجهة إلى حركة حماس كتهديد مبطن لها فكيف تنظرون إلى هذا الأمر؟ وما هو مستقبل المقاومة في ظل وجود حركة حماس في المجلس التشريعي؟
* أولاً نحن لا نقرأ الدم الفلسطيني بالمعادلة السياسية، ونقرأه على أنه دم فلسطيني سفك سواء كان من فتح أو من حماس أو من الجهاد أو من بقية الفصائل الفلسطينية لأنه في الأخير يبقى دماً فلسطينياً.
ثانياً حركة حماس اتجهت نحو المجلس التشريعي من أجل منح المقاومة الشرعية السياسية وحماية برنامج المقاومة وليس العكس.
ـ التقيتم مع الرئيس الفلسطيني أبو مازن هل نستطيع أن نقول ان الطريق نحو تشكيل الحكومة قد اقترب، وأين وصلت هذه الجهود؟
* اللقاء مع الرئيس أبو مازن كان لقاءً ايجابياً ومريحاً ومثمراً لأننا اتفقنا مع الرئيس على تحديد يوم 16 الجاري لعقد الجلسة الأولى للمجلس التشريعي، ثم البدء بالمشاورات الرسمية وغير الرسمية لتشكيل الحكومة بعد تكليف الرئيس للشخص الذي ستقدمه حماس للقيام بهذه المهمة, والجانب الآخر أننا على صعيد الحركة شكلنا الوفد الذي سيتولى مهمة المشاورات مع القوى والفصائل والشخصيات والشرائح المختلفة بغية التوصل إلى أفضل صيغة للحكومة الفلسطينية القادمة، والذي يمكن أن نقدمها للبرلمان الفلسطيني وكذلك للشعب الفلسطيني.
ونحن نقطع أشواطا طيبة على هذا الصعيد، وما زال أمامنا مساحة واسعة للمشاورات الفلسطينية وكذلك المشاورات مع امتنا العربية والإسلامية.
ـ أين يقع فلسطينيو الشتات من برنامج حركة المقاومة الإسلامية حماس؟
* في أكثر من مساحة الأولى هي التمسك بحق العودة للملايين المشردين، إلى أرضهم وديارهم، وهذا حق ثابت ومقدس ولا مساومة عليه, الشيء الثاني في إطار ترتيب البيت الفلسطيني والمؤسسة الفلسطينية لأننا نرى أن الانتخابات التشريعية هي خطوة أولى على طريق ترتيب البيت الفلسطيني بجناحيه في الداخل والخارج، ومن هنا نحن نتجه إلى تفعيل الحوار حول منظمة التحرير الفلسطينية وإعادة بنائها على أسس سياسية وتنظيمية جديدة, واعتقد أن الأخوة الفلسطينيين في الشتات هم في قلب معادلة الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي، وفي قلب المعادلة السياسية بالنسبة للشعب الفلسطيني, وبالنسبة للقضية الفلسطينية. ونحن كالطائر له جناحان، جناح في الداخل والآخر في الخارج, ولا يمكن لهذا الطائر أن يطير بجناح واحد.
ـ ما هي الرسالة التي توجهها لفلسطينيي الشتات وتحديداً اللاجئين الفلسطينيين في لبنان الذين يعانون كثيراً في سكناهم هناك؟
* أولاً نوجه التحية لأبناء شعبنا الفلسطيني في الشتات وفي مخيمات لبنان الذين حافظوا على الهوية الفلسطينية وتمسكوا بحق العودة برغم تقادم الزمن، وبرغم كل محاولات تصفية هذا الحق المقدس, ونؤكد لهم أن حركة المقاومة الإسلامية حماس وكل أبناء شعبهم في الداخل يحتضنون هذا الحق بالعودة، ويتمسكون بكل الحقوق والثوابت الفلسطينية، وسوف نمد أيدينا إلى أبناء شعبنا الفلسطيني لنساهم بأي شكل من الأشكال في تخفيف المعاناة الحياتية التي يعيشون, حتى يعودوا إلى أرضهم وديارهم بإذن الله تعالى.
الانتقاد/ مقابلات ـ العدد 1148 ـ 10 شباط/ فبراير 2006