ارشيف من : 2005-2008
المهندسة علم الدين: خطة للسير ..ممرات للمشاة وشجر الـ"جكرندا" ينبئ بالفصول
تنكب المهندسة هنا علم الدين التي ترأس أحد المكاتب الاستشارية في بيروت ـ وهي متخصصة بتصميم مجتمعات العالم الثالث وخريجة جامعة (أي أم تي) الأميركية ـ على إضفاء مسحة جمالية على مشروع "وعد" من خلال وضع تصاميم خاصة تعنى بالشوارع الرئيسية والفرعية وخاصة تلك المتعلقة بالمساحات الخضراء.
وعلم الدين التي أُستدعِيت من قبل اللجنة الاستشارية للمشروع من اجل العمل معاً لوضع تصورات عامة لهذه المنطقة، اجتمعت مع اللجنة وناقشت تصوراتها للمنطقة، "بعدها أوجدنا الخرائط العقارية وأسقطنا عليها التخطيطات المطلوبة، ثم درسنا مع اللجنة طبيعة الشوارع الرئيسية التي تربط المنطقة بالعاصمة، على اعتبار انه كان هناك توجه أن تكون المباني متلاصقة وتعطي واجهتها للشوارع الرئيسية" كما تعبر عن أولى المهام التي خاضتها ضمن "وعد".
ولان طرقات الضاحية تعاني في الأساس من ضيق وعدم الانتظام ما يسبب عادة في ازدحام سير خانق على مدار الساعة درست علم الدين هذه "الظاهرة" مع مكتب استشاري كان تولى دراسة هذه المعضلة مع بلدية حارة حريك قبل وقوع العدوان الإسرائيلي، فتمت استشارته لوضع تصميم خاص بالشوارع.
وتقول هنا علم الدين "كان المبدأ الذي اتبعناه مبدأ التوازن: حركة سير متواصلة يقابلها إمكانية وجود مواقف آنية للسيارات على ضفاف المحلات التجارية، مع أرصفة عريضة للمشاة، طبعا من دون أن نغفل ابتكار مساحات خضراء واسعة على قاعدة "التداخل" بين ما هو بيئي وما هو مُدني، ويكون ذلك من خلال تشجير جوانب الطرقات الرئيسية واستحداث واحات خضراء بما يفضي إلى "تحسين نوعية الحياة عند الناس" على ما تشرح علم الدين التي اعتبرت أن "مثل هكذا إضافات تحتاج إلى نقاش مع أصحاب العلاقة لكون بعضها يحتاج إلى استملاكات".
مسألة في غاية الأهمية التفتت إليها المهندسة علم الدين، وهي استحداث ممرات للمشاة خلف العقارات المعاد إنشاؤها، فهذه الممرات عادة ما تكون مظلمة وغير آمنة على حد قولها، أما الممرات الجديدة فستكون منوّرة تشع فيها الحياة، كما يلحظ المشروع وجود مداخل لمرائب السيارات من الطرق الفرعية لا الرئيسية، ما يحول دون وقوع ازدحام سير مثلما كان يحصل.
وبالعودة إلى "الخطة البيئية" التي أولتها علم الدين اهتماما خاصاً، فتؤكد انه "سيتم زرع أشجار من نوع "جكرندا"، وهي أشجار تحمي من التلوث وتعيش في الظروف الصعبة، ولا تحتاج إلى كثير من الصيانة، ولتلك الأشجار غايات "طقسية" فهي تنبئ بحلول الفصول وتقلبات المناخ عبر المتغيرات التي تطرأ عليها من الزهر ربيعاً إلى الخضرة الداكنة صيفاً إلى الاصفرار خريفاً".
الانتقاد/ العدد 1216 ـ 25 ايار/مايو2007