ارشيف من : 2005-2008
اليوم الثالث قداس صباحي وتظاهرة شيوعية حاشدة:حشود بمئات الآلاف والمعارضة المسيحية تنجح في التحدي
..يوم الاحد ـ اليوم الثالث للاعتصام ـ انه يوم عطلة، لكن ليس للراحة والاستجمام، بل لاختبار قدرة المعارضة، لا سيما منها الجانب المسيحي الذي أُخذ عليه حضوره الخجول على ما روجته قوى 14 شباط قياسا إلى الحضور الكثيف لقوى المعارضة الأخرى في اليوم الأول من التحرك.
وهكذا كان "التيار الوطني الحر" حاضرا للتحدي، فاجتاح بمناصريه ومناصري "تيار المردة" الساحة كل الساحة، ومع اقتراب ساعات النهار كانت الساحتان قد امتلأتا بجماهير المعارضة من كل أطيافها فبلغ احتشادهم حداً ماثل يوم الجمعة.
هذا التحدي فرض على الجماهير المحتشدة في ساحة الشهداء حمل أعلام "التيار"، وأعلام "المردة" خلافاً لما يطلبه الانضباط، إلى جانب العلم اللبناني ليظهروا وبالعين المجردة شعبية هذه القوى التي لا يستطيع أحد إلا أن يعترف بنجاحها وبتفوق.
وكان "التيار الوطني الحر" قد شارك في القداس الصباحي الذي ترأسه راعي أبرشية بيروت للموارنة المطران بولس مطر في كاتدرائية مار جرجس في وسط بيروت، بحضور نواب "التيار"، وممثلين لقوى المعارضة الوطنية.
وقرابة الساعة الثالثة والنصف، كانت ساحة الشهداء امتلأت عن آخرها بالمعتصمين الذين راحوا يهتفون للوزير السابق سليمان فرنجية الذي اعتلى المنصة إلى جانب ارسلان، والمعاون السياسي للامين العام لحزب الله الحاج حسين الخليل وعدد من قياديي المعارضة، وألقى كلمة قال فيها "نحن هنا على مسافة قريبة جدا من ضريح الرئيس الشهيد رفيق الحريري، منذ سنتين كان شهيد كل لبنان وكثر منكم أتوا ومارسوا طقوسهم على ضريحه، ولكن بسياستهم اليوم أوصلوا الرئيس الشهيد إلى إحاطته بالأسلاك الشائكة، الحريري هو شهيد كل لبنان، يريدونه شهيدا لفريق، ولطائفة ولمذهب. نحن نعتبره شهيد كل لبنان، فليفتحوا ساحة الشهداء لأننا نحن نحمي الرئيس الشهيد الحريري، لاننا نعرف قيمة الشهادة".
وقال "ان الذي يجمعنا هنا هو وحدة لبنان، عروبة لبنان والعداء لإسرائيل. بالنسبة لهم لا يعيشون إلا على الطائفية. ولولا شعاراتهم الطائفية والمذهبية ما كانوا موجودين، (..) يقولون اليوم إننا تحالف شيعي ـ مسيحي هذا عيب عليهم نحن تحالف لبناني ـ لبناني. إنهم لا يريدون سليم الحص في بيروت الذي هو رمز سني كبير، إنهم يريدون بيروت وليد عيدو. يريدون طرابلس مصباح الأحدب لا طرابلس رشيد كرامي وعمر كرامي، يريدون صيدا السنيورة لا صيدا أسامة ومصطفى سعد وعبد الرحمن البزري، نجيب ميقاتي لم يعد سنيا وكذلك فتحي يكن وعبد الرحيم مراد. انهم يريدون غنوة جلول ووليد عيدو. كم من تجارة فعل هؤلاء بدماء رفيق الحريري". أضاف "يقولون ان حزب الله وأمل هم التحالف، وان الآخرين غير موجودين، نحب أن نقول إننا نكبر بكل تحالف وطني، حلفاؤنا لا نخجل بهم، أما هم فإن حلفاءهم يجلبون الخجل".
وشدد فرنجية على أن "هذا البلد لا يقف على رجليه إلا بكل افرقائه وليس بالأسماء الوهمية في المناصب الوزارية من سني وشيعي ومسيحي على التذكرة"، داعيا الفريق الآخر "للانضمام إلينا لان تحالفنا غير مقفل وغير طائفي إلا إذا كانوا يريدون إلغاء أنفسهم".
ثم تحدث ارسلان فقال "ان الذين يقبعون في السراي الحكومي، نقول لهم كلمة واحدة، إذا السفارات والوصاية الأجنبية تركت لكم ذرة كرامة وذرة شرف، انزلوا وقفوا مع الشعب اللبناني في ساحة الحرية في ساحة رياض الصلح".
أضاف: "منذ سنتين وهم متحالفون بالكذب والرياء والنفاق، نهبوا البلد، زوروا الحقيقة، تاجروا بدم الرئيس الشهيد رفيق الحريري، تاجروا بدم الشهداء، تاجروا حتى بأغلى ما عند لبنان وهو المقاومة الشريفة على أرضه. إنهم يرفضون حكومة وطنية".
وهاجم ارسلان قوى 14 شباط بالقول "في المرة الأولى حاولوا محاصرة العماد ميشال عون مسيحيا، ولكن أثبتم هنا بوجودكم أننا المشروع الوطني الصحيح لهذا البلد. وفي المرة الثانية حاولوا إلباس المقاومة الثوب الشيعي بامتياز، ولكن نحن نقول من هنا من وسط بيروت صحيح أن الادوات التنفيذية لهذه المقاومة ممكن ان تكون شيعية، إنما أنا واحد منكم طلال مجيد ارسلان الدرزي من الجبل، مستعدون أن نعطي دمنا لهذه المقاومة ومن يمثلها لان كرامتنا من كرامة المقاومة".
تظاهرة الشيوعي
وسبق للحزب الشيوعي أن نظم صبيحة هذا اليوم تظاهرة حاشدة انطلقت عند الحادية عشرة والنصف من أمام صيدلية بسترس في الحمراء باتجاه مكان الاعتصام في رياض الصلح، تحت شعار "المبادرة الإنقاذية التي طرحها الحزب والقائمة على تشكيل حكومة انتقالية وإجراء انتخابات مبكرة على قاعدة النسبية كمقدمة للإصلاح السياسي المطلوب وانتخاب رئيس جديد للجمهورية". تقدم التظاهرة الأمين العام للحزب خالد حدادة وعدد من قيادات الحزب وحشد كبير من المتظاهرين الذين رفعوا الأعلام اللبنانية والحزبية واللافتات المنددة بالسياسية المالية والاقتصادية والاجتماعية للحكومة، وبالنظام الطائفي وبسياسة الحكومة التي نقلت لبنان من الوصاية السورية إلى الوصاية الأجنبية. وألقى حدادة كلمة قال فيها "جئناكم مقاومين لنقول للمقاومة وآلاف الشهداء في الاعتداءات الإسرائيلية الأخيرة، إننا معكم في إسقاط تلك الحكومة التي أرادت منع المقاومين من المقاومة. جئنا لنقول لكم إننا معكم في إسقاط هذه الحكومة وفي إسقاط نهج تدمير المقاومة".
أضاف "جئنا لنقول إن هذه الحكومة ليست ساقطة فقط، بل يجب أن تعاقب لأنها قصرت في كل المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية وفي امتحانها بشكل خاص". لافتا إلى أن هذا "هذا الجمهور المتجمع لو استطاع التجمع في اكبر بلدان العالم لاهتزت الأنظمة والعروش"، داعياً إلى "بناء وطن لكي يكون في لبنان لبنانيون فعلا، مقاومون فعلا، وليس جمعا كميا لمسيحيين ومسلمين شيعة وسنة ودروز".
الانتقاد/ العدد 1192 ـ 8 كانون الاول/ ديسمبر 2006