ارشيف من : 2005-2008
هل من يعتبر؟
تتوالى تداعيات نتائج الانتخابات النصفية الأميركية، كانفراط حبات السبحة، في اتجاه يوحي ببحث جدي في واشنطن لتغيير استراتيجية سياستها الخارجية بعد الإخفاقات الكثيرة التي مُنيت بها هذه الاستراتيجية منذ دخول جورج بوش البيت الأبيض.
فبعد الكبش الأول المتمثل برامسفيلد، ها هو بولتون يلقى المصير نفسه، ليضيق الخناق على بوش الذي يخسر مع مرور الوقت المزيد من المعاونين، ثم يأتي تقرير هاملتون ـ بيكر الذي يدعو إلى تغيير جذري في سياسة بوش الخارجية، إن لناحية العراق أو المنطقة العربية ككل.
واللافت في الأمر أن التقرير صدر بالتزامن مع مثول وزير الحرب الجديد روبرت غيتس أمام الكونغرس، والذي أعلن مواقف تصل إلى حد التناقض مع ما يعلنه بوش.
إذاً السياسة الأميركية في مرحلة إعادة تقويم، والتاريخ حافل بمراحل كهذه، خاصة في الولايات المتحدة الأميركية، كما أن التاريخ نفسه شاهد أكثر من مرة على أن المصلحة الأميركية في أي وقت وأي مكان لها الأولوية على ما عداها، حتى وإن وصل الأمر إلى التضحية بالحلفاء، فكيف بالأدوات، ثم كيف إذا وصل الأمر إلى بوش الذي ما انفك يتخلى عن دعائم سياسته الواحد تلو الآخر في سبيل الحفاظ على مكان له داخل البيت الأبيض.
إن ما يجري في واشنطن يجب أن يكون حافزا للبعض عندنا في أن يعيدوا النظر في تحالفاتهم وقناعاتهم ويعودوا إلى أحضان شعوبهم، شعوب يعرفون جيداً أنهم لن يتخلّوا عنهم مهما تبدلت الظروف، فهل يعتبرون قبل أن يفوت حين الاعتبار.
محمد يونس
الانتقاد/ العدد 1192 ـ 8 كانون الاول/ ديسمبر 2006