ارشيف من : 2005-2008

بريد القراء ـ العدد 1246 ـ 21 كانون الاول/ ديسمبر2007

بريد القراء ـ العدد 1246 ـ 21 كانون الاول/ ديسمبر2007

قافلة النور

تموز قم حاكي أيلول
وحدّث في تشرين
عن صدق الوعد الزاهر
أحمد قصير والفاتحين
قافلة النور أشرقت
وكالبيارق منتصرين
من ساجد وخالد
إلى الخلد والمجد خالدين
قم يا ملاك واستقبل
اخوة الجهاد المكرمين
دماؤكم روت أرضاً
فعبقت وطهرها رياحين
وما زالت أنوار
أمجادكم ذكر للذاكرين
قم سبّح يا جبل الرفيع
من ثرى هادي والساجدين
أحمد يحيى والمقاومين
مسير صدق الصادقين
حدثني الزمن عن أمل
المنال فكنت مع المتأملين
مهدي العاملي

ـــــــــــــــــــــــــ

هجرة إلى الله
يا صاح إن تحلم بخير مقام
فادخل رحاب الخالق العلاّم
إنعامه في خلقه متدفق
والشكر مفترض على الانعام
أدّ العبادة فهي شمس هداية
تغتال كل ضلالة وظلامٍ
وإذا استطعت الحج فاسلك دربه
وابذل قصارى الجهد في الإقدام
فهناك في البيت العتيق إنابة
لله تمحو أعظم الآثام
وهناك تلبية بقلب ظاهرٍ
وتعوّذٌ من فعل أي حرام
أحرم لحج البيت تطوافاً به
واعزف عن الدنيا لدى الإحرام
فالحج تزكية النفوس، ورحلة
هيهات تدرك فضله المترامي
حيث التواضع والتجلد والندى
والحلم والإخلاص وخير كلام
والشمل مشهود بأروع وحدة
فالناس تحسبهم من الأرحام
يرجون عفو الله جل جلاله
وبلوغ رحمته مدى الأيام
هي مكة ذكرى النبي محمد
لجهاده وجب انحناء الهام
آياته من عهد "هاجر" زمزم
تروي عذوبتها غليل الظامي
أرض الرسالة يا محجة مقلتي
وصبابتي في الموسم البسّام
أهواك فردوس الحياة، وجنّة
أستاف منها أعطر الأنسام
هذا فؤادي في هواك متيم
يهديك طول العمر طيب سلامي
إني حججت اليك أكتنز التقى
والشوق يسعى في المسير أمامي
أتراك يا ربّاه تقبل حجتي
فإذا قبلت تحققت أحلامي
حسبي من الدنيا بيوم قيامة
أنّي حظيت بحجة الإسلام
عباس علي فتوني

ــــــــــــــــــــــــــــــ

"شروق الأقحوان"
مهداة إلى الشهيد القائد الحاج سعيد حرب

قالت الأرض.. أنا أعرف سره ودفاتر عشقه، وكفيه وعينيه.
هو مني.. حقل قمح وجمهرة سنابل.. وزيتوناً أخضر.. يخبئ أصوات البلابل.. من عينيه توضأ النهر للصلاة.. وأنشد البحر واكتمل مع الموج.
هو شروق الألوان في وجه الأقحوان.. ورحلة التين والزيتون، وغلال المواسم..
هو سعيد.. النابت كجذور الشجر في تراب المجد، العابق كوجه الشمس حين يعتريها وجوه الفقراء الذاهبين إلى زمن القيام تحت ضوئها.
سعيد.. الاسم الجميل في دفاتر المقاومة التي كنت مع إشراقتها فتىً يافعاً يحمل بندقيته ويهاجر إلى وطن المقاومة، حملها في الزمن الذي عزّ فيه الرجال.
وكان سعيد حكاية الناس في البطولة والمواجهة، كان لا يعرف الخوف، شجاعاً جريئاً.. يعرف أن المقاومة هي الخيار وأن الانتصار تحمله قلوب الشهداء، كان اسمه يرعب العدو، وجهاز مخابراته كل يوم مداهمة، وسعيد ممعن في الكمين وعد الرصاصات، وسعيد يصنع عبوته على طريقته، يحمل كل شظايا أحلامه ليقتل عدوه.. اعتقلوه.. بعد أن رصدوه طويلاً..
وخرج الناس إلى الشوارع، وكانت المواجهة واضطر العدو إلى منع التجوال في جبشيت، واستشهدت الحاجة مريم نحال التي خرجت لتكسر منع التجوال.
وكاد سعيد أن يهرب من بين عدوه.. ومسدسه تحت إبطه والعدو لا يعرف، نقلوه إلى الريجي "مركز المخابرات" وهناك كانت رحلة التحدي، والموقف.. أدخلوه إلى أقبية التعذيب.. جلس المحقق.. وقال له، وأخيراً أنت عندنا، هزأ به الحاج سعيد وقال لمحققه أريد أن أضع هذا المسدس في الأمانات وسحبه من تحت ثيابه "فبهت الذي كفر" وارتجف.. وفوجئ أن المسدس مع سعيد حتى داخل الريجي، كتبت وكالة الأنباء الفرنسية تحت عنوان "شاب يتحدى الاحتلال وروت ما جرى"، وأن قيادة المخابرات بدلت جهازها على أثر هذه الحادثة.
وكان سعيد أقوى من القضبان والسجان والاحتلال.
عماد عواضة

ـــــــــــــ
أرضي يا مساحة الكرامة..
أهواك يا عامل.. أهوى ترابك كما النجوم وأكثر.. أهوى في قراك رونقها البديع.. أهوى الحقول والسنديان والزيتون العتيق.. موطني.. سكن الجمال فيك منذ الأزل لم يغادر.. جميل أنت حتى ثمالة العيون حين رؤياك.. والقلوب حين تأنس بسكناك..
من روعتك الفريدة.. تستعير الشمس بهاءها.. ومن عذوبة لياليك الهادئة.. انعكاس سحر القمر الزاهي..
موطني.. أخبرني ما هو سر العظمة فيك.. أهو الغفاري وقصة عشقه لعلي؟ أم عنفوانك الممتد من ملاحم ذي الفقار؟ أم الدموع الحسينية المسكوبة على جدول عمرك المديد؟
أحبك يا أرض البطولات.. كأني بأمواج بحرك المتلاطمة شموخاً فوق هزائم العرب.. تحاكي أجود السنابل على بيادرك المعطائة.. تداعب دوالي روابيك الأروع.. وبين الأمواج والبيادر والروابي.. أسرار العز والحكايات المجيدة.. عرق الفلاحين الذين أتعبوا الأرض ولم تتعبهم.. مداد العلماء الأعلام.. دماء الشهداء.. دموع الثكالى.. حنين الأيتام للأحضان الدافئة حباً.. معاناة المعذبين من نار الغادر الفاجر وحقد السجان اللئيم.. نزالات الشرف بعد توالي النكسات.. الأيادي القابضة على الجمر كما الزناد.. النفوس العصية على الذل.. شجاعة الفرسان والموقف السلاح.. صولات وجولات جددت "بدر" و"خيبر" وصفين.. وبأس الفاتحين.
يا قبلة الأحرار ومساحة الكرامة.. المعدومة عند "المعتدلين" تخاذلاً وتطبيعاً مذلاً.
"ولّى زمن الهزائم وبدأ زمن الانتصارات" قالها الحبيب المفدى واثقاً صادقاً منتصراً.. فهل من يجرؤ بعد على المس بك؟ هل من يجرؤ على النزال؟
لك الحب موطني.. لك أغلى التضحيات..
لك المجد.. لك الخلود.. وكل الناكرين سراب..
جعفر مسلماني

فارس عيتا
شهيد الوعد الصادق علي عبد الحسن خليل(مرتضى)
يا علي: أنا عيتا أتذكرني؟
أنا التي حضنتك بين أضلعي..
يا علي: ما زلت أحتفظ ببقعةٍ من دمك، هناك في أقصى منازلي حيث استراح الجسد..
يا علي: ما زال صوتك يدوي في أذني وأنت تناجي ربك في سويعاتك الأخيرة
ما زال دوي رصاصك يُسمع قتلاهم في قبورهم
وما زال جرحاهم يرتعدون في فراشهم
يا علي: أنا عيتا التي أحبتك وعشقتك، وألفت وقع قدميك على ظهرها
يا علي: بالله عليك حدثني كيف عبرت اليّ مع بعد المسافة بيني وبينك؟
يا علي: سألت عنك فقيل لي إن الفارس لم يهو يوماً عن صهوة جواده.
قيل لي إن بأس علي كان من بأس حيدر وزهده كزهد الحسن، أما أنيسه فبندقية لا يبارحها كالحسين في كربلاء
قيل لي، عيتا إن فارسك بعشرة رجال، فعادت بي ذاكرتي الى الثامن من آب حيث كنت أراك تنتقل من زاوية لأخرى لتوهم عدوك أنك عشرة رجال..
يا علي: أتدري أن دمك أينع عشرات الرجال في بلدك وما زال؟
يا علي: أهكذا يرحل العاشقون دون وداع؟
يا علي: أنت علي، وأنا عيتا وكفى..
تلميذك حمزة
الانتقاد/ العدد1246 ـ 21 كانون الاول/ ديسمبر 2007

2007-12-19