ارشيف من : 2005-2008
تحرك المعارضة في حوار شامل مع الأمير طلال أرسلان: الاعتصام منع رفرفة العلم الإسرائيلي في ساحات بيروت
يضع رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني طلال أرسلان تحرك المعارضة اللبنانية الذي بدأ قبل عام على المشرحة السياسية، فيفنّده نقطة نقطة ليخلص الى نتيجة أنها منعت من خلال الاعتصام في وسط بيروت رفرفة العلم الإسرائيلي في ساحاتها والاسترسال بالمشروع الأميركي.
من دارة آل أرسلان التاريخية في خلدة يستشرف الأمير طلال مستقبل البلاد في ظل الفراغ الدستوري الذي حصل بعد انتهاء ولاية الرئيس لحود، فلا يتوقف عن التوجس من المشروع الأميركي في المنطقة و"أدواته في الداخل التي ارتضت ان تكون أداة دولية وأعرابية وحتى إسرائيلية".
أرسلان الذي يترقب عن بعد "نشوة" السنيورة في تسلم مقاليد الحكم، يطمئنه الى ان هذه "النعمة" لن تدوم طويلا، وأن الكلام عن رئيس توافقي "أكذوبة منفوخة لم تنطلِ على احد".. ويبشر السنيورة بأن أسياده "سيملّون منه قريباً، وأن المعارضة ستتحرك احتجاجا على هذه السلطة اللاشرعية في الوقت المناسب".
ولأنه "لا يلدغ من الجحر مرتين" ينبه ومن معه في المعارضة الى ان لا ينطلي عليهم كلام البعض الذي يتلو في هذه الأيام فعل الندامة، مجدداً التأكيد أن المعارضة لم تتعب بعد، وأن مؤتمر انابوليس فخ للبنانيين، وأن الهدف الأميركي من وراء عدم الوصول لرئيس توافقي هو ضرب المقاومة والوقوع في حرب أهلية.
بعد مرور عام على بدء تحرك المعارضة والاعتصام التقت "الانتقاد" الأمير أرسلان الذي يعتبر أحد قادة المعارضة اللبنانية، في قراءة تقييمية لتحرك المعارضة وصولاً الى الفراغ الرئاسي وما بينهما.. وفي مقتطفات من الحوار الذي ينشر كاملاً غداً:
عام على اعتصام المعارضة في ساحتي "رياض الصلح" و"الشهداء"، ما هو تقييمكم لهذه المرحلة؟ وماذا تحقق على مستوى المطالب التي رفعتموها؟
ـ أولاً أثبت هذا الاعتصام بالشكل أنه أهم اعتصام حضاري عرفته الديمقراطية في العالم وليس في لبنان فحسب، بمعنى ان مستوى الرقي وتصرف المعتصمين والأحزاب التي حشدت لهذا الاعتصام جعلنا نصدّر للعالم كيف يتم الاعتراض بشكل ديمقراطي وحضاري، حتى في الدول التي تدعي تقاليد وثقافة الديمقراطية لم تصل الى هذا المستوى من الرقي والتعاطي بشكل ديمقراطي، وبالتالي هذا الاعتصام السلمي الذي قامت به المعارضة هو اعتصام يشكل عصب المعارضة وعصب الديمقراطية في البلاد، وقد تصرفت المعارضة خلاله على قاعدة انها أُم الولد.
لقد تعرض لبنان ما بعد حرب تموز الى أبشع صور المؤامرات المحيكة بامتداد دولي إقليمي داخلي.. ولنقلها بصراحة المهمة التي فشل الأميركيون في تحقيقها عبر 1559 والتي تكفّلت "إسرائيل" ان تنفذها وفشلت تحت أقدام المقاومين الشرفاء في الجنوب في تموز 2006، آسف أن أقول ان هناك فئات لبنانية تكفلت بل التزمت تطبيق 1559 على مستوى الداخل، وبالتالي لا احد يقول ماذا فعلت المعارضة؟ المعارضة منعت رفرفة العلم الإسرائيلي في ساحات بيروت.
النعومة في تعاطي المعارضة ألم تدفع الموالاة أكثر فأكثر إلى المزيد من التسلط والاستئثار؟
ـ لا.. لأن لبنان تعرض لعدوان خماسي، لبنان لم يتعرض فقط لعدوان إسرائيلي، تعرض لعدوان بريطاني فرنسي وأميركي وأعرابي.
المعارضة منعت إقامة متاريس
هل كان مطلوباً من المعارضة ان تتحلى بهذه الدرجة من الرقي في تحركها؟
ـ ليست المسألة بهذا الشكل.. نعم إذا ما تذكرنا حكمة المعارضة في 23 كانون الثاني الماضي، لا بل حكمة سماحة السيد حسن نصر الله بالتحديد، لكانت بدأت الفتنة السنية الشيعية تظهر في بيروت وفي لبنان، ولم نكن كما نحن الآن، كنا قاعدين في متاريس في حرب أهلية.. لذلك كانت المعارضة تتعاطى بشقين: شق اعتراضي سلمي حضاري راق لإيصال الرسالة التي تريدها عبر الاعتصام، وفي الوقت نفسه تعمل على منع البلد من الدخول في الفتنة التي لها الطابع الطائفي والمذهبي والإسلامي بالتحديد، لأن المخطط الغربي والإسرائيلي واضح، يبدأ في المعارضة ويمتد إلى كل المنطقة عبر لبنان. المحطة الثانية من خلال الفتنة السنية الشيعية.
لاحظنا العام الماضي أن المعارضة انتقلت من المطالبة بالشراكة ومنع الاستئثار الى المطالبة بالثلث الضامن.. الى..؟
(مقاطعاً)لا، أولا المعارضة طلبت أن تتمثّل بأقل من حجمها في مجلس الوزراء. حجم المعارضة الحقيقي أكبر من الثلث زائد واحد. يفترض ان تأخذ المعارضة 45% من مجلس الوزراء على قاعدة التمثيل في مجلس النواب، إنما ارتضت بالثلث حتى لا تعمل مشكلة، لكن ماذا يريدون هم من المعارضة؟ يريدون ان تشارك شكليا في الحكم، وأن لا تكون مؤثرة فيه، أي أن تأتي بوزراء شيعة وموارنة من حيث الشكل، أما لجهة القرار وعند المفاصل الأساسية لتوجه لبنان فلا يمكن للمعارضة ان تمون على حماية نفسها! لأجل ذلك تعرضنا منذ سنة لأشرس هجمات ليس من هؤلاء المجموعة الجواسيس في الداخل، فهذه المجموعة لا تمون على قراراتها، هذه أداة ارتضت ان تكون دولية وعربية وإسرائيلية، فعندما يقف بيريز ويقول لك ان السلام مع سوريا مرتبط بموقف سوريا من حكومة السنيورة، وعندما يقف أولمرت ويقول لك نحن نساعد الحكومة اللبنانية في تطبيق 1559، وعندما تقف كوندوليزا رايس على باب السراي الحكومي (يا عيب الشوم) في وسط بيروت أثناء العدوان الإسرائيلي وتهجير أبناء الجنوب إلى العمق اللبناني، وتقول لك نحن نشهد ولادة شرق أوسط جديد من خلال الدبابة الإسرائيلية، هذه لم تعد مسألة ثلث زائد واحد أو نقاش سياسي، صرنا نحكي أي لبنان نريد، أي انتماء للبنان؟ هذا هو الانقسام الفعلي الحاصل في لبنان، دعك من كل التفاصيل الأخرى التي لا أهمية لها، عليك ان تتطلع الى حقيقة العراك السياسي القائم، أي هوية للبنان نريد؟
.. لكن انتم متمهون ايضاً بأنكم تخوضون معركة محاور: محور سوري إيراني لمواجهة ما تسمونه المحور الأميركي؟
ـ يا سيدي.. اولا نحن لسنا ضمن سياسة محاور، لكن لنسلم جدلاً بالموضوع، كيف يريدون ان يقنعوني بأن 200 رأس نووي في "إسرائيل" لا تشكل خطراً على لبنان وسوريا والعرب والمسلمين ويريدون أن يقنعوني ان تخصيب اليورانيوم في إيران لأهداف سلمية أصبح يشكل خطرا على العرب والإسلام أكثر من "إسرائيل"! صاروا يريدون ان يقنعونا بأن "إسرائيل" لم تعد تشكل خطراً على المسلمين والعرب والمسيحيين، أصبح الخطر هو الإيراني! هذه كذبة منفوخة كبيرة يريدون ان يسوقوها على ظهرنا، كيف سأقتنع، كيف سأقنع أولادي بها؟
البعض يرى أن الاعتصام لا يقدّم ولا يؤخر؟
لا، الاعتصام حمى البلد، هذا الاعتصام الراقي عمل بالتكامل مع المقاومة في حرب تموز، إذ كنا على شفير أن نرى العلم الإسرائيلي في ساحات بيروت. اليوم "أنابوليس" ماذا تعني لي؟ التطبيع.. التطبيع على أي قاعدة مع "إسرائيل"؟ هذه الجماعة داخلة في مؤامرة كبرى. أعطيك مثلا آخر في السياسة، حينما أطلق السيد حسن خطابه في 11 تشرين الثاني، أسأل ما هذه الصدفة، في الوقت الذي نسعى فيه إلى توافق بشأن رئاسة الجمهورية، يتهاتف جورج بوش في اليوم التالي مع فؤاد السنيورة، هذه الجماعة ملتزمة للخارج، وهذه خطورتها في البلد.. إذا الاعتصام منع الاسترسال بالمشروع السياسي القائم.
إلى متى سيبقى هذا الاعتصام قائماً؟
حتى نطمئن ونحقق أهدافنا.
قد تطول المدة؟
ما من مشكلة.. نحن لم نتعب بعد.
.. لكن متى ستحققون أهدافكم؟
عندما نحافظ على سيادة لبنان واستقلال لبنان وقرار لبنان الحر الفعلي.. كيف تريد مني أن أقتنع بنظرية من يقضون وقتهم ذهاباً وإياباً إلى الولايات المتحدة الأميركية، في حين يطّل علينا من وقت لآخر جورج بوش وكوندوليزا رايس وأولمرت وليفني ليتحدثوا عن حكومة السنيورة؟ وأن ليس هناك من تدخل في شؤون لبنان!
هل من وظيفة سياسية جديدة مطلوبة من اعتصام المعارضة؟
رأيي الشخصي لا شيء يحل المشكلة غير انتخابات نيابية مبكرة.
الواضح أن نزيل السراي الحكومي بدا متعايشاً مع الاعتصام، إذ لم يعد يلتفت إليه إلا في المناسبات؟
لأنه بلا دم.. لأنه يعتبر أن شرعيته لم تعد بحاجة إلى أن يكتسبها من الشعب اللبناني!
.. لكن في المحصلة هو مستمر في السراي الحكومي؟
ونحن مستمرون.. من قال اننا سنتراجع؟
.. الفرق هو انه يحقق خطوات على الارض وأنتم في المعارضة ما زلتم تراوحون في مكانكم؟
ماذا حقق؟
أولا سار في المحكمة الدولية..
أنت تعطيه اكبر من حجمه.. صدقني هو لم يسيّر أمراً، المؤامرة هي التي سيّرت، هو فقط أداة صغيرة في أيدي المؤامرة، لأجل ذلك نحن نعمل على تعطيله. دعنا نفند الحكومة الآن، ماذا فعلت منذ سنة إلى اليوم؟ على مستوى الادارة فشل ذريع، على مستوى الاقتصاد فشل ذريع، على المستوى الإنمائي فشل ذريع، على مستوى "باريس 3" فشل ذريع.
هو أيضاً فشل للمعارضة؟
هل نحن في الحكومة لنتحمل المسؤولية؟ أول مرة أسمع ان المعارضة تتحمل مسؤولية فشل السلطة.. هناك سلطة فاشلة، لماذا نضحك على أنفسنا؟ أريد أن أسأل: في كل دول العالم أين أُدينت المعارضة وتحملت فشل السلطة؟
.. هذا فيما لو لم توصد المعارضة أبواب المجلس النيابي؟
نحن لم نقفل المجلس النيابي، لنقل بصراحة نحن حمينا مجلس النواب، لأن الصراع كان سيصل الى المجلس. لبنان قائم على ماذا؟ قائم على البدعة التوافقية الديمقراطية. نحن في المعارضة أبدينا حرصاً على هذا الموضوع، هذا لا يعجبهم، عظيم وممتاز، تفضلوا لنعمل "طائف جديد" ونعدّل الدستور.. ونقول ان لبنان يُحكم بالأكثرية ونلغي الطائفية، ساعتئذ لا مشكلة لدينا. لكن لا يمكن لك ان تحملني ساعة تشاء مسؤولية فشلهم، وساعة تريد ديمقراطية توافقية في البلد.
شرعيتنا من الشعب
اليوم نحن أمام فراغ رئاسي، ويقال ان المعارضة باتت يتيمة بلا رأس يحميها ويحمي إجراءاتها سوى رئاسة المجلس النيابي؟
أولا حماية المعارضة تتأتى من المليونيين الذين نزلوا إلى الشارع، هذه هي حماية المعارضة الحقيقية. وأقول في النهاية: المعارضة هي التي ستنتصر لأن شرعية الشعب اللبناني معها، الآخرون ما زالوا متمسكين بالشرعية الدولية. وأُبشرك من الآن بأنها ستمل منهم ومن ساعتهم.
هل من مؤشرات؟
طبعاً، حينما تعطل المعارضة فعلياً أداء السلطة يعني انها تعطّل المشروع الكبير.
سبق للمعارضة أن هددت اذا استمرت حكومة السنيورة باللجوء إلى تشكيل حكومة ثانية، لماذا لم يتم هذا الاجراء؟ هل الرئيس لحود امتنع، ام ان المعارضة عدلت في خياراتها؟
الرئيس بدا حريصاً جدا كما عهدناه، لا يريد ان يترك سدة الرئاسة ويشرع انقساما إجرائيا تنفيذيا بالدرجة الاولى، فهو تعاطى بكبر وبأخلاق وبتعقل، وأنا أحترمه.
.. لكن في المحصلة حكومة السنيورة هي من تسلمت مقاليد الحكم، كيف ستواجهون هذا الإجراء؟
نحن سنرفض كل ما سيصدر عن هذه الحكومة غير الميثاقية وغير الشرعية وغير الدستورية.
.. أمامك واقع مستمر؟
لنرَ إلى متى سيستمرون.. وبرأيي لن يستمروا طويلاً.
لحود لن يأتي مثله
هل انتظرتم من الرئيس لحود ان يتخذ إجراء يساند فيه المعارضة
الآن الرجل ذهب إلى بيته، لا أريد أن ألحقه إلى بيته.. أنا أحترمه وأعتبر ان تجربة الرئيس لحود في رئاسة الجمهورية لن يأتي مثلها بهذه المواصفات.
ماذا تفسر خطوته قُبيل ترك سدة الرئاسة لجهة أن البلد في حالة طوارىء إذا ما تحققت وتوافرت الأخطار؟
دستورياً لا يحق له إعلان حالة طوارىء، إنما نبه ودق ناقوس الخطر.
برأيكم العماد ميشال سليمان بإمكانه أن يكون حكماً في الفترة المقبلة فيما لو تجاوزت الحكومة صلاحياتها؟
أنا أؤكد لك أن العماد سليمان لا ينفذ أي قرار لأي سلطة تناقض ضميره ووجدانه وانتماؤه لمصلحة الوطن.
هل من تواصل بينه وبين المعارضة؟
طبعاً.
متفاهمون على هذه الخيارات؟
ليست قصة تفاهم، نحن لدينا ثقة بأدائه العسكري والأمني وتوجهاته، وبالتالي أنا ضامن أن العماد ميشال سليمان مهما كان الثمن غاليا فلن يقدم على أي خطوة ممكن ان تورط البلد.
سلطة عرجاء بتراء
هل نحن مقبلون على التعايش مع الفراغ أمدا طويلا يستمر أسابيع وربما أشهرا؟
هناك معادلة مخطط لها منذ زمن، تقوم على استفراد المؤسسات الدستورية. وبالتالي هذا الفراغ الذي وصلناه ليس بنت ساعته برغم كل المحاولات التي جرت قبل أسبوع للتوافق على رئاسة الجمهورية، وهو امر لم ينطلِ علي، وكنت دائماً أقول ليس صحيحاً أنهم يريدون أن يتفقوا على رئيس برغم كل ظواهر التوافق، إنما يريدون أن يصلوا بالبلد الى فراغ ويستلم السنيورة سلطة عرجاء بتراء. هذه السياسة بدأت اولا على الطائفة الدرزية عندما مر قانون مشيخة العقل، ويومها حذرت من اللعب بخصوصيات الطوائف. والخطوة الثانية كانت بإهمال الطائفة الشيعية بإخراجها من السلطة بهذا الشكل الذي لا يمت إلى الصيغة اللبنانية بصلة، ثم "كفت ووفت" بإخراج المسيحيين من السلطة.
هل المسيحيون مقتنعون بأنهم خرجوا من السلطة؟
طبعاً.
برأيك هل سنشهد استنفاراً مارونياً لمواجهة ما حصل؟
أكيد، وسنرى تحركات وطنية من قبل المعارضة احتجاجا على هذه السلطة اللاشرعية.
الملاحظ ان العماد عون في الأيام الاخيرة عندما طرح مبادراته كان قادراً على الاستقطاب (مقاطعا)؟
.. وما زال، لا بل أقوى، وكما لاحظتم في الأسبوع الأول حاولوا جاهدين ان يهمشوه، لكن أثبتت التجارب ان لا وفاق من دون ميشال عون ولا رئاسة من دون ميشال عون ولا استمرار في السلطة من دون ميشال عون، وبالتالي هو راهناً مستفيد جداً من هذا الموقع المعنوي داخل الطائفة المارونية.
هل يمكن القول ان المشاورات التي أجراها عون مع الشخصيات المارونية بديلة عن مبادرة بكركي؟
لا أريد ان أقول بديلة، إنما أثبتت ان الشرعية المسيحية هي عند ميشال عون.
برأيك من كان يريد الفوز بالفراغ.. الأميركي أم فريقه اللبناني؟
الأميركي.. الأمر لم ينطلِِ عليّ منذ البداية، وأتمنى أن توضح الصورة عند كل اللبنانيين. هؤلاء مجموعة مراهنون على السنيورة ليستلم زمام الأمور.
.. الى متى؟
بصراحة لا أعلم.
.. وفق قراءتك؟
إذا استطاعوا ان يبقوا السنيورة سنتين فلن يقصروا.
ماذا تريد أميركا من السنيورة حتى تبقيه؟
واضح.. يريدون ضرب المقاومة، تنفيذ القرارات الدولية، وعلى رأسها القرار 1559.
لكن التجربة أثبتت ان لا مكان لهذه الأحلام؟
أريد ان أسال: الأسبوع الماضي التهينا بكذبة التوافق، أليس كذلك.. ماذا قال لنا الأميركي وبموقف علني؟ قال نحن مع التوافق، ولكن نريد رئيسا يلتزم القرارات الدولية! أين التوافق؟ نحن لسنا مختلفين على شخص الرئيس، نحن مختلفون على البرنامج، وهذا ما قاله السيد حسن في 11 تشرين الثاني وميشال عون في مبادرته. أي توافق يريدون ان يضحكوا علينا به.. القرارات الدولية تؤدي الى حرب أهلية في البلد، ويريدون منا أن نصدق كذبتهم!
إذا سلمنا جدلا ان الأميركي يريد الفراغ، ماذا عن فريقه اللبناني؟
هؤلاء أداة صغيرة.. نحن نعطيهم اكبر من حجمهم.. هؤلاء فقط "زربوا" أربعين نائبا في الفنيسيا "ليك ملاّ جرصة"، لا يخرجون لعيالهم، في حين ان السفراء الأجانب يسرحون ويمرحون في بيروت! هذه سيادة واستقلال وقرار وطني حر!
أين الفرنسي من كل ذلك، هل هو متواطىء مع الأميركي؟
دعنا نضع النية الحسنة أولاً، برغم تحفظي على المبادرة الفرنسية لكن أستطيع ان أقول ان الفرنسي لم يكن بمقدوره أكثر من ذلك.
هل فعلاً هم تجاوزوا الخط الأحمر المسموح به أميركياً؟
هناك مثل قديم عندنا في الجبل يقول: "اقعد في قلب السبع ولا تقعد بقلب إنسان".. فكيف بك بالأميركيين؟ انا كنت دائما اقول لا تضيعوا البوصلة، المشروع الأميركي هو الحفاظ على السنيورة وحكومة السنيورة. وباعتقادي لن يأتي شخص يأتمر بأوامر الأميركي أكثر من السنيورة، ولكن لن يدوم طويلاً.
هل تجد أنه مع انعقاد مؤتمر أنابوليس انتهى التفويض الأميركي للفرنسي للوساطة في الاستحقاق الرئاسي اللبناني؟
الأميركي قدّم وكالة خاصة للفرنسي محدودة الزمن والبنود، وملغومة بعبارة نريد رئيسا يطبق القرارات الدولية.. ونحن ليس لدينا مشكلة مع الأشخاص بقدر ما هو حول أي برنامج يريد أن يلتزم به هذا الرئيس. نحن لماذا رشحنا العماد؟ لا لأنه في المعارضة ونقطة على السطر، بل لأن العماد عون ملتزم بالمبادىء التي طرحها في المبادرة الإنقاذية.
ما هي أسهم العماد عون في الوقت الحاضر؟
العماد عون حورب، وهل هناك أوقح من عبارة أطلقها احدهم لا أريد أن أسميه، وهي ان مشكلتنا مع العماد عون ورقة التفاهم مع حزب الله! بمعنى أنه يقول لك نريد رئيسا يضحي برأس حزب الله! هكذا بكل وقاحة، نريد رئيسا يقود إلى حرب أهلية في البلد! نريد رئيسا يبيع المقاومة!
ألا تظن ان المعركة الأساسية للمعارضة تكمن مستقبلاً في الحكومة لا في رئاسة الجمهورية؟
المشكلة في البلد، أي لبنان نريد؟ ونقطة على السطر.. خراب لبنان بدأ منذ إقرار 1559، وكل ما شهدناه من سنتين من عراك سياسي وعدوان تموز محوره الاساس 1559، لأجل ذلك أقول ان قوة المعارضة انها عطلت المشروع الكبير. البعض يقول ماذا فعلت أقول: المعارضة منعت التطبيع مع "إسرائيل"، ومنعت أن يرفرف العلم الإسرائيلي في ساحات بيروت. هؤلاء إذا نعتّهم بجماعة أميركا وتقف عند هذا الحد تكون قد مدحتهم، هؤلاء جماعة "إسرائيل".
.. بكل بساطة؟
هذا هو الواقع حتى يثبتوا العكس.
هل كانت هذه الفترة كافية لإزالة الخوف من "الشر المستطير" ام نحن أمام مرحلة انتقالية لا يعرف احد ماذا يُخبأ في طياتها؟
علينا أن ننتظر الأيام القادمة.. والقول إن البلد مهدد نعم مهدد، ولا يمكننا القول إننا نائمون على حرير، لأن هؤلاء الجماعة لا يُؤمن جانبهم. وأنبه المعارضة الى ان المؤمن لا يُلدغ من الجحر مرتين..
مؤتمر أنابوليس فخ للبنانيين.
هل أنت خائف من نتائج أنابوليس على الساحة الداخلية؟
مؤتمر انابوليس فخ للبنانيين، ولن يأتي بالغرض لا على مستوى الفلسطيني ولا على مستوى السوري أو اللبناني.. بالأمس قال ليبرمان: "مؤتمر أنابوليس ليس أفضل منه على مستوى أخذ الصور التذكارية"! إذاً إلى اين انتم مهرولون؟ الأميركي مخطط للبنان قبل هذا الفراغ وقبل هذا المؤتمر، لأن مشروعه تفريغ سلطة البلد لفؤاد السنيورة.
.. مبرر مشاركة حكومة السنيورة في المؤتمر هو موضوع التوطين الفلسطينيين؟
.. وهل "أنابوليس" سيحل لك مشكلة التوطين؟ فهم اصلا ذاهبون على خلفية التوطين! لا خلفية إعادة اللاجئين.
جنبلاط والتحول؟
ماذا قرأت في خطاب جنبلاط الجديد؟ هل ثمة تغير ما في مسار الرياح الإقليمية والدولية طرأ حيال المنطقة التقطه الأخير؟
لا أريد أن أحلل مواقفه ولا يهمني معرفة خلفيته.. جنبلاط يغرد في كل قفص وحسب البوصلة، ولكن أقول أهلا وسهلاً بكل من يعلن فعل الندامة، نحن نقبل الآخرين، ولكن على قاعدة لا "يُلدغ المرء من الجحر مرتين".
هل سيكون للبنان رئيس جديد في 30 تشرين الجاري؟
مستحيل..
أجرى الحوار أمير قانصوه وحسين عواد
الصور : عصام قبيسي
الانتقاد/ العدد1243 ـ 30 تشرين الثاني/ نوفمبر 2007