ارشيف من : 2005-2008
الشيخ أحمد القطان يروي لـ"الانتقاد" ما جرى في منطقة برّ الياس:التحريض هو المسؤول عن مهاجمة مركز عمر بن الخطاب
جنّبت حكمة الشيوخ الثلاثة بلدة بر الياس البقاعية انقساماً خطيراً بين سكانها عندما قامت مجموعات شبابية تنتمي الى
تيار المستقبل بمحاصرة مركز عمر بن الخطاب لتعليم القرآن الكريم، وإقفال الطرق المؤدية اليه والاعتداء على الشيخين عبد الناصر الجبري وغازي حنينة ضيفي الشيخ أحمد القطان بدعوة خاصة منه للمشاركة في مناسبة اجتماعية.
الشيوخ وقفوا وسط الجموع المحقونة بالتحريض المذهبي كـ"ابن اللبون" خشية من الفتنة التي أطلت برأسها في وسط البلدة، وكادت تتحول الى صدامات لولا تدخل الجيش اللبناني لفك الحصار وتفريق المعتدين بعد صمت مستغرب لقوى الامن الداخلي التي كانت في موقع "المتفرج"، والتي تركت قوى الشغب المنظم تُجهز على السيارات ونوافذ المركز.
الشيخ أحمد القطان في حديث أجرته معه "الانتقاد" في منزله في برّ الياس، وضع الإشكال في اطار التحريض الممنهج وقال: "هناك فئة تعمل في لبنان لتشويه صورة المقاومة في لبنان وفلسطين والعراق، وتقوم باستغلال الخطاب الديني لحساب مصالح سياسية". ولفت إلى ان "الفريق المعتدي اعتدى عليه بتهمة انه مؤيد للمقاومة الاسلامية، ويقوم بتهريب السلاح لها عن طريق سوريا.. علماً بأن العديد من أبناء البلدة يؤكدون ان غالبية أعضاء تيار المستقبل استبدلوا بصورة الأسد الأب خلف ابنه بشار صورة الحريري الأب خلف ابنه سعد".
وأكد الشيخ القطان المحاضر في مادة السيرة النبوية في كلية الدعوة الاسلامية، أن الاعتداء على المركز والمشايخ والضيوف الموجودين فيه بدعوة خاصة منه لمناسبة عقد قرانه، "لم يكن مجرد حادثة عفوية، انما جرى التخطيط له بهدف التعرض لسماحة الشيخ عبد الناصر الجبري".
والأدلة على كلام الشيخ كثيرة، منها ان مجموعات تيار المستقبل أقفلوا جميع المفارق التي تؤدي إلى المركز وأحكموا حصاره ساعتين، بعدما استقدموا تعزيزات من البلدة في وقت قياسي، ما يؤكد أنهم خططوا للاعتداء مسبقاً.
لقد سبق أن تعرض الشيخ القطان ومركزه لاعتداءات سابقة على خلفية كلمة ألقاها الشيخ الجبري في ساحة الاعتصام في رياض الصلح، ودعا فيها الى حفظ المقاومة ونبذ الفتنة المذهبية.. إلاّ أن الانفراج السياسي الذي رافق حوار الرئيس نبيه بري والنائب سعد الحريري لم يخفف من احتقان تيار المستقبل في بر الياس، لذلك أبدى الشيخ القطان استغرابه للحادث، ورأى فيه محاولة لنسف الحوار، خصوصاً أن الاعتداء تزامن مع تحرك مماثل للتيار نفسه استهدف الاحتفال بالذكرى الثالثة والعشرين لاعتقال يحيى سكاف في السجون الإسرائيلية.
وسجل الشيخ القطان الناشط في البلدات المجاورة لبرّ الياس عتباً على الجماعة الاسلامية التي التزمت الصمت ووقفت على الحياد! كما انتقد فتاوى أصدرها مفتي زحلة والبقاع الشيخ خليل الميس "تحض على مقاطعتنا".. وطلب من علماء الدين وقف التصريحات التحريضية والتمسك بالوحدة الاسلامية، ودعا أبناء بلدته الى دعم المقاومة ومناهضة المشروع الاميركي الصهيوني الذي يستهدف المسلمين في المنطقة.
وكان الشيخ القطان تعرض خلال الأشهر الثلاثة الماضية الى حملة تحريض بلغت ذروتها في إحراق غرفة الأساتذة في ثانوية البلدة، وتهديده كأستاذ مادة التربية الاسلامية في الثانوية بالقتل! وطُلب في بيانات وُزعت سراً، من جيران المركز إخلاء منازلهم لأنه سيجري تدمير المركز.
تزامنت هذه التهديدات مع افتتاح دار الفتوى مركزاً لتعليم القرآن الكريم لاستقطاب أهالي البلدة، وأكد الشيخ القطان أن مركزه الذي افتتحه عام 2003 بجهود خاصة استقبل الآلاف من البلدة وقرى الجوار في دروسه وأنشطته التعليمية والاجتماعية، ما ساهم في رفع مستوى التوعية للفئات الشعبية.
ولأن ثقة الشيخ أحمد القطان بأبناء بلدته كبيرة جداً، أكد أن المركز مستمر في القيام بواجب خدمة أهله، ليس في بر الياس فقط، وإنما في البقاع عموماً، مشيداً بدور البلدة في دعم المقاومة والقضية الفلسطينية.
قاسم متيرك
الانتقاد/ العدد1207 ـ 23آذار/مارس2007