ارشيف من : 2005-2008
عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب الدكتور علي المقداد لـ"الانتقاد": ما قام به نواب السلطة هو استكمال للمحاولة الانقلابية على المؤسسات
أصعب بعدها
ـ الجمهورية الاسلامية الايرانية تنفذ مشاريع تنموية للبقاع
"ما يقوم به فريق السلطة في هذا التوقيت الخبيث يهدف إلى إلغاء الحوار القائم"، هذا ما يصف به عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب الدكتور علي المقداد المشهد السياسي الذي تعيشه البلاد، مؤكدا أن "الذي يريد إدخال المقاومة في أزقة بيروت هو من حرّض أميركا و"إسرائيل" على شن حرب على لبنان وإنهاء المقاومة".
وإذ يعتبر ان "الاتفاق في لبنان صعب قبل القمة العربية وسيكون أصعب بعدها، رأى في تحرك نواب السلطة نحو المجلس النيابي يوم الثلاثاء الماضي "استكمالا لمحاولة الانقلاب على ما تبقى من مؤسسات ومحاولة لإجهاض أي مسعى توافقي وضرب الجهود السعودية في إيجاد حل مشرّف للجميع". من هنا فإنه يجد في اشادة السفير السعودي بكلام الرئيس بري تعبيرا عن "مدى فهم السعودية لكل ما يجري في لبنان، واشمئزازها من سياسة فريق السلطة".
لكن اهتمام النائب المقداد بالوضع السياسي لم يشغله عن متابعة هموم الناس في البقاع، فهو إلى جانب زملائه في كتلة الوفاء للمقاومة يحرصون على خدمة أبناء البقاع، سواء إنمائيا أو خدماتيا أو في ما يتعلق بالتعويض على المتضررين خلال العدوان الصهيوني الأخير. ويؤكد ان "الجمهورية الإسلامية الإيرانية تقوم بعدة مشاريع في المنطقة.. كما أن العمل جارٍ لإنجاز أوتوستراد رياق ـ بعلبك. وكذلك الأمر بالنسبة الى إنجاز المعاملات المتعلقة بالتعويضات الشاملة".
النائب علي المقداد القادم إلى عالم السياسة من عالم الطب دخل المعترك السياسي أول مرة عبر الندوة البرلمانية للعام 2005، ولكونه طبيبا مختصا في الأعصاب، فإن دوره السياسي الجديد لم يمنعه من متابعة عمله الإنساني في خدمة الناس طبيا، سواء في المستشفيات أو في غيرها.
"الانتقاد" التقت النائب المقداد وهنا نص الحوار:
كيف تقرأ الحوادث الأمنية الأخيرة التي افتعلها فريق السلطة، وهل ذلك يعني أن هذا الفريق بلغ حالة من الاختناق تدفعه الى تفجير الوضع؟
إن المعارضة الوطنية اللبنانية قد فوضت رئيس مجلس النواب نبيه بري إجراء مفاوضات مع رئيس كتلة المستقبل النيابية النائب سعد الحريري، لكونه الممثل عن فريق السلطة في الموالاة.. ولقد تفاءلنا خيرا منذ بداية هذا الحوار، وأبدينا كل الاهتمام والجدية في التعاطي معه، علّه يكون فرصة للخروج من الأزمة التي أطال أمدَها تعنت فريق السلطة الحاكم، بينما يعمد الفريق الآخر من خلال ممارساته الميليشياوية (ما حصل في المنية في الشمال وبر الياس في البقاع الغربي) وفي هذا التوقيت بالذات لإطلاق النار السياسية على هذا الحوار. مما لا شك فيه ان هذا التوقيت هو توقيت خبيث، ويهدف إلى إلغاء هذا الحوار الذي نعتبره فرصة مناسبة للخروج من هذه الازمة. فريق السلطة لو كان يريد الخروج من هذه الأزمة كما يريد غالبية اللبنانيين، لما تكلّم يوم الاثنين الرئيس السنيورة بهذا المنطق الذي لا يليق برئيس ولا برجل سياسي، لأن المقاومة لم ولن تتخلى أبدا عن دورها في تحرير الأرض والدفاع عن لبنان واستقلاله.. وإنما الذي يريد أن تتحول المقاومة إلى أزقة بيروت هو الذي طلب من الأميركي والاسرائيلي شن حرب على لبنان وتدميره وإنهاء مقاومته. وتزامنت هذه الاحداث الأمنية مع خطابات سياسية متشنجة تتكلم بلغة خشبية، ما يشير الى وجود خطوة مبرمجة لدى الفريق السلطوي لإجهاض كل مساعي الحل. ومثال على ذلك كلام الوزير الفاقد للشرعية غازي العريضي، وكلام النائب وليد عيدو، الذي أمل أن يكون قد تكلم بصفته الشخصية ولم يعبر عن تيار المستقبل. ومما لا شك فيه أن الإدارة الاميركية العاجزة عن فرض شروطها وسياستها في الشرق الأوسط بعد فشلها في العراق وأفغانستان وفلسطين، تحاول أن تبقي لبنان ساحة لإنجاز سياسي، ومن هنا نفهم هذا التشنج والتعنت الحاصل من قبل الفريق الحاكم. وحينما يرى الاميركي ان مشروعه الخاسر سيُمنى بخسارة اكبر، عندئذ ستضطر الادارة الاميركية الى طلب إما التصعيد اللامتناهي أو القبول بالخسائر والطلب من الفريق الحاكم أن يستجيب لمطالب المعارضة المحقة.
ـ في ظل الحديث عن التصعيد، كيف ترى تحرك نواب السلطة إلى المجلس النيابي؟ وهل يمكن أن تساعد هذه الأجواء على استمرار الحوار وصولا إلى نتيجة ايجابية؟
في ظل التصعيد الذي يأتي من قبل فريق سلطة 14 شباط، نرى ان الاتفاق صعب قبل القمة العربية، وسيكون أصعب بعدها، لأن محاولة فريق 14 شباط الدخول إلى مجلس النواب بهذه الطريقة الاستفزازية من دون دعوة رئيسه ما هي إلا مؤشر واضح على نية هؤلاء في إجهاض أي مسعى توافقي وضرب الجهود السعودية التي عبرت في أكثر من مناسبة عن صدقها في إيجاد حل مشرّف للجميع. وما جرى البارحة من إكمال المحاولة الانقلابية المستمرة من فريق السلطة منذ عدة أشهر، ما هو إلا لتكريس الانقلاب الحاصل، ومحاولة لإلغاء ما تبقى من مؤسسات دستورية، خصوصا عبر اتهامهم الرئيس بري بخطف المجلس وخطف دوره، فكان لا بد للرئيس بري من أن يضع النقاط على الحروف وتكون له الكلمة الفصل في هذا السجال الحاصل. وخير دليل على ذلك هي الإشادة السعودية من قبل سفيرها في لبنان عبد العزيز خوجة بما قاله الرئيس بري.
ـ ماذا تستنتج من كلام السفير السعودي؟
يعبر السفير السعودي عن مدى الاشمئزاز السعودي من سياسة فريق السلطة، لكون السعودية إحدى الدول التي تحاول أن ترعى الاتفاق بين اللبنانيين. وهو أيضا تعبير عن مدى فهم السعودية لكل ما جرى في لبنان، وقد أعطى إشارة واضحة ودلالة عمّن يعطل الحل في لبنان ومن يساعد على الحل.
ـ كيف وجدت رد الرئيس السنيورة على الرئيس بري؟
الرد الذي جاء به رئيس الحكومة الفاقد للشرعية فؤاد السنيورة كان ردا مقتضبا، ونحن نفهم لماذا كان هذا الرد المقتضب، لأن السنيورة لم يعد عنده شيء ليقوله للرأي العام، فكان دفاعه عن نفسه مجزأ لأنه لا يملك شيئا يدافع به عن نفسه أمام تصريح الرئيس بري.
ـ هل ترى أن هناك تفهماً عربياً لمطالب المعارضة؟
البيان الوزاري الذي صدر عن اجتماع وزراء الخارجية العرب كان واضحا وعبر عما تفكر به الدول العربية جميعا، ويتلخص بالموافقة على تشكيل حكومة وحدة وطنية كما تريد المعارضة، وإقرار المحكمة الدولية، مع الأخذ بملاحظات المعارضة.
البقاع
كيف تتابعون عملية التنمية في البقاع في ظل عدم وجود سلطة؟ وماذا تعملون لتسيير أمور أهالي البقاع؟
هناك بعض المشاريع التي تعمل الجمهورية الإسلامية الإيرانية على إنشائها، وخصوصا الأماكن والطرق التي تعرضت للتدمير والقصف إبّان العدوان الصهيوني في تموز الماضي. وهناك في المستقبل القريب عدة مشاريع ستنفذ من قبل ايران أيضاً. أما ما يتعلق بموضوع المشاريع الأخرى التي كانت قد أقرت قبل استقالة وزرائنا، فهي تنفذ الآن، ومنها الأوتوستراد بين رياق ـ بعلبك وبعض الطرق التي تربط غرب بعلبك بالأوتوستراد الدولي.
أين أصبحت تعويضات المتضررين خلال العدوان؟
بالنسبة الى موضوع التعويضات عن الأضرار خلال العدوان، فإن التواصل قائم مع وزارة المهجرين من خلال مدير عام الوزارة، وقد بدأ العمل منذ حوالي شهر لإنجاز كل المعاملات المتعلقة بالتعويضات الشاملة. وأعني بالشاملة كل منزل أو محل تجاري تضرر أو تهدم كليا. وهناك فريق عمل يحرص على إنجاز هذه المعاملات خلال فترة زمنية قصيرة لإعطاء التعويضات اللازمة.
أجرى الحوار: مصعب قشمر.
الانتقاد/ العدد1207 ـ 23آذار/مارس 2007