ارشيف من : 2005-2008
بدء اجتماعات المندوبين الدائمين...مندوب سورية لدى الجامعة العربية: سورية كانت ولاتزال مرتكزا لجهود توحيد الصف وتنسيق السياسات
الرئيس بشار الأسد بالمشاركين في الاجتماع ونقل تحياته إليهم مع تمنياته بأن تؤدى دورة الاجتماعات التحضيرية هذه إلى تحقيق ما نصبو إليه جميعا من أعداد لخطط وبرامج ومشاريع قرارات للسياسات والإجراءات التي تحقق الأهداف المنشودة لقمتنا في دورتها العشرين.
وأضاف أحمد في كلمته.. تلتقون في دمشق التي يلفحكم في كل زاوية في حاضرها وكل لحظة من تاريخها عطر العروبة .. تلتقون فيها بمزيد من الإدراك للأحداث التي تحيط بالواقع العربي وبكثير من التركيز على المسؤولية القومية الملقاة على كواهلكم.
ولقاؤكم في دمشق التي تشكل واسطة العقد للعمل العربي الجاد إزاء منظومة من الأفكار والوقائع والتوجهات الراهنة في المنطقة التي هي في حقيقتها امتحان للموقف العربي واختيار للإرادة القومية في التعامل مع الأحداث والتفاعل مع الظروف الإقليمية والدولية وهى في الوقت ذاته شكل من أشكال التحدي للفكر السياسي والاقتصادي الذي تتطلب منه الأحداث تصوراً واضحا ورؤية شاملة ومنطقا قوميا جامعا يجعل العمل العربي المشترك في مستوى المرحلة الراهنة لمجرى هذه الأحداث.
وأكد مندوب سورية الدائم لدى الجامعة العربية أن سورية كانت ولاتزال بقيادة السيد الرئيس بشار الأسد مرتكزاً للجهود الرامية إلى توحيد الصف العربي وتنسيق السياسات الفاعلة التي تستبقى للتعاون والتضامن العربي فعاليته وجدواه في مواجهة التحديات بفكر قومي يستشرف الآفاق المجهولة وحيث حملت سورية بقيادته الشجاعة والحكيمة اكبر الأعباء واعظم المهام فأصبحت محور الاستقطاب للجهود العربية المخلصة والجهود الدولية الباحثة عن الحلول العادلة للمشاكل المستفحلة في هذا الشطر من العالم كما صانت للكرامة القومية ما يتوجب لها من حق تاريخي وتمسك شعبي واحترام عالمي.
وقال أنه من المهم لنا جميعاً أن يكون اجتماعنا قادراً على وضع النقاط المبعثرة على الحروف الثابتة والحلول المجدية للمشاكل المستعصية وتوفير الإمكانات المتاحة للحاجات المتنوعة وعلى مضاعفة شعورنا بعظم مسؤولياتنا الراهنة التي تفرض علينا تحقيق أهداف مباشرة تستجيب لاقصى مافي توجهات شعوبنا من آمال معقودة على أعمال قمتنا في دمشق وقراراتها.
ولفت إلى أن ما يتطلب منا توحيد مواقفنا في الفكر والعمل يبدو مرتبطا بخطط دولنا وعمل منظماتنا ومؤسساتنا العربية.. وغنى عن القول أن للجامعة العربية دوراً كبيراً في ملء الفراغ القومي سياسياً واقتصادياً وثقافياً .. ولمؤسساتها المتنوعة الاختصاصات دور كبير في إزالة التناقضات وتوحيد التوجهات وتقريب المسافات الفاصلة بين جميع البلدان العربية.
وقال إن الأسئلة التي كانت ولاتزال تطرح .. متى يصبح التكامل الاقتصادي عملاً قائماً لا كلاماً مقالاً أو مكتوباً.. ومتى تصبح السوق العربية المشتركة واقعاً ملموساً لا هدفاً منشوداً .. ومتى تصبح الخطط التنموية العربية غير المترابطة خطة تنموية متكاملة تجعل الكتلة الاقتصادية العربية الموحدة كتلة عالمية لها وجودها ووزنها وأثرها في العالم.. هي أسئلة أن الأوان كي يجيب عليها العرب إجابة واحدة.
وأشار أحمد أن مواجهة التطورات المتعقلة بالعمل السياسي في هذه المنطقة تشكل تحديا للعرب بكل دلالاتها السياسية والاقتصادية والثقافية.. وتجدر الإشارة هنا إلى أن تطور الأحداث منذ مؤتمر مدريد للسلام وحتى الآن كشف الأهداف الإسرائيلية التي ترمى إلى تحقيق مكاسب على حساب العرب.. وكانت المناورات والمماطلات والتأويلات التي عرقلت مسيرة السلام ثم الحصار والمجازر واجتياح المدن العربية التي دمرت كل التوجهات نحو السلام تعبر أوضح تعبير عما يقتضيه الموقف العربي من تكاتف ووحدة ويقظة.
وأضاف أنه حين بادرت الأمة العربية واستجابت للمساعي الدولية للمشاركة في مسيرة السلام .. كانت مبادرتها واستجابتها مستمدة من التأكيدات القاطعة على تحقيق السلام ليكون عادلا وشاملا وعلى تطبيق قرارات الأمم المتحدة وبخاصة القرارات 242-338-425 ومبدأ الأرض مقابل السلام بما يعنيه من انسحاب كامل من الأراضي العربية المحتلة وتوفير للحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني.
وتساءل أحمد أين نحن اليوم من هذه الأهداف.. وقال إن إسرائيل تعتبر أعادتها للأراضي العربية المحتلة منة أو هبة لا تصحيحا لخطأ جغرافي وخطيئة تاريخية.
أنها ومنذ أعلنا مبادرتنا العربية للسلام في قمة بيروت 2002 تزيد من لاءاتها وترانا نحن من زمن إلى زمن نتراجع عن لاءاتنا تحت عنوان تأكيد الحاجة إلى السلام وإظهار حسن النوايا.
أضاف.. ذهب العرب إلى انابوليس على أمل إحياء عملية السلام وما كاد الاحتفال الكرنفالي أن يسدل ستاره حتى انقضت إسرائيل على الأراضي الفلسطينية المحتلة عامة وغزة خاصة تعمل فيها حصارا ومجازر نازية يوميا تقتل الأطفال والشيوخ وتدمر البيوت على أصحابها وتحرق كل شيء في طريقها وتنسف أول ماتنسف رؤيا الدولة الفلسطينية وتبددها وتحولها إلى أشلاء وكوابيس دامية.. نبحث من خلال هذا الدمار عن رؤية بوش فيأتينا الجواب الحق بأن إسرائيل تطبق الرؤى الواردة في توراتها وليس هذه الرؤى التي حدثونا عنها.
وقال مندوب سورية لدى الجامعة أن أمريكا والغرب يمارسان سياسة ازدواجية المعايير في التشدد مع الضحية والميوعة مع الجلاد أصبحت تلك السياسة نهجا لهما في التعامل مع قضايانا .. يسددان الضربات الواحدة تلو الأخرى للوطن العربي .. لدوله.. لأراضيه.. لحقوقه.. من فلسطين إلى العراق إلى لبنان إلى السودان إلى الصومال إلى جزر القمر إلى ملايين النازحين والمهجرين الذين تزيدهم سياسات الجور والتهجير خيبة ونقمة ويأسا من المجتمع الدولي وفى نفس الوقت قوة وصمودا ومقاومة في سبيل الأرض والعرض والحق.
وقال.. ومع ذلك يراد منا أن نكون هدفاً دائماً للضغوط والتنازلات متسائلاً إلا يقتضي كل ذلك من انتباهة عاقلة.. السنا بحاجة ملحة إلى الإرادة الموحدة الشاملة إلى الخروج من الحلقات المفرغة التي ندور فيها وحولها والى فتح الأبواب المغلقة والدخول بصورة مباشرة وسريعة في مرحلة فاعلة من مراحل التنسيق والتعاون والتضامن والتكامل.. في مرحلة نطرح معها جانبا كل مأمن شأنه تعويق مسيرتنا وتشتيت أهدافنا وإلهاؤنا عما يتوجب علينا.
وقال أحمد أن تعزيز الموقف العربي الموحد هو الكفيل باستمرارية بقائنا كدول وكأمة وبالتالي فان تعميق التضامن والتكامل العربي وبناء القدرة الذاتية العربية يعتبران نقطة الارتكاز التي لابديل لها فى مواجهة تحدياتنا.
إن تعزيز دور الجامعة العربية وتفعيل منظماتها وهيئاتها يعنى الكثير في هذا الظرف العصيب..وهنا لايفوتني الإشادة بالجهود التي يبذلها معالي الأمين العام ومساعديه وكل العاملين في جامعة الدول العربية بما يكسب التعاون والتضامن والتكامل العربي حيوية وقدرة على التصدي للمشكلات ويساهم في تطوير وتنمية الطاقات العربية.
أيها الاخوة والأخوات..
العالم ينظر اليوم إلى قمتنا باهتمام واحترام.. فهلا نظرنا إلى أنفسنا بالقدر نفسه من الاهتمام والاحترام.
وهلا تكلمنا وتضامنا مع بعضنا وانفسنا بقدر ما نتكلم ونتضامن مع الغرب والشرق والشمال والجنوب.
هلا جعلنا من قمتنا في دورتها العشرين في دمشق قمة للتضامن العربي ومنطلقا لعمل عربي جدي في التفكير والعمل في وضع التوصيات والقرارات وفى تنفيذها.
انتم جديرون بتحقيق الأمل المرجو والهدف المطلوب.
وأعرب مندوب سورية الدائم عن الشكر للمندوب الدائم للمملكة العربية السعودية الشقيقة الذي حمل مسؤوليات الرئاسة طيلة عام كامل منصرم أدار من خلالها الجلسات بحكمة وجدارة. وكان السفير احمد قد تسلم من السفير احمد بن عبد العزيز قطان المندوب الدائم للمملكة العربية السعودية لدى الجامعة العربية رئاسة الجلسة التحضيرية لمشروع جدول أعمال القمة.
وقد أكد السفير قطان انه أن الأوان كي نستعيد تضامننا الحقيقي وان يكون لنا موقف موحد لنتمكن من مواجهة كل التحديات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تواجه امتنا مشيراً إلى أهمية تفعيل الدور العربي من اجل خدمة مصالح الأمة العربية والإسلامية.
وأشار السفير قطان إلى أن حال امتنا ليس بأفضل حال مما كانت عليه في قمة الرياض السابقة وأننا مازلنا نواجه الخيارات الصعبة نفسها بسبب التحديات الجسام التي تواجه امتنا مشددا على أهمية امتلاك الإرادة السياسية القومية لتحويل تطلعاتنا إلى واقع ملموس.
وكانت اجتماعات المندوبين الدائمين للدول العربية وكبار المسؤولين بدأت في فندق ايبلا الشام بدمشق صباح اليوم تحضيراً لمشروع جدول أعمال القمة العربية العشرين لرفعه إلى اجتماع وزراء الخارجية العرب التحضيري الخاص بالقمة العربية التي ستبدأ أعمالها في التاسع والعشرين من هذا الشهر وذلك برئاسة السيد يوسف أحمد مندوب سورية الدائم لدى جامعة الدول العربية. ويتضمن مشروع جدول أعمال القمة العربية عدداً من الموضوعات التي تتعلق بقضايا العمل العربي المشترك السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
المصدر: وكالات ـ سانا
التاريخ: 25/3/2008