ارشيف من : 2005-2008
في العيد الثامن للمقاومة والتحرير .. يبقى الخيار مقاومة ...
الذي حققته المقاومة الاسلامية والوطنية ، ودحرت المحتل عن ارض عربية لاول مرة في تاريخ الصراع العربي – الصهيوني دون قيد او شرط ، فلم يكن هذا التحرير حدث عابر يختصر بانسحاب محتل من ارض معينة ، ولا بمقاومة انتهى عملها المقاوم عند حدود تحرير الجزء الاكبر من الجنوب .
بل كان لهذا الانجاز جوهر يجهله الكثيرون في امتنا ووطنا ، وهو ان اندحار الجيش الصهيوني عن لبنان كان بمثابة اعلان هزيمة لطموح واحلام الدولة العبرية باقامة دولته المزعومة من النيل الى الفرات ، وتحول الكيان العبري من كيان توسعي الى كيان غير قادر على حفظ حدوده داخل فلسطين المحتلة واقام جدران العزل على نفسه وبات اقصى طموحه ان يحفظ امنه الداخلي ، في المقابل تحولت المقاومة في لبنان الى نهضة وصحوة عربية مقاومة للمشروع الامريكي – الصهيوني في ظل تكريس احادية الامبراطورية الاستعمارية الامريكية في العالم ، ومن اهم انجازات تحرير عام 2000 اندلاع انتفاضة الاقصى التي حركت النهج المقاوم في الشارع العربي والاسلامي ، ما اجبر الامريكي على استقدام جيوشه الى المنطقة لمنع تفكك الكيان الصهيوني تحت ضربات المقاومة الفلسطينية ، واصبحت القاعدة العسكرية الامريكية اي " دولة اسرائيل " بحاجة لحمايتها من الامريكي الذي كان يحمي مصالحه في المنطقة عبر هذه القاعدة .
وعليه يمكن القول ان كل ما يحصل في المنطقة بشكل عام ولبنان تحديدا ، هو بفعل ارتداد انجاز التحرير عام 2000 ، والسعي الامريكي والصهيوني لمعاقبة المقاومة على هذا الانجاز ، الذي اصبح اليوم في عيده الثامن وبعد انتصار تموز الخطر الداهم الذي يتهدد وجود الكيان العبري الذي احتفل منذ ايام بالذكرى الستين لاغتصابه فلسطين ، وكانه يقول للعالم انه لم يعد يضمن بقائه على قيد الحياة حتى الذكرى 75 للاحتفال " باليوبيل الذهبي ".
من هنا وفي محضر ذكرى الانجاز التاريخي بدحر الصهاينة عن جنوب لبنان وبقاعه الغربي ، يزداد الامل والرهان اكثر من اي وقت مضى على خيار المقاومة لاستعادة الارض ودحر المحتل من فلسطين والعراق وسوريا وكل ارض عربية محتلة باوجه مختلفة ، وهذا الامر يتطلب مواجهة مشاريع الفتنة والتقسيم الامريكية بالوحدة الوطنية والتوحد حول المقاومة ، لان ذلك هو المعبر الإلزامي لتحقيق النصر على المحتل والمستعمر واستعادة المجد العربي المكلل بالانتصارات والعزة .
في ذكرى الثامنة للتحرير نتقدم من اسياد وصناع النصر بتحية اجلال واكبار للشهداء والمجاهدين الذي حققوا هذا النصر بدمائهم وتضحياتهم ، والى اهل وشعب التحرير في الجنوب والبقاع الغربي الذين صمدوا بعزم وصبروا على عذابات وانتهاك المحتل لعقود حتى تحقق التحرير ، نبارك لمجاهدي المقاومة الاسلامية وعلى راسها السيد حسن نصر الله سيد المقاومة والانتصار ، والى كل فصائل وتيارات المقاومة الوطنية اللبنانية ، وتحية عزة واكبار للشهداء الذين حققوا هذا الانجاز التاريخي بدمائهم الذكية ، من خالد علوان وسناء محيدلي واحمد قصير وبلال فحص الى صلاح غندور و هادي نصرالله وصولا الى عماد المقاومة الشهيد الكبير الحاج عماد مغنية الف تحية بعيدكم عيد التحرير والمقاومة ، والعهد والوفاء لكم بالسير بهذا النهج الذي لم يجلب لنا سوى العزة والكرامة والاستقلال والسيادة والتحرير..
عباس المعلم