ارشيف من : 2005-2008

تحرير الأسير نسر مقدمة طبيعية لاستكمال تحرير الأسرى: حتمية القضية تفرضها استراتيجية المقاومة في مسار المواجهة مع الاحتلال

تحرير الأسير نسر مقدمة طبيعية لاستكمال تحرير الأسرى: حتمية القضية تفرضها استراتيجية المقاومة في مسار المواجهة مع الاحتلال

كتب محمد الحسيني
شكّلت عملية تحرير الأسير اللبناني نسيم نسر الأحد 1/6/2008 مقابل تسليم أشلاء لبعض جنود الاحتلال، وفي ظل أجواء الاحتفال بالعيد الثامن للمقاومة والتحرير، مقدّمة طبيعية ومطلوبة لعملية التبادل الكبرى على المستوى النوعي التي طالما تحدّث عنها الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله، تنفيذاً لعهده الذي أطلقه بعد عملية "الوعد الصادق" في 12 تموز 2006. وأعلن سماحته في اليوم نفسه لتنفيذ العملية عرضاً يقضي بإجراء عملية تبادل يتم بموجبها إطلاق سراح الأسرى اللبنانيين وعلى رأسهم عميدهم سمير القنطار وعدد من الأسرى العرب في سجون الاحتلال.
وقد اكتسبت هذه القضية حتميتها خلال وبعد انتهاء حرب تموز حيث ازداد عدد الأسرى لدى الاحتلال من المقاومين ومن جثث الشهداء، في حين باتت المقاومة تمتلك أوراق قوة جديدة من خلال امتلاكها إلى جانب الجنديين الأسيرين، أشلاء كثيرة وأجزاء عديدة من أجساد جنود الاحتلال الذين قتلوا خلال المواجهات الملحمية التي خاضها المجاهدون، وسرعان ما استؤنفت المفاوضات بعيد فترة قصيرة من إحراز الانتصار الإلهي والاستراتيجي في 14 آب 2006، وبقيت مستمرة إلى حين تحرير الأسير نسر، على الرغم من العراقيل التي يضعها العدو أمام التوصل لحل شامل وكامل لهذه القضية.
وعملية التبادل التي ستجريها المقاومة، ولعلها الأخيرة، ستشمل في مرحلتها النهائية الإفراج عن الأسير  القنطار وثلاثة من المقاومين تم أسرهم في مواجهات "الوعد الصادق" وجثث عشرة شهداء مقاومين، مقابل تسليم الجنديين الإسرائيليين "ايهود غولدفاسر" و"الداد ريغيف" وأشلاء جنود آخرين، وبالتالي تؤكد هذه العملية إستراتيجية المقاومة التي أعلنها السيد نصر الله، وتقضي بتحرير ما تبقى من أرض لبنانية محتلة وأسرى في سجون الاحتلال، وصولاً إلى اعتماد استراتيجية دفاع عن لبنان وحمايته في مواجهة أي اعتداء إسرائيلي محتمل.
وتطرح هذه العملية مجموعة من المؤشرات والدلالات بشأن التعاطي مع ملف الأسرى والمعتقلين بالتوازي مع قضية طرد الاحتلال وتحرير الأرض، وهو ما برز في طريقة وأداء حزب الله في إطار المواجهة الشاملة مع الاحتلال، وذلك من خلال:
* العمل الجدي والفعلي على استمرار توفير العناصر اللازمة وامتلاك الأوراق القوية التي تدعم قضية تحرير الأسرى والمعتقلين وعلى رأسها أسر جنود وأشلاء جنود العدو في أي عملية عسكرية وكأبرزها عملية "الوعد الصادق"، أو أي عملية أمنية كما حصل باستدراج الجاسوس الإسرائيلي العقيد احتياط ألحنان تننباوم.
* العمل على شمول عملية التبادل أسرى لبنانيين وعرباً من الجنسيات المختلفة، وهو ما حصل في المرات الماضية. وما يؤكد نجاعة هذا المسعى هو رفض الجانب الإسرائيلي تضمين عملية التبادل الأخيرة الإفراج عن أسرى فلسطينيين وعرب، خصوصاً بعدما لمس العدو نتائج وفعالية هذا المعطى في تكريس نجاعة الخيار المقاوم في استرجاع الحقوق وتحرير الأرض والانسان، وتعميم هذه الثقافة لدى الشعوب العربية والاسلامية وخاصة في فلسطين والعراق، ولكن هذا لا يعني بأي حال من الأحوال عدم استمرار قيادة المقاومة وحزب الله ببذل أقصى الجهود لتحرير باقي الأسرى في السجون الإسرائيلية خصوصاً في ظل إهمال قياداتهم التصدي لحل هذه القضية.
* تأكيد قيادة المقاومة على أهليتها في حمل همّ الأمة، وإجهاض المحاولات الأميركية والإسرائيلية وما حولها من أنظمة الاعتدال العربية لتوهين قضية المقاومة وثقافتها في الوجدان الشعبي في العالمين العربي والاسلامي، ونجاحها في استعادة الزخم إلى القضية الفلسطينية ومحوريتها في وقت سلّم معظم الأطراف المعنيين بهذه القضية بما يسمى "الأمر الواقع"، وبالتالي انتقل البحث من كيفية استكمال القضاء على قضية فلسطين إلى مناقشة إمكانية استمرار وجود الكيان الصهيوني.
التاريخ:3/6/2008

2008-06-03