ارشيف من : 2005-2008

"كسر الحصار" رسالة المقاومة إلى الاحتلال: لن نقبل الموت جوعاً

"كسر الحصار" رسالة المقاومة إلى الاحتلال: لن نقبل الموت جوعاً

غزة ـ عماد عيد
فيما كان جيش الاحتلال يحاول استخلاص العبر من مقتل أحد أفراده وإصابة آخرين خلال عملية التوغل التي جرت شرق مدينة خانيونس جنوب القطاع جاءت المفاجأة من الشمال هذه المرة وتحديدا من شرق مدينة غزة.
المقاومون دخلوا إلى الموقع العسكري في نحال عوز بطريقة يرفضون الكشف عنها ربما لاستخدامها في عمليات قادمة، والجيش الإسرائيلي وقف مذهولا وعاجزا عن معرفة التفاصيل لا سيما أنها جاءت في الساعة الثالثة والنصف عصرا، وهو موعد غير معتاد لتنفيذ العمليات الاستشهادية.
أبو بلال الناطق باسم كتائب المجاهدين وهي مجموعات متدينة تابعة لحركة فتح قال إن العملية تم التخطيط لها على مدار شهر كامل حيث خضع الموقع الإسرائيلي للرصد والمتابعة من قبل المقاومين، مؤكدا أن العملية وبرغم اشتراك ثلاثة أجنحة عسكرية فيها إلا أنها بقيت طي الكتمان، وان تدريبات أجريت للمقاومين على اقتحام الموقع في مكان ما من قطاع غزة.
وأكد أبو بلال في حديث لـ"الانتقاد" أن أربعة مقاومين تمكنوا من الدخول للموقع وإطلاق النار على جنود الاحتلال والمستوطنين من مسافة قريبة والانسحاب من الموقع بذات الطريقة التي دخلوا بها بتغطية من مجموعات من المقاومين الذين أطلقوا ستين قذيفة نحو المواقع الإسرائيلية، وأطلقوا النار من الأسلحة الثقيلة.
وأشار أبو بلال إلى أن المجاهدين كانوا على بعد مسافة قصيرة من جنود الاحتلال، وأنهم كادوا يحققون احد أهم أهداف العملية وهو خطف إسرائيليين لمبادلتهم مع الأسرى الفلسطينيين، إلا أن المقاومين اكتفوا في هذه المرحلة بما حققته العملية من انجازات.
من جانبه قال أبو احمد الناطق باسم سرايا القدس إن المقاومة أرادت أن تقول كلمتها في ملف الحصار، وأطلقت على العملية اسم "كسر الحصار" للتأكيد على رفض الموت جوعا وحصارا، وان الموت في ميادين المقاومة هو الشرف الذي يطمح أن يناله كل مقاوم، مشيرا إلى أن اثنين من المقاومين فُقدا خلال العملية لكن احدهما عاد مع غروب الشمس بعد أن ظل كامناً ثلاث ساعات من دون اتصال مع المقاومين، في حين أعلن عن استشهاد المجاهد الرابع "حسن سمير عوض" من ألوية الناصر صلاح الدين ـ الجناح العسكري للجنان المقاومة الشعبية.
وأكد أبو احمد أن للعملية رسائل على الصعيد الداخلي أبرزها ضرورة الوحدة، فقد شارك في العملية ثلاثة أجنحة هي بالإضافة إلى سرايا القدس كتائب المجاهدين ولجان المقاومة الشعبية، مشيرا إلى أنها ليست المرة الأولى ولن تكون الأخيرة، فالاحتلال حسب الناطق باسم السرايا "يستهدف كل فلسطيني في غزة، ونحن يجب أن نكون موحدين في الرد على الاعتداءات الإسرائيلية، وإن هذه العملية البطولية هي أول الغيث لسلسلة من العمليات ستنفذها المقاومة لكسر حالة الحصار الخانق ورفعه عن شعبنا الفلسطيني المظلوم؛ ونؤكد أن غضب المقاومة سيستهدف العدو الصهيوني فقط وليس لنا مصلحة في استهداف أحد غيره".
ورفض الناطق باسم السرايا التهديدات الإسرائيلية الموجهة لسكان القطاع قائلا: "ماذا يمكن أن تفعل إسرائيل.. الحصار مفروض وإمدادات الوقود متوقفة وعمليات التوغل مستمرة مع قصف الطائرات، ولا يمكن أن ننسى أنهم حتى في صباح العملية توغلوا في خانيونس وكانت المقاومة لهم بالمرصاد وقتلت احدهم".
الجيش الاسرائيلي انطلق في ردود فعل مجنونة للتغطية على فشله في مواجهة المقاومة في الميدان، واطلقت الدبابات قذائفها تجاه منازل المواطنين شرق حي الشجاعية ما أدى الى استشهاد ثلاثة فلسطينيين من عائلة الغرابلي بينهم شقيقان، اضافة الى استشهاد مواطن يعمل في محطة للوقود قريبة من المكان، وسلسلة غارات استهدفت نشطاء من سرايا القدس ما ادى الى اصابة عدد منهم بجراح، وقد ألقى جيش الاحتلال بالمسؤولية عن العملية على حركة حماس باعتبارها تحكم قطاع غزة، مهددا بتوجيه ضربات قاسية لها، واصدر ايضا قرارا بوقف امداد قطاع غزة بكمية الوقود المقلصة التي تصل اليه، وهي الكمية التي يرفض الفلسطينيون استلامها ما يهدد بأزمة حقيقية قد يعيشها سكان القطاع.
التاريخ: الانتقاد/ العدد 1262 ـ 11 نيسان/أبريل 2008

2008-04-10